دراجة
تناقص مرور الباعة المتجولين وعربات «الآيس كريم»..وحل محله التسوق الإلكتروني الذي انطلق في بدايته بموقع (امازون) العالمي ببيع الكتب أولا ثم ها هو يسوق اليوم لمختلف البضائع..ففي هذا العصر ترتبط الرغبة الشرائية للمواطن بخيط رفيع بأزمة الازدحام المروري التي تعاني منها أغلب المدن الرئيسة في العالم..لذا رأت بعض الدول توفير السلع والخدمات في مساحات محدودة وقريبة من القاطنين..وكذلك فروع للمؤسسات الرسمية ولو على شكل مكتب في عمارة سكنية..خدمات على مرمى حجر من الوجبات السريعة إلى الصيدليات إلى محال تصليح الإطارات..وبلدان في طريقها إلى التقليل من الدكاكين التجارية الصغيرة وتعويضها بمراكز تسوق بها محطات ركن سيارات..وغيرها تستغل الفضاءات لبيع السلع المستعملة وإقامة البازارات في المدارس مثلا ليقصدها أصحاب الدخل المحدود..وأخرى رأت بأن التجارة الإلكترونية تحافظ على وقت المستهلك وتغنيه عن تكاليف التنقل وتبعده عن توتر قيادة السيارة ويتبقى فقط دفع مقابل خدمة التوصيل..ودول تعتمد بشكل كبير على وسائل النقل العام وأهمها القطارات ومسارات الحافلات للطلاب والموظفين والعمال..بل استعانت كذلك بالإنترنت في مجالي التعليم والعمل من المنزل مواكبة لتطور التقنية وللتقليل من الازدحام على الطرقات وهذا تمليه أحيانآ الظروف المناخية القاسية..وتعد التجارة الإلكترونية بما توفره من عروض مختلفة تناسب القدرة الشرائية لكل مواطن مهما كان دخله حلاً للتذبذب والتقلبات في أسعار السلع الأساسية التي تؤدي إلى ارتفاعات كبيرة وهبوط حاد في اقتصادات بعض الدول وغالبا بسبب التركيز على إنتاج سلعة واحدة والاعتماد عليها كأحد أهم صادرات البلد الأساسية وهذا كثيرآ ما اعاق تنمية الاقتصادات المتنوعة..وحاليا تبذل البلدان الجهود لتنويع الإنتاج وعدم الاعتماد على مصدر دخل وحيد أو بالانضمام إلى تكتل اقتصادي إقليمي أو دولي..وهنا نقول بإن السياحة لا بد لها أن تنمو على نحو متزايد كمصدر مهم من مصادر الدخل لسد الفجوة الاقتصادية والخدمية بين المدن وخاصة تلك التي تمتلك ثروة سياحية وتكون بعيدة عن العاصمة وبالتالي يصبح نصيب الفرد من الناتج المحلي يغطي القدرة الشرائية لكل فرد في أي مدينة يكون..وبالتالي يخفف المورد السياحي من ظاهرة الإكتظاظ في المدن الكبرى..
أخيرًا يلاحظ في بعض العواصم الأوروبية كـ(إمستردام وبرلين) استخدام المواطنين للدراجات الهوائية بشكل كبير، والنارية بدرجة أقل في الحركة عند ساعات الذروة الصباحية وبعد الظهر..ربما يبدو المشهد غريبًا وغير معتاد لبعض الناس مثل ارتداء حزام الأمان..لكنها تظل وسيلة تنقل إلى حين وصول القطار..