رأي

متى حان المصير لن ينفع السفير

أمين مازن

‭ ‬غيرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬رئاسة‭ ‬بعثتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بأن‭ ‬اسندتها‭ ‬لواحدة‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬نسائها‭ ‬اللاتي‭ ‬تشهد‭ ‬لها‭ ‬صفحة‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬السابقة‭ ‬بما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الاهمية‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬والمبررة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬لتسميتها‭ ‬سفيرة‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬هذه‭ ‬التسمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬ليبيا‭ ‬أو‭ ‬المحيط‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬العربي‭ ‬والافريقي‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬المغاربي‭ ‬وكما‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬اي‭ ‬تغيير‭ ‬لم‭ ‬تتـأخر‭ ‬الفضائيات‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الليبي‭ ‬عن‭ ‬المسارعة‭ ‬بحشد‭ ‬المتفرغين‭ ‬الدائمين‭ ‬لحصصها‭ ‬المكرة‭ ‬للتعليق‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬وما‭ ‬ينتظر‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬المستجدات‭ ‬والتي‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الدافع‭ ‬اليها‭ ‬نتاج‭ ‬التمني‭ ‬اقرب‭ ‬من‭ ‬المعطيات‭ ‬لأن‭ ‬سياسات‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬الدولية‭ ‬الكبري‭ ‬لا‭ ‬تتأثر‭ ‬بالاشخاص‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬نتاج‭ ‬المصالح‭ ‬المحددة‭ ‬والبرامج‭ ‬المهنية‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬المكلفين‭ ‬سوى‭ ‬دقة‭ ‬التنفيذ‭ ‬ودونما‭ ‬اخلال‭ ‬بطبيعة‭ ‬الاختصاص‭ ‬وما‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬لان‭ ‬امريكا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يعبر‭ ‬عنها‭ ‬بالامبراطورية‭ ‬تحتكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شىء‭  ‬للمؤسسات‭ ‬حيث‭ ‬الاقتداء‭ ‬بالمناهج‭ ‬المرسومة‭ ‬والاجتهاد‭ ‬يتم‭ ‬لاختيار‭ ‬أيسر‭ ‬الطرق‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬اولى‭ ‬أقل‭ ‬التكاليف‭ ‬ما‭ ‬بالك‭ ‬ونحن‭ ‬بكل‭ ‬الاسف‭ ‬لم‭ ‬نبق‭ ‬شيئاً‭ ‬مخفيا‭ ‬سواء‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬حدد‭ ‬لها‭ ‬الذين‭ ‬تقدمو‭ ‬المشهد‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬السنة‭ ‬فيما‭ ‬قال‭ ‬بعض‭ ‬المطلعين‭ ‬مبكرا‭ ‬ان‭ ‬الزمن‭ ‬الحقيقي‭ ‬سيكون‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نراها‭ ‬تتجاوز‭ ‬العشرة‭ ‬بما‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬الخمسة‭ ‬والاتفاق‭ ‬بين‭ ‬الفرقاء‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬إطالة‭ ‬المدة‭ ‬والتنافس‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬،على‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬والتحيز‭ ‬الوقح‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬قرابة‭ ‬والاستقواء‭ ‬المخجل‭ ‬لاجنبي‭ ‬حتى‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمر‭ ‬قليل‭ ‬وقت‭ ‬حتى‭ ‬تبث‭ ‬وسائل‭ ‬النشر‭ ‬استقبال‭ ‬هذا‭ ‬السفير‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬في‭ ‬لهجة‭ ‬بالفخر‭ ‬وما‭ ‬من‭ ‬مخرج‭ ‬يبدو‭ ‬بدون‭ ‬اتفاق‭ ‬الاجانب‭ ‬على‭ ‬تقاسم‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬وليت‭ ‬المتخندقين‭ ‬خلف‭ ‬المتصارعين‭ ‬عبر‭ ‬شاشات‭ ‬الفضائيات‭ ‬يدركون‭ ‬ان‭ ‬الاماني‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬المطلوب‭ ‬وان‭ ‬الشاشات‭ ‬الممولة‭ ‬لن‭ ‬تجدي‭ ‬امام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬وما‭ ‬افلحت‭ ‬في‭ ‬تأسيسه‭  ‬من‭ ‬المنصات‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬بسرعة‭ ‬الضوء‭ ‬ولن‭ ‬تؤخر‭ ‬ساعة‭ ‬رحيلهم‭ ‬حال‭ ‬انتهاء‭ ‬دورهم‭ ‬بأسرع‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬وقت‭ ‬للندم‭ ‬للحسر‭ ‬او‭ ‬الاستغفار‭ ‬واخيرا‭ ‬متي‭ ‬حان‭ ‬المصير‭ ‬لن‭ ‬ينفع‭ ‬السفير‭ .   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى