جائزة الصيام :
من حكمته سبحانه وتعالى أن جعل عيد الفطر المبارك جائزةً بعد صيام شهر رمضان المبارك، ويسمى بـ)يوم الجائزة(، بعد أن أتم المسلمون عبادة الشهر الكريم بين صيام، وصلاة التراويح، وتهجد وختم القرآن الكريم، وصدقات، وأعمال الخير، ومساعدة المحتاجين وزكاة الفطر وتعد صبيحة غرة شوال ختام المسك، وبداية شعائر العيد السعيد بالذهاب إلى صلاة العيد في الساحات ومشاركة جموع المصلين أداء الصلاة وتكبيرات العيد حيث تصدح المآذن في كلّ مكانٍ بأصوات التكبيرات الرائعة التي تشعر العائلات بجو الفرح والخير والبهجة.
للإعلام دور في دعم الجانب النفسي وتعزيز الشعور بالأخوة
تختلف أجواء العيد حسب عادات وتقاليد كل مدينة من المدن الليبية سواء في اللباس التقليدي وتقديم حلويات العيد المتميزة في كل مدينة كما للأطفال فرحة بلباس الجديد وتوزيع الحلوى والألعاب المسلية.
ويُعد عيد الفطر السعيد فرصةً رائعةً لاجتماع الأحبة من الأهل والجيران وهو فرصةٌ ثمينةٌ ليفرح الناسُ ويتبادلون فرحهم برضى الله تعالى عنهم؛ وأجواء الاحتفالات بالعيد الفطر تفرح الكبار والصغار ويتميز صباح يوم العيد بتبادل الزيارات وصلة الأرحام والذهاب إلى بيت العائلة الكبير حيث الجد والجدة والاجتماع تحت كنفهما وتبادل العيديات بين الجميع فيُصبح لأداء العبادات سعادة كبيرة تذيب ما كان عالقاً من خصام وفرقة فيسعى العاملون في منظمات المجتمع المدني والخيرون من الجيران والأقارب وشيوخ القبائل والحكماء لجمع الفرقاء في المدن الليبية.
إنَّ عيد الفطر فرصة للتسامح ولم الشمل وتحقيق مفهوم المصالحة الوطنية المرجوة التي تجبُ ما قبلها وتنبذ وراء ظهرها بعض خلاف الماضي وتستشرف المستقبل بقلوب متسامحة وعقول واعية، وروح وطنية عالية .
الدكتور صلاح بن طاهر كلية الآداب طرابلس قال :
«العيد» لفظٌ مفردٌ وجمعه أعيادٌ وهو اسمٌ لكلّ يومٍ يجتمع فيه المسلمون كما أنّه لفظٌ مُشتَقٌّ من العَود وكأنّ المسلمين يعودون إلى ذلك العيد كلّ عامٍ وقِيل إنّ اللفظ مُشتَقٌّ من العادة لأنّ المسلمين اعتادوا شهود العيد كلّ سنة.
والعيد سُمِّي بذلك لتجدُّد الفرح كلّ عامٍ بحلوله وعَوده وأنّ الله تعالى يُعيد في تلك الأيّام عوائد الإحسان على عباده فيكون في تلك الأيّام عَودٌ لمظاهر الفرح والسرور وعلى العقلاء والحكماء أن يسعوا للم الشمل والتصالح بين الفرقاء لتعم الفرحة والبهجة كل العائلات ويصبح ما بعد العيد انطلاق البدء لنهضة وإعمار ليبيا واستدامة استتباب الأمن والأمان فيها .
الأستاذ محمد الشفتري قانوني ومهتم بملف المصالحة الوطنية قال نهنئ الليبيين بعيد الفطر المبارك وبهذه المناسبة نشدد على منظمات المجتمع المدني وكل المكونات عليكم الوقوف صفًا واحدًا من أجل إعادة إعمار ليبيا الجديدة وإنهاء المرحلة الانتقالية إلى استقرارها وتقدمها ونهضة المشاريع التنموية فيها .
وأوضح أن عيد الفطر المبارك فرصة لتحقيق المصالحة الوطنية التي تعني التسامح وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية ونبذ الفرقة والكراهية والعيش وفق مفهوم العدالة والمساواة وإطار الحرية التي أقرتها الشرائع الإسلامية والإنسانية والقوانين بعيدًا على الانجراف وراء التجاذبات السياسية والأيديولوجية من ناحيه أخرى يتمني الليبيون بعد هذه السنوات العجاف من الانقسامات والحروب الوصول لمصالحة شاملة ويعودون فيها أخوة يمكنهم التنقل في كل أنحاء البلاد دون خوف وإيقاف على الهوية .
وأشار إلى الإجراءات الاستباقية التي على مؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية ورجال الأعمال والمؤسسات المجتمع المدني القيام بها لتحقيق التسامح وتجميع الفرقاء والتي منها معالجات جذرية وواقعية في العدالة الانتقالية وتفعيل جبر الضرَّر ورد المظالم وتقصى الحقائق وتفعيل القضاء لرد الحقوق لأصاحبها حيث تتحقق المصالحة عندما تتوفر الأرضية والظروف تكون مناسبة مثل الأمنية والسياسية والاقتصادية، فعيد الفطر فرصة لإصلاح ذات البين والسعي الجاد والحثيث في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
كما أكد الشفتري على ضرورة إيجاد صيغه تفاهم بين أبناء الوطن الواحد للوصول إلى برنامج متفق عليه لإنقاذ الوطن من الأزمات التي يعانيها وأن عيد الفطر المبارك هو الفرصة الذهبية يجب استثمارها لتأكيد صلات الترابط والتراحم والتكامل والتعاون والتكاتف بين الليبيين جميعًا قولًا وعملًا ليستعيد الوطن عافيته ويسترد ريادته بين دول العالم.
موضحاً أن من يريد المصالحة الحقيقة لا يلتفت إلى الماضي وينظر إلى مصلحة البلاد وسعادة المواطن ويعتبر إصدار قانون العفو العام يسارع في تقوية النسيج الاجتماعي والترابط الأسري والتراحم ولا بد من تفعيل قانون حرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر وتسهيل إجراءات رجوع المهجرين والنازحين إلى ديارهم، وشدد على تطبيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة ودعم جهود المصالحة الوطنية بالدعم اللوجستي والمادي كما إن الدعم المعنوي مهمٌ وهو من مهام وسائل الإعلام أن تكثف برامجها خلال عيد الفطر بما يصلح الناس ويزيد من الترابط الأسري والبعد عن خطاب الكراهية والفتن وجعل أجواء العيد بهجة وسرور لكل الليبيين .
من جهتها قالت الأستاذة ساره عبد الله إختصاصية اجتماعية من مدينة طبرق رغم اختلاف اللباس التقليدي في يوم العيد وما يقدم للضيوف من الحلويات إلا إنها تشير إلى أجواء عيد تفرح الجميع وتوحدهم في التمسك بالعادات والتقاليد ونشر التسامح واللفة والمودة بينهم.
وأشارت إلى دور وسائل الإعلام في دعم الجانب النفسي وإحياء الشعور بواجبات الأخوة والصداقة في التعاون والعفو وعدم الغضب .
وأوضحت أن الإعلام بأنواعه مقصرٌ في نشر رؤى وأهداف ملف المصالحة الوطنية وكان من الأفضل أن يتم إعداد برامج تسهل التسامح بين الفرقاء قبل عيد الفطر المبارك، فنحن في بداية مشروع وطني كبير ولا بد من تضافر الجهود لأجل تحقيقه ولا شك أن الطريق ليست دائما سالكه دون عقبات ولا يجب أن تؤثر فينا لنرجع أدراجنا بل علينا تجاوزها ونحن الليبيين إخوة نفزع لمصاب مدننا كما حدث في كارثة فيضان درنه.
وأكدت أن وسائل الإعلام لها دور مهماً في جمع الفرقاء في أي مدينة في ليبيا وذلك لأن بث الإرسال يصل لأبعد مدى ويشاهد كل الليبيين ما يقدمه الصحفيون والإعلاميون فلا بد من إعداد محتوى إعلامي هادف يشجع الفرقاء على قبول التسامح ولم الشمل خلال عيد الفطر المبارك، ونشكر العاملين في صحيفة )فبراير( التي تختص بكل ما يهم المواطن الليبي وقد بادرت بنشر موضوع المصالحة الوطنية خلال شهر رمضان المبارك وعلى وسائل الإعلام العامة والخاصة أن تتبع نهج الصحيفة في نشر ما يعزز التسامح ولم الشمل .
وفي سياق آخر قال الأستاذ كمال الريح مستشار :
بعض الفرقاء يرفض قبول الآخر حتى في عيد الفطر لذلك لا يتحقق التسامح والعفو في عيد الفطر إلا بتحديد عوامل إنجاح المصالحة بين الفرقاء من خلال تحقيق مطالبهم وتفعيل القضاء لرد الحقوق وتحقيق العدالة الاجتماعية وتتحقق الأهداف التي نشأت المصالحة الوطنية من أجلها بأن يصبح الليبيون يداً واحدة متآخين منصهرة جهودهم في بناء الوطن الذي يظل اسمى وفوق كل الاعتبارات والأجندات التي لم تفلح إلا في إحداث الفرقة بينهم.
مؤكداً أن عيد الفطر المبارك هو فرصة للتسامح وتجاوز هفوات بعضنا فنحن شعب مسلم ونأمل أن يجتهد عقلاء وشيوخ ليبيا في لم الشمل والتزاور بين المناطق وأن تنشر الحكومة مبدأ العدالة والمساوة والتسامح ليعم السلام داخل ليبيا.
وفي سياق متصل أكدت الدكتورة نجاة مسعود ناشطة في ملف المصالحة الوطنية على دور المرأة في تصفية القلوب من الضغائن والتسامح والعفو لأجل العيش بسلام في وطن يحتوي الجميع دون صراع يسبب أزمات يعاني من نتائجها جميع الفرقاء.
وشدَّدتْ على ضرورة أن تكون المرأة الليبية مثل «زنوبيا، ولا تكون البسوس» لأجل العيش بسلام دون حروب مدمرة.
وأكدت على مشاركة المرأة ودورها في المصالحة الوطنية ومعالجة الخلافات من خلال الإعداد الحكيم لبرامج ترميم الثقة وبناء المصالحات وان تسعى إلى أن تكون المصالحة الوطنية مبنية على أسس سليمة وأركان متينة تضمن فعليًا إنهاء الانقسام ووضع عجلات قطار مشروع المصالحة الوطنية الليبية على مسلك الوحدة الوطنية .
موضحة أن المرأة الليبية عانت من ثقافة الخلاف التي سببت الخصام والحروب وأنتجت التهجير القسري والفقر والتشرد والعوز والتي جعلتها تبادر في إيجاد طرق لحل الخلافات المتراكمة من خلال تقديم مقترحات لورش العمل والجلسات الحوارية ومؤتمرات تهدف لتحقيق المصالحة والتسامح ولم الشمل .
المهندس كمال جمعة هندسة اتصالات قال : نهنيء الليبيين بمناسبة عيد الفطر المبارك ونوصي الفرقاء بتحكيم العقل وأن جميع المشكلات قابلة للنقاش ويمكن حلها بالاتفاق ولا بد من تدخل وجهاء القبائل وأن يسارع القضاء في إصدار الحكم على من يتعدى على غيره وأوضح أهمية دور المؤسسات التعليمة في بث روح المبادرة لتسامح من خلال مناهج تربوية تعليمية تقوي المفاهيم الإسلامية والعادات والتقاليد الليبية وأن الليبيين إخوة ونشر مبدأ الصلح بين الفرقاء.
وأشار إلى دور الشباب في الترابط الأسري ووحدة الليبيين من خلال الابتعاد عن الفتن والأخبار الكاذبة والمظللة، وأن شباب اليوم يعول عليهم في استتباب الأمن والسلام من خلال مبادراتهم التي ينشرونها عبر صفحات التواصل الاجتماعي خاصة خلال إجازة عيد الفطر المبارك كما تظهر رحلاتهم وتنقلاتهم بين المدن للمعايدات والتسامح مدى طيبة قلوب الليبيين وسماحة وكرم تعاملهم .وأشار إلى ما يميز عيد الفطر هو التزاور واجتماع الأهل والأقارب والجيران والمعارف في بيت الجود والكرم لتلقي المعايدات والتبريكات وتبادل الحديث فيما يخص أزمات الوطن وطرح الحلول وإيجاد وسائل تنفيذها .