إثنتان وأربعون عاما مضت علي استضافتنا لبطولة كأس الأمم الإفريقية الثالثة عشر في مارس من العام 1982 ووصلنا فيها للنهائي لأول مرة وفقدنا اللقب بالركلات الترجيحية أمام المنتخب الغاني في مباراة تاريخية لن تمح من الذاكرة.!
اليوم نسجل غيابنا للمرة العاشرة على التوالي عن الكأس الإفريقية في دورتها الحالية التي تستضيفها الديار العاجية منذ آخر مشاركة للمنتخب الليبي في بطولة عام 2012بغينيا الإستوائية والغابون..!
لا أدري ..نحس أوسوء طالع أو شبح يطاردنا فكل العرب في الشمال والجنوب والغرب الإفريقي من قارتنا ترشحوا ووصلوا دون عناء للنهائيات الإنحن سنبقى ونظل نتفرج والحسرة والألم يعتصرنا والخيبات والنكسات تلاحقنا والتاريخ والأجيال الحاضرة لن ترحمنا!!
بتنا نتفرج على سلسلة طويلة من البطولات الإفريقية التى يتوالى تنظيمها من دولة الى دولة ومن عاصمة الى أخرى وفى كل مرة نمنى فيها النفس بالترشح والوصول الى النهائيات نتعرض لخيبة أمل وانتكاسة تعيدنا الى الخلف عشر مرات بدلا من السير الى الأمام ولو لمرة واحدة!
اتحادات عامة تعاقبت على الكرة الليبية وفشلت فى إيجاد حل لمشكلة كروية مستعصية وإن كانت هذه الإتحادات خاصة فى العشرية الأخيرة هى فى حد ذاتها لب المشكلة وجوهرها فهى نأت بنفسها عن كل ماهو تخطيط مستقبلى إستراتيجى يصب فى مصلحة الكرة الليبية ويساهم فى تطورها ويبعث الأمل فى تكوين فرق ومنتخبات وطنية تقارع وتزاحم نظيراتها فى القارة الأم واتجهت ورمت بثقلها فى سبيل البقاء فى كرسى السلطة لأطول فترة ممكنة والبحث عن زيادة عدد الفرق فى المسابقات المختلفة حتى وصل عددها الى 58 فريقا لضمان أصواتها فى الانتخابات ودبت المحاصصة والصراع القبلى الجهوى فى جسم وهيكلية إتحاد الكرة الليبيى ما انتج تخبطا وعشوائية فى إتخاذ القرارات والتى رمت بظلالها القاتمة وأثرت بشكل واضح وجلى على مسيرة المنتخب الوطنى الذى تحول الى حقل تجارب ووصل عدد مدربيه الى تسعة مدربين فى ظرف ثلاثة سنوات وهو الأمر الذى لم يحدث فى أى بلد أخر!
الهزات العنيفة والإنكسارات المدوية التى طالت المنتخب الوطنى وحالة الفوضى وعدم الإستقرار والإنفرادية فى إتخاذ القرار عوامل كلها إجتمعت ورمت بنتائجها ومخلفاتها فى مسيرة المنتخب فى مختلف التصفيات التى خاضها من أجل الترشح الى الكان فكان الحلقة الأضعف والأسهل وخسر فى ملعبه بالثلاثة والخمسة وهى نتائج لم تحدث فى سابق تاريخه وهى من أبعدته على أن يكون فى المستوى المأمول ويحقق طموحات عشاقه ومحبيه لكن مسييريه أرادوا عكس ذلك وتركوه وحيدا يتجرع مرارة وألم النتائج الهزيلة
والغياب المتوالى والخروج المتكرر من تصفيات أكبر وأعرق بطولة إفريقية وثالث حدث عالمى على وجه البسيطة!