محطة
رأس المال الإجتماعي هو المرأة..وهي صمام الأمان لما يحدث في العالم من منعطفات اجتماعية نتيجة العامل الاقتصادي الضاغط على حياة المواطن المعيشية..فقد برزت تهديدات مجتمعية حديثة بسبب الأزمات المتلاحقة التي سببها عدم الاستقرار وخروقات الأمن الغذائي والتغير المناخي وزحف الذكاء الاصطناعي..وتلك التحديات تشابكت في آثارها الثقافية وكذا الإجتماعية..ليتنادى مهتمون رافعين شعار الثقافي الإجتماعي عاجلا وليس آجلا..لأن بناء ثقافة اجتماعية يعني دعم مسار التنمية المستدامة بخدمة العامل الاقتصادي بالدرجة الأولى..والإقتصاد بدوره يدعم تباعا السياسة والتعليم والصحة..لذا كمحصلة لابد من زيادة نشاط المرأة واشراكها في كافة جوانب الحياة..بداية من تنشيط الاستثمار النسوي من خلال المشروعات الصغرى وأهمها تطوير ريادة الأعمال وكذلك توفير فرص عمل من المنزل وطن المرأة الأول..
الأمر اليوم قد تجاوز مسألة المساواة بين الجنسين..وذلك يذكرني بحادثة لبلدية هسليهولم السويدية التي طالبت قبل قرابة الخمس سنوات بتغيير إشارة عبور للمشاة من هيئة رجل إلى رجل وامرأة..وهذا ربما يعد اجراءا شكليا فالمفصل اليوم هو وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي لما لها من أهمية في تشكيل الرأي العام وتأثيرها المباشر سلبا ام ايجابا على التركيب السياسي والاقتصادي والثقافي والإجتماعي..لذا على المرأة التواجد في مقدمة الصغوف إعلاميا لما تملكه من وعي ورؤية وقدرة على تحمل المسؤولية وهذا مانلمسه كنموذج حي عند الزميلات بالهيئة العامة للصحافة عموما وصحيفة فبراير خصوصا..ومن جهة أخرى تقلد النساء للمناصب على الصعيد العام والخاص ونجاحهن في إدارة القطاعات والمؤسسات..
المرأة المرأة..محرك ثقافي اجتماعي في عصر خوصصة الإقتصاد..وقد تكون المرأة الليبية في مأمن إلى حد كبير على شاطيء المجتمع..ولكن ليس من أجل ذلك ينحصر دورها..فسفينة ليبيا عليها ركوب الأمواج العاتية..القبطان هو الدولة الرسمية والبحارة نصفهم من النساء..لأنهن أثبتن وجودهن عملا وليس تعدادا