حماية أطفالنا من التحرش مسؤولية الجميع؛ حيث يحتاج أبناؤنا إلى حماية دائمة، وأمان كبير لمواجهة أخطار هذه الظاهرة.
لقد شعرتُ بالحزن عندما علمتُ حجم هذه الكارثة الذي لا ينبغي لأي طفل أن يختار هذا في المدرسة.. ولكن كم هي شجاعة ابنتك لتخبركَ بهذا الأمر، كثيرٌ من الأطفال الذين يتعرضون للتحرش الجنسي لا يخبرون شخصًا بالغًا بهذا الأمر بسبب الخجل، والشعور بالذنب.
لذا فإن مجرد اختيار ابنتك لإخبارك يعد خطوة كبيرة لها.
أفهم أن ابنتك لا تريد الذهاب إلى المدرسة عندما يحدث هذا كما أنني لم أكن أرغب في الذهاب إلى مكان عملي إذا كان هذا يحدث هناك.
لذلك من المهم للغاية أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد، من المهم أن تدرك المدرسة أن هذا يحدث في المدرسة. يحتاج هؤلاء الفتية إلى فهم إنّ هذه المنافسة أو «اللعبة» التي يلعبونها خاطئة. يقع على عاتق الكبار مسؤولية شرح ذلك للأولاد. تلتزم المدرسة بالتصدي لجميع أشكال المضايقات وسوء المعاملة في المدرسة.
يجب على المدرسة تطوير إجراءات على المدى القصير والطويل لوقف ومنع التحرش من التمادي. لابنتك الحقُ في الشعور بالأمان في المدرسة؛ لذا فإن نصيحتي لكَ هي الاتصال بالمدرسة، يمكن أن تكون مرشدًا، أو مديرًا وتخبريه عن الوضع في فصل ابنتك، المدارس، لتعزيز الوعي والحماية .
ونظرًا لأهمية هذا الموضوع توجهتُ إلى إحدى المدارس القريبة من عملي لمعرفة خطورة هذه الظاهرة المنتشرة في أغلب المدارس طرقتُ باب أحد المكاتب النفسية والاختصاصي الاجتماعي؛ حيث قالتْ لي إحدى الاختصاصيات :
إنّ ظاهرة التحرش انتشرتْ بشكل كبير بين أوساط الطلبة، والمصيبة الكبرى بين أطفال في المراحل الأساسية للصفوف الأولى .
وأضافت نسعى جاهدين للحد من الظاهرة، وذلك بتوزيع المعلمات بين المَّمرات؛ أيضًا وجود العاملة أمام الحمامات ولقد اجتمعنا بأولياء الأمور وطلبنا بجمع أموال لشراء كاميرات مراقبة للحرص والخوف على أبنائهم.
وأكدت الاختصاصية انهم ليسوا مسؤولين عن تصرفات وسلوكيات أبنائهم وأن التربية تبدأ من البيت، وانا كاختصاصية اجتماعية نسعى جاهدة لمعرفة نفسية الطالب داخل المدرسة ولكني لست مسؤولة على تربيته لهذا اريد أن أشير يجب على كل أم أو أب مراقبة تصرفات ابنه وابنته و«تفتيش» هاتفه لان شبكات التواصل الاجتماعية أثرت بشكل كبير علي سلوكيات أبنائهم وان الثقافات الدخيلة أثرت ايضا علهم .
كما نعرف أننا مجتمع محافظ وان هذه الثقافات بعيدة عن الدين بس للاسف غياب دور الأب والأم خلق للابناء سلوكيات وتصرفات جديدة وهذا ناتج عن إهمال وعدم دراية بتصرفات أبنائهم ..
)الموضوع زاد عن حده(
تقول معلمة الصف الرابع :
معقولة عيل صغير يتحرش بزميله في المقعد، والله من هول الموقف شديت وذنه وقتله انزل للاختصاصية حاولتُ معه المعلمة لمعرفة هذه التصرفات قال للمعلمة تعلمتُ هذه التصرفات من «النت» دون علم والدي عندي تلفون ونفتح في تطبيقات ونتفرج سألته الاختصاصية: وين أمك، قالها ديمة مشغولة في الخدمة وانا نقعد مكسد على تلفوني، قالتله تعرف انه غلط ومش لينا هذا أجاب قال : لا أعرف يا ابلة للاسف الطالب مش عارف ان هذه التصرفات غلط لهذا انصح كل أب وأم مشغولين عن صغارهم الانتباه لتصرفاتهم وسلوكياتهم.. شاركتنا الحديث معلمة أخرى حيث قالت ظاهرة التحرش انتشرت بشكل كبير في المدارس بما ان اغلب أولياء الأمور مقصرون وما عندهم اي اهتمام أو دراية بسلوكيات صغارهم انا اريد أن اشير إلى مكاتب تعليم البلديات بإقامة حملة توعوية على مدى خطورة هذه الظاهرة وذلك بإقامة المحاضرات التوعوية تشرح خطورة وسائل التواصل الاجتماعي علىي سلوكيات الطالب .. وياريت تفعيل لجان بهذا الخصوص وفرق من الأختصاصيين النفسيين للحد من هذه الظاهرة .
د .عائشة_أبوحجر. استشاري العلاج النفسي:
التحرش الجنسي أحد أهم الأسباب التي تكمن أحياًنا خلف الاضطرابات النفسية، قد يظهر الاضطرابُ على الفرد في عمر متقدم بعض الشيء ولكن أسبابه تتغلغل عميقًا في الطفولة بسبب معايشة الطفل لسلوكيات جنسية بالنسبة له غير واضحة وغير مفهومة. أغلب هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون للتحرش إن لم نقل كلهم يشتركون في ردة فعل واحدة هي الصمت، الصمت والخوف والارتباك مما يحدث خاصة -وهو ما يحدث غالبًا- عندما يكون الفرد الذي قام بالتحرش من الأقارب ويعيش مع الطفل فى المنزل نفسه .
بعض الأمهات لا يعيرن اهتماًما لبناتهن أو أبنائهن لمثل هذه الأمور عندما يكون الطفل في عمر صغير وينتبهون فقط مع مرحلة المراهقة وهذا خطأ كبير لأن أخطر مرحلة للتحرش هي فترة الطفولة ويقل الخطر مع التقدم في العمر لأن الوعي يصبح أفضل. أيضا الخطورة تزيد إذا كان الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة فيستغل بشكل مؤسف جدًا. لتفادي كل هذا الأذى المدمر للشخصية يمكن للأمهات أن يرسموا صورة للطفل ويشرحوا من خلالها الأماكن الخاصة، ويوضحوا لهم بكلمات بسيطة وواضحة أنه يحظر على أي شخص أن يضع يده، أو يقترب من هذه الأماكن، أيضًا يوضحوا لهم أنه لو حدث إن اقترب أي أحد وشعروا بالخطر عليهم أن يصرخوا ويبلغوا أهلهم. المسؤلية أيضا تقع على عاتق الأختصاصيين في المدارس لإيصال هذه الرسالة للطفل. وإن حدث وبلغك طفلك بشيء مريب ينبغي الاهتمام بالموضوع بشكل جدي واتخاذ إجراءات مناسبة ونشعره بالتعاطف والدعم.
رسالتي هذه تشمل الأطفال الذكور والإناث.