لا أحد ينكر أننا أحيانًا نقوم بتقمص بعض الأدوار التمثيلية في هذه الحياة .. جميعنا أبطال مونودراميين .. أمس قررت الذهاب فيما يشبه « الجردة» إلى صديق سابق نظم لي سيلًا من الشتائم في جلسة لم أكن حاضرًا فيها بالطبع وصلتني عن طريق العنعنة و بالطبع مع الزيادات لزوم الفتنة .. في الطريق تصورت كيف سيكون اللقاء .. بكل تأكيد شتائم وربما بصق وتخشيم وقد يتطور الموضوع إلى تشابك بالأيدي .. كنت أحدث نفسي .. واستعمل يدي .. وأميل بجسدي يمينًا ويسارًا .. وأحيانًا أصمت كي أفسح له المجال للدفاع عن نفسه .. لكنني من الداخل كان انفعالي في قمة الغليان .. ما أن طرقت باب بيته حتى احتضنته وغبنا أنا وهو في بكاء انتهى بعدم طرح القضية وأختتم بفنجان قهوة .. الحالة التي انتابنتي أثناء توجهي نحو الصديق « القرّام» تعتبر حالة مونودراما واقعية ..
المونودراما فن من الفنون الدرامية وهو من أشكال المسرح التجريبي التي تطورت وأتسعت رقعتها خلال القرن العشرين والقائمة على ممثل واحد يسرد الحدث عن طريق الحوار. وهو نص مسرحي لممثل واحد .. هو المسئول عن إيصال رسالة المسرحية ودلالاتها جنباً إلى جنب مع عناصر المسرحية الأخرى، وفي بعض الأحيان يستعمل تعبير رديف هو عرض الشخص الواحد One Man Show.. فالممثل من يقوم بالأداء و يحمل العرض و يكون الوسيط بين العرض و الجمهور.. لهذا لابد أن يمتلك أدواته جيدًا من (الكلام.. الإيماءة.. الإشارة..حركة الجسد.. الصمت.. الانفعال الداخلي.. !!)