رأي

التعليم: بين المدخلات والمخرجات

مني الساحلي

فما‭ ‬أحوجنا‭ ‬اليوم‭ ‬الى‭ ‬محاولة‭ ‬الموائمة‭ ‬بين‭ ‬مدخلات‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بل‭ ‬وجودتها‭ ‬كذلك‭ ‬وبين‭ ‬مخرجاتها‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تقويم‭ ‬العمل‭ ‬المدرسي‭ ‬والنمو‭ ‬المهني‭ ‬للمعلمين‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالمنهج‭ ‬الدراسي‭ ‬وملائمته‭ ‬لفكر‭ ‬وواقع‭ ‬التلميذ‭ ‬والطالب‭ ‬وهي‭ ‬تعد‭ ‬جميعاً‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬ركائز‭ ‬مدخلات‭ ‬التعليم‭ ‬بل‭ ‬وتحتاج‭ ‬الى‭ ‬تقديم‭ ‬مدخلات‭ ‬تتوائم‭ ‬مع‭ ‬مخرجات‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بكافة‭ ‬مراحلها‭ ‬ولكن‭ ‬وللاسف‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬القول‭ ‬لازلنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التخبط‭ ‬فأصبحنا‭ ‬نهتم‭ ‬بالمخرجات‭ ‬بدل‭ ‬السعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمدخلات‭ ‬سليمة‭ ‬للتعليم‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬مراقبة‭ ‬فعلية‭ ‬ودقيقة‭ ‬لجودة‭ ‬وكفائة‭ ‬التعليم‭ ‬وكمية‭ ‬ومستوى‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬الانظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬فما‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬النهوض‭ ‬بالعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬هي‭ ‬اربع‭ ‬ركائز‭ ‬اساسية‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬لاجلها‭ ‬وهي‭ ‬المعلم‭ ‬والمتعلم‭ ‬والمادة‭ ‬الدراسية‭ ‬والبيئة‭ ‬التعليمية‭ ‬فالمراقب‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬يلاحظ‭ ‬ان‭ ‬المخرجات‭ ‬التعليمية‭ ‬اليوم‭ ‬متدنية‭ ‬بشهادة‭ ‬خبراء‭ ‬التعليم‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬مدارس‭ ‬وجامعات‭ ‬ومعاهد‭ ‬تعطي‭ ‬مخرجات‭ ‬علمية‭ ‬حقيقة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ان‭ ‬تحقق‭ ‬المستوى‭ ‬العلمي‭ ‬المطلوب‭ ‬بل‭ ‬انها‭ ‬لم‭ ‬تعطي‭ ‬حتى‭ ‬الحد‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬الاهدف‭ ‬والنتائج‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬خططت‭ ‬لاجلها‭ ‬فضعف‭ ‬هذه‭ ‬المخرجات‭ ‬لدينا‭ ‬عموماً‭ ‬يمكن‭ ‬اختصارها‭ ‬في‭ ‬الاوضاع‭ ‬المادية‭ ‬والمعيشية‭ ‬وكذلك‭ ‬اعتمادنا‭ ‬على‭ ‬التلقين‭ ‬والحفظ‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬وعدم‭ ‬اتباع‭ ‬اساليب‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬وطرق‭ ‬التدريس‭ ‬الحديثة‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬من‭ ‬الزخم‭ ‬والحشو‭ ‬الزائد‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كفاءة‭ ‬المعلم‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تلقينه‭ ‬بطرق‭ ‬والاساليب‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬التتدريس‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ماترجمته‭ ‬نتائج‭ ‬امتحانات‭ ‬المفتشين‭ ‬التربويين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ !!! ‬

‭ ‬فما‭ ‬ينقصنا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬العلمي‭ ‬والتربوي‭ ‬كذلك‭ ‬ونفض‭ ‬الغبار‭ ‬عن‭ ‬المفاهيم‭ ‬البالية‭ ‬والقديمة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬لا‭ ‬تتوائم‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬فرض‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬والمعايير‭ ‬الحديثة‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬لتتواكب‭ ‬مع‭ ‬عقلية‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬يؤمن‭ ‬بمفردات‭ ‬العصر‭ ‬الحديث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى