فما أحوجنا اليوم الى محاولة الموائمة بين مدخلات العملية التعليمية بل وجودتها كذلك وبين مخرجاتها التي تتطلب تقويم العمل المدرسي والنمو المهني للمعلمين والارتقاء بالمنهج الدراسي وملائمته لفكر وواقع التلميذ والطالب وهي تعد جميعاً من اهم ركائز مدخلات التعليم بل وتحتاج الى تقديم مدخلات تتوائم مع مخرجات العملية التعليمية بكافة مراحلها ولكن وللاسف كما سبق القول لازلنا في مرحلة التخبط فأصبحنا نهتم بالمخرجات بدل السعي الحقيقي لمدخلات سليمة للتعليم والتي تتطلب مراقبة فعلية ودقيقة لجودة وكفائة التعليم وكمية ومستوى انتشاره في عموم الانظمة التعليمية فما يجب التركيز عليه اليوم والعمل من أجله في سبيل النهوض بالعملية التعليمية هي اربع ركائز اساسية يجب العمل لاجلها وهي المعلم والمتعلم والمادة الدراسية والبيئة التعليمية فالمراقب للعملية التعليمية يلاحظ ان المخرجات التعليمية اليوم متدنية بشهادة خبراء التعليم فلم تعد المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد تعطي مخرجات علمية حقيقة التي من شأنها ان تحقق المستوى العلمي المطلوب بل انها لم تعطي حتى الحد المتوسط من الاهدف والنتائج الفعلية التي خططت لاجلها فضعف هذه المخرجات لدينا عموماً يمكن اختصارها في الاوضاع المادية والمعيشية وكذلك اعتمادنا على التلقين والحفظ في التدريس وعدم اتباع اساليب واستراتيجيات وطرق التدريس الحديثة ناهيك عن معاناة المناهج الدراسية من الزخم والحشو الزائد الى جانب إعادة النظر في كفاءة المعلم التي باتت بحاجة الى تلقينه بطرق والاساليب الحديثة في التتدريس ولعل هذا ماترجمته نتائج امتحانات المفتشين التربويين في وزارة التعليم لهذا العام !!!
فما ينقصنا اليوم هو إعادة النظر في التخطيط العلمي والتربوي كذلك ونفض الغبار عن المفاهيم البالية والقديمة التي باتت لا تتوائم مع متطلبات العصر الذي فرض جملة من المفاهيم والمعايير الحديثة للعملية التعليمية لتتواكب مع عقلية جيل جديد يؤمن بمفردات العصر الحديث