رأي

محطة

هاشم شليق

دراجة

تناقص‭ ‬مرور‭ ‬الباعة‭ ‬المتجولين‭ ‬وعربات‭ ‬‮«‬الآيس‭ ‬كريم‮»‬‭..‬وحل‭ ‬محله‭ ‬التسوق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬في‭ ‬بدايته‭ ‬بموقع‭ (‬امازون‭) ‬العالمي‭ ‬ببيع‭ ‬الكتب‭ ‬أولا‭ ‬ثم‭ ‬ها‭ ‬هو‭ ‬يسوق‭ ‬اليوم‭ ‬لمختلف‭ ‬البضائع‭..‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬ترتبط‭ ‬الرغبة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭ ‬بخيط‭ ‬رفيع‭ ‬بأزمة‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬أغلب‭ ‬المدن‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬العالم‭..‬لذا‭ ‬رأت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬توفير‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬في‭ ‬مساحات‭ ‬محدودة‭ ‬وقريبة‭ ‬من‭ ‬القاطنين‭..‬وكذلك‭ ‬فروع‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مكتب‭ ‬في‭ ‬عمارة‭ ‬سكنية‭..‬خدمات‭ ‬على‭ ‬مرمى‭ ‬حجر‭ ‬من‭ ‬الوجبات‭ ‬السريعة‭ ‬إلى‭ ‬الصيدليات‭  ‬إلى‭ ‬محال‭ ‬تصليح‭ ‬الإطارات‭..‬وبلدان‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬الدكاكين‭ ‬التجارية‭ ‬الصغيرة‭ ‬وتعويضها‭ ‬بمراكز‭ ‬تسوق‭ ‬بها‭ ‬محطات‭ ‬ركن‭ ‬سيارات‭..‬وغيرها‭ ‬تستغل‭ ‬الفضاءات‭ ‬لبيع‭ ‬السلع‭ ‬المستعملة‭ ‬وإقامة‭ ‬البازارات‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬مثلا‭ ‬ليقصدها‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭..‬وأخرى‭ ‬رأت‭ ‬بأن‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬وقت‭ ‬المستهلك‭ ‬وتغنيه‭ ‬عن‭ ‬تكاليف‭ ‬التنقل‭ ‬وتبعده‭ ‬عن‭ ‬توتر‭ ‬قيادة‭ ‬السيارة‭ ‬ويتبقى‭ ‬فقط‭ ‬دفع‭ ‬مقابل‭ ‬خدمة‭ ‬التوصيل‭..‬ودول‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭  ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬وأهمها‭ ‬القطارات‭ ‬ومسارات‭ ‬الحافلات‭ ‬للطلاب‭ ‬والموظفين‭ ‬والعمال‭..‬بل‭ ‬استعانت‭ ‬كذلك‭ ‬بالإنترنت‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬التعليم‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬مواكبة‭ ‬لتطور‭ ‬التقنية‭ ‬وللتقليل‭ ‬من‭ ‬الازدحام‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬وهذا‭ ‬تمليه‭ ‬أحيانآ‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬القاسية‭..‬وتعد‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬عروض‭ ‬مختلفة‭ ‬تناسب‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬دخله‭ ‬حلاً‭ ‬للتذبذب‭ ‬والتقلبات‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬وهبوط‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬اقتصادات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬وغالبا‭ ‬بسبب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬سلعة‭ ‬واحدة‭ ‬والاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬صادرات‭ ‬البلد‭ ‬الأساسية‭ ‬وهذا‭ ‬كثيرآ‭ ‬ما‭ ‬اعاق‭ ‬تنمية‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتنوعة‭..‬وحاليا‭ ‬تبذل‭ ‬البلدان‭ ‬الجهود‭ ‬لتنويع‭ ‬الإنتاج‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬وحيد‭ ‬أو‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬تكتل‭ ‬اقتصادي‭ ‬إقليمي‭ ‬أو‭ ‬دولي‭..‬وهنا‭ ‬نقول‭ ‬بإن‭ ‬السياحة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تنمو‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متزايد‭ ‬كمصدر‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬لسد‭ ‬الفجوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والخدمية‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬ثروة‭ ‬سياحية‭ ‬وتكون‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬العاصمة‭ ‬وبالتالي‭ ‬يصبح‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬يغطي‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مدينة‭ ‬يكون‭..‬وبالتالي‭ ‬يخفف‭ ‬المورد‭ ‬السياحي‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإكتظاظ‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭..‬

أخيرًا‭ ‬يلاحظ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬كـ‭(‬إمستردام‭ ‬وبرلين‭) ‬استخدام‭ ‬المواطنين‭ ‬للدراجات‭ ‬الهوائية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬والنارية‭ ‬بدرجة‭ ‬أقل‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬عند‭ ‬ساعات‭ ‬الذروة‭ ‬الصباحية‭ ‬وبعد‭ ‬الظهر‭..‬ربما‭ ‬يبدو‭ ‬المشهد‭ ‬غريبًا‭ ‬وغير‭ ‬معتاد‭ ‬لبعض‭ ‬الناس‭ ‬مثل‭ ‬ارتداء‭ ‬حزام‭ ‬الأمان‭..‬لكنها‭ ‬تظل‭ ‬وسيلة‭ ‬تنقل‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬وصول‭ ‬القطار‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى