الرفقة يا عزيزي ليست بالأمر السهل .. ليس في قانون حياتي أن أتخلى عمن صادقته بكل سهولة .. فقد قيل فيما قيل من تراثنا عندما تخلى رجل عن صديقة : بكم بعت صديقك ؟ فقال بمائة سيّة .. فقيل له : لقد بعته رخيصًا ..
حتى الشعر العربي والأوروبي والياباني والصيني .. كل الشعر في أنحاء العالم أشاد بالصداقة .. وشدد على أختيار الصديق قبل الطريق .. كل المطربين والمغنيين تغنوا بالرفق والصداقة .. بعضهم قال : خلك رفيقًا زين .. والبعض الآخر شدى بالرفيق .. فالمطربة ماجدة الرومي تغنت بقصيدة رائعة لنزار قباني فقالت : كن صديقي .. هذا غير المطربة الراحلة فاطمة أحمد التي قالت : يا عز الرفاقة …
نسيت أن أذكرك بالصديق الذي تنازل عن كل ثروته وكل ما يملك من أجل صديقه .. وهاجر معه تاركًا الأهل والأبناء والزوجة .. وكاد أن يموت من أجله لولا رعاية الله ..
الصداقة يا عزيزي لا تذوب كما يذوب الثلج ولا تغيب كما الشمس ولا تموت أيضًا .. الصّداقة الحقيقيّة كالعلاقة بين العين واليد: إذا تألّمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد.. هكذا يقول الحكماء في أدب الصداقة ..
اعلم يا صديقي أن المال يجلب لك أصدقاء المصلحة ،والجمال يجلب لك أصدقاء الشّهوة ،أما الأخلاق فتجلب لك أصدقاء العمر.. واعلم أيضًا أن المحيطين بك الآن سيتخلون عنك عند أول ارتعاشة قلب .. فهم ليسوا أصدقاء حقيقيين .. صداقتهم مزيفة مبنية على المصلحة المؤقتة .. فاختر الصّديق الحقيقي، وأحذر من الصّداقة المُزيّفة…