ثقافة

شهر متخم بالإبداع

انتصار بوراوي

يخاطبُ‭ ‬الشاعر‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬شوقي‮»‬‭ ‬الصائمين‭ ‬في‮ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬قائلاً‭ :‬

يا‭ ‬مديم‭ ‬الصوم‭ ‬فى‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬

                            ‬صمْ‭ ‬عن‭ ‬الغيبة‭ ‬يومًا‭ ‬والنميم

فصيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬لا‭ ‬يكتمل‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يحمل‭ ‬معاني‭ ‬أخلاقية‭ ‬عالية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬الصيام‭ ‬عن‭ ‬الغيبة،‭ ‬والنميمة‭ ‬والتباهى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الكاذب‭ ‬بالأكلات‭ ‬الفاخرة‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬

شهر‭ ‬رمضان‭ ‬يحمل‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‮ ‬‭ ‬كل‭ ‬شهور‭ ‬السنة؛‭ ‬فهو‭ ‬حين‭ ‬يحل‭ ‬يجلبُ‭ ‬معه‭ ‬رائحة‭ ‬الذكريات‭ ‬والدفء‭ ‬العائلي،‭ ‬ووجوه‭ ‬الأهل‭ ‬الراحلين الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يمنحون‭ ‬للشهر‭ ‬بهجته‭ ‬ودفئه،‮ ‬‭ ‬لا‭ ‬تعلو‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬الروحانيات‭ ‬والطقوس‭ ‬الاجتماعية فقط‭ ‬وإنما‭ ‬تنشط‭ ‬فيه‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬من‭ ‬ندوات‭ ‬وأمسيات‭ ‬شعرية‭ ‬وقصصية‭ ‬ومعارض‭ ‬فنون‭ ‬تشكيلية‭ ‬ورغم‭ ‬أني‭ ‬لا‭ ‬أشارك‭ ‬فى‭ ‬التظاهرات‭ ‬الثقافية‭ ‬التى‭ ‬يزخر‭ ‬بها‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ولكني‭ ‬أتابعها‭ ‬بمحبة‭ ‬وحبور،‮ ‬‭ ‬وبالنسبة‭ ‬ليّ‭ ‬رمضان‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬القراءة‭ ‬بامتياز،‭ ‬وفيه‭ ‬تصيبني‮ ‬‭ ‬حمى‭ ‬للقراءة‭ ‬طيلة‭ ‬لياليه‭ ‬الهادئة‭ ‬الجميلة‭ ‬ولا‭ ‬أفضل‭ ‬الخروج،‭ ‬أو‭ ‬السهر‮ ‬‭ ‬فى‭ ‬الزحمة‭ ‬والضجيج،‭ ‬أو‭ ‬متابعة‭ ‬الطقوس‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الضرورة؛‭ ‬فليالى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الطويلة‭ ‬تمنحني‮ ‬‭ ‬الرحابة‭ ‬والجو‭ ‬الهادىء،‭ ‬للتأمل‭ ‬والقراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الضجيج‭ ‬وربما‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬نفسًا‭ ‬صوفيًا‭ ‬فى‭ ‬تكوينى‭ ‬الجينى‭ ‬والنفسى‭ ‬فأن‭ ‬لشهر‭ ‬رمضان‭ ‬مكانة‭ ‬عزيزة‭ ‬فى‭ ‬نفسى‭ ‬حيث‭ ‬تطير‭ ‬الروح‭ ‬إلى‭ ‬زمان‭ ‬الأهل‭ ‬الراحلين‭ ‬وتكتب‭ ‬رسائل‭ ‬الاشتياق‭ ‬إلى‭ ‬أرواحهم‭ ‬التى‭ ‬حلقت‭ ‬إلى‭ ‬عليين‭ .‬

‮  ‬‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬متخم‭ ‬بالإبداع‭ ‬حيث‭ ‬يمنح‭ ‬عشاق‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬البراح‭ ‬العظيم‭ ‬لانطلاق‭ ‬الروح‭ ‬فى‭ ‬سماوات‭ ‬الفكر‭ ‬والأدب‭ ‬ويتقد‭ ‬فيه‭ ‬الذهن‭ ‬بصفاء‭ ‬عالٍ‭ ‬للقراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬المغذية‭ ‬للقلب‭ ‬والعقل،‭ ‬والروح‭ . ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى