ثقافة

تحت شعار ليبيا وطن واحد لا يقبل التجزئة : عودة مهرجان زلة للشعر والقصة للمشهد الثقافي

سالمة المدني

بعد‭ ‬توقف‭ ‬14سنة‭ ‬يعود‭ ‬مهرجان‭ ‬زلة‭ ‬للشعر‭ ‬والقصة‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬بعزم‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬عودته‭ ‬للمشهد‭ ‬الثقافى‭ ‬والفن‭ ‬وشهدت‭ ‬مدينة‭ ‬زلة‭ ‬انطلاق‭ ‬المهرجان‭ ‬تحت‭  )‬شعار‭ ‬ليبيا‭ ‬وطن‭ ‬واحد‭ ‬لايقبل‭ ‬التجزئة‭( .‬

افتتح‭ ‬المهرجان‭ ‬بكلمات‭ ‬احتفائية‭ ‬بالحضور‭ ‬حيث‭ ‬رحب‭ ‬عميد‭ ‬بلدية‭ ‬زلة‭ ‬السيد‭ ‬عبدالجليل‭ ‬علي‭ ‬بضيوف‭ ‬المهرجان‭ ‬شاكراً‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬ليرى‭ ‬النور‭ ‬ومخاطباً‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬لاعتماد‭ ‬المهرجان‭ ‬ودعمه‭ .‬

وقد‭ ‬ترنم‭ ‬الشاعر‭ ‬الصيد‭ ‬الرقيعي‭ ‬بقصيدته‭ ‬الشهيرة‭ ‬

حسبي‭ ‬بزلة‭ ‬أننى‭ ‬مجنونها‭ .. ‬أفبعد‭ ‬زلة‭ ‬يحتويك‭ ‬جنون‭ ‬

وتم‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬تقديم‭ ‬أغنية‭ ‬زلة‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬الشاعر‭/  ‬محمد‭ ‬الدنقلي،‭ ‬وألحان‭ ‬الفنان‭ / ‬محمد‭ ‬الربيعي‭. ‬

وبدأ‭ ‬البرنامج‭ ‬الثقافى‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬16أكتوبر‭  ‬الحالي‭ ‬بأصبوحة‭ ‬للقصة‭ ‬والفن‭ ‬التشكيلي‭ .‬

أقيمت‭ ‬في‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬القاصة‭ ‬خيريه‭ ‬ضو‭ ‬بنص‭ )‬لا‭ ‬تشبهنى‭(‬،‭ ‬والقاص‭ ‬محمد‭ ‬جاثو‭  ‬قرأ‭ ‬قصته‭:‬

‭ )‬خلال‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭( ‬تلاه‭ ‬القاص‭ ‬إبراهيم‭ ‬الككلي‭ ‬بقصة‭ )‬الأسطورة‭( ..‬

بعدها‭ ‬تم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬التشكيل‭ ‬حيث‭ ‬عرضت‭ ‬أعمال‭ ‬ومجسمات‭ ‬فنية‭ ‬للتشكيلي‭ ‬المهدي‭ ‬جاثو،‭ ‬وفي‭ ‬المعرض‭ ‬أيضًا‭ ‬شاهد‭ ‬الحضور‭ ‬لوحات‭ ‬تشكيلية‭ ‬بريشة‭ ‬الفنان‭ ‬حمزة‭ ‬ابراهيم‭ ‬وتواصلت‭ ‬الفعاليات‭ ‬لليوم‭ ‬الأول‭ ‬لتشهد‭ ‬القاعة‭ ‬ندوة‭ ‬أدبية‭ ‬حول‭ ‬أزمة‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬الشاعر‭ ‬رامز‭ ‬النويصري‭ ‬بورقة‭ ‬عنوانها

‭)‬القصة‭ ‬القصيرة‭( .‬النص‭ ‬الأقرب‭ ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬الكاتب‭ ‬رضا‭ ‬بن‭ ‬موسى‭ ‬بقراءة‭ ‬نقدية‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصية‭ )‬المكحلة‭( ‬للقاص‭ ‬احمد‭ ‬يوسف‭ ‬عقيلة‭ ‬وعلى‭ ‬رمال‭ ‬صحراء‭ ‬زلة‭ ‬اختار‭ ‬المشرفون‭ ‬على‭ ‬المهرجان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأمسية‭ ‬الشعرية‭ ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬فضاء‭ ‬الشعر‭ ‬حرًا‭ ‬وبامتداد‭ ‬الأفق‭  ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تجهيز‭ ‬خيمة‭ ‬تراثية‭ ‬ليصدح‭ ‬فيها‭ ‬شعراء‭ ‬الفصيح‭ .‬

الشاعر‭ ‬الصيد‭ ‬الرقيعي‭ ‬والشاعرة‭ ‬مبروكة‭ ‬بن‭ ‬قارح‭ ‬والشاعر‭ ‬يوسف‭ ‬عفط‭ ‬والشاعر‭ ‬حمزة‭ ‬الفلاح‭ ‬والشاعر‭ ‬محمد‭ ‬الربيعي‭ ‬والشاعرة‭ ‬فاطمة‭ ‬أعموم‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬دور‭ ‬الشعر‭ ‬المحكي‭ ‬فاستمتع‭ ‬الحضور‭ ‬بقصائد‭ ‬الشاعر‭ ‬محمد‭ ‬الدنقلي،‭ ‬والشاعر‭ ‬عصام‭ ‬الصابري

وللفن‭ ‬والطرب‭ ‬توقيته‭ ‬وجمهوره‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الأمسية‭ ‬الفنية‭ ‬الملحن‭ ‬تامر‭ ‬العلواني‭ ‬وتغني‭ ‬الفنان‭ ‬الشاب‭ ‬أبوبكر‭ ‬محمد‭ ‬بأغانٍ‭ ‬من‭ ‬الشاعر‭ ‬سالم‭ ‬العالم‭ ‬ضي‭ ‬القمر‭ ‬صياد

المهرجان‭ ‬شهد‭ ‬زيارات‭ ‬لمواقع‭ ‬مهمة‭ ‬مثل‭ ‬قلعة‭ ‬زلة‭ ‬والغابة‭ ‬المتحجرة‭ ‬وكذلك‭ ‬سهرات‭ ‬فنية‭ ‬وفنون‭ ‬شعبية‭ ‬وتجسيد‭ ‬لعرس‭ ‬زلة‭ ‬الذي‭ ‬اسعدت‭ ‬تفاصيله‭ ‬الضيوف‭ ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬فرسان‭ ‬زلة‭ ‬بخيولهم‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬المهرجان‭ ‬

وعن‭ ‬المهرجان‭ ‬وأجوائه‭ ‬تحدثت‭ ‬الشاعرة‭ ‬فاطمة‭ ‬أعموم‭ ‬ابنة‭ ‬مدينة‭ ‬زلة،‭ ‬وابنة‭ ‬المهرجان‭ ‬قائلة‭ ‬التقيت‭ ‬بالشعر‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬كنت‭ ‬طفلة‭ ‬حينها‭ ‬وكانت‭ ‬فقرة‭ ‬جميلة‭ ‬اسمها‭ ‬أصبوحة‭ ‬المرأة‭ ‬للمواهب‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬بأول‭ ‬قصة‭ ‬لهذا‭ ‬تعد‭ ‬تجربتي‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهي‭ ‬تولد‭ ‬كل‭ ‬مرة‭  ‬بطريقة‭ ‬مختلفة‭ ‬وما‭ ‬وصلت‭ ‬له‭ ‬نتاج‭ ‬بفضل‭ ‬ابي‭ ‬وامي‭ ‬لان‭ ‬والدي‭ ‬لم‭ ‬يقصا‭ ‬أجنحتي‭ ‬وتركوني‭ ‬احلق‭ ‬في‭ ‬فضاءات‭ ‬الشعر‭ .. ‬ومشيدة‭ ‬بالحدث‭ ‬الثقافي‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬في‭ ‬ذاته‭ ‬قصيدة‭.‬

‭ ‬اما‭  الشاعرة‭ ‬مبروكة‭ ‬بن‭ ‬قارح‭ ‬ترنمت‭ ‬بنصها‭ ‬قائلة

أعطيت‭ ‬ظهري‭ ‬للسماء‭ ‬المسخ‭ ‬ليلا‭ ‬وغفوت‭ ‬

دليت‭ ‬من‭ ‬أحشاء‭ ‬أحلامي‭ ‬العوالم‭ ‬وطفوت‭ ‬

هاأنا‭ ‬اعلوا‭ ‬ترابي‭ ‬غيمة‭ ‬من‭ ‬طين‭ ‬وجدي

وأكثف‭ ‬في‭ ‬حضوري‭ ‬ألان‭ ‬ما‭ ‬قبلي‭ ‬وبعدي‭ ‬

نية‭ ‬الطوفان‭ ‬اظمر‭ ‬في‭ ‬رفيف‭ ‬فراشة

‭ ‬حين‭ ‬تنقض‭ ‬الشرانق‭ ‬برزخاً‭ ‬يغدو‭ ‬الجدار‭ ‬

يحبك‭ ‬القبلي‭ ‬أجنحتى‭ ‬وتسكنني‭ ‬الهشاشة‭ ‬

قد‭ ‬تخضبت‭ ‬لقاحاً‭ ‬وتحممت‭ ‬بعار

‭ ‬أو‭ ‬تبصر‭ ‬المنسي‭ ‬يا‭ ‬جسدي‭ ‬وتعميك‭ ‬ثيابي

‭ ‬اني‭ ‬مع‭ ‬زغبي‭ ‬أمواج‭ ‬سليخة‭ ) ‬التابو‭( ‬

حتى‭ ‬وان‭ ‬نهبوا‭ ‬فمي‭ ‬وتقاسموا‭ ‬أنيابي

‭ ‬أغويت‭ ‬قطاع‭ ‬الطريق‭ ‬أعدت‭ ‬ما‭ ‬نهبوا‭ ‬

وشارك‭ ‬الشاعر‭ ‬احمد‭ ‬الفاخري‭ ‬بقصيدته‭ ‬

كنا‭ ‬جنوبيين‭ ‬يامحبوبتي

‭ ‬والتمر‭ ‬في‭ ‬عينيك‭ ‬طاف‭ ‬بنا‭ ‬المدى‭ ‬

حتى‭ ‬أقمنا‭ ‬عند‭ ‬شوق‭ ‬مدينة‭ ‬

لم‭ ‬يكتمل‭ ‬شغف‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬ابتدأ‭ ‬

كانت‭ ‬شوارعها‭ ‬تبوح‭ ‬لعابر

‭ ‬كالعاشقين‭ ‬مشى‭ ‬فصارت‭ ‬مقصدا‭ ‬

البحر‭ ‬يعرفها‭ ‬فمنذ‭ ‬تعطرت‭ ‬

بالملح‭ ‬توجها‭ ‬ونالت‭ ‬سؤدداً

لم‭ ‬تسترح‭ ‬شرفاتها‭ ‬في‭ ‬الشمس

‭ ‬إلا‭ ‬كي‭ ‬تمد‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تعبوا‭ ‬يداً

‭ ‬مسكونة‭ ‬بالكادحين‭ ‬ومثلها‭ ‬عيناك

حتى‭ ‬فيهما‭ ‬تعبي‭ ‬بدا

كنا‭ ‬جنوبيين‭ ‬نطوي‭ ‬خلفنا‭ ‬شجنا

وان‭ ‬في‭ ‬الخافقين‭ ‬تمددا

سيظل‭ ‬ميراث‭ ‬الجنوب‭ ‬الطيبين‭ ‬

فمالرمشك‭ ‬كالجناة‭ ‬تمردا

في‭ ‬الرمل‭ ‬تاريخ‭ ‬الضياء‭ ‬تسربت‭ ‬

من‭ ‬وجنتيك‭ ‬رؤاه‭ ‬مند‭ ‬توقدا

والليل‭ ‬تغزله‭ ‬الجنوبيات‭ ‬من‭ ‬طيب

ومن‭ ‬شعر‭ ‬فأمسى‭ ‬اسود

كيف‭ ‬اقتطعتي‭ ‬الليل‭ ‬من‭ ‬احلامه‭ ‬

وجعلته‭ ‬في‭ ‬خال‭ ‬خدك‭ ‬سرمدا‭ ‬

يبدوا‭ ‬النخيل‭ ‬مجعد‭ ‬الاشجان‭ ‬

اذ‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬ان‭ ‬غنيتي‭ ‬ظل‭ ‬مجعدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى