رأي

الأطرش في الزفة  (الحاضر الغائب)

 

بقلم / محمد بن زيتون

ليبيا والتي تعنيها المسألة السياسية المعقدة والتي نتجت عن عدوان غادر همه الاستحواذ على السلطة بقوة السلاح كالعادة يتم تغييبها عن مؤتمر برلين القادم والتي تحضره أغلب الدول الداعمة للطرف  المعتدي   بالمال والسلاح والمقاتلين والمرتزقة والدعم الدبلوماسي غير المحدود علناً وسراً وتشارك المعتدي في جريمة سفك الدماء والخراب والدمار للعاصمة طرابلس كما غيبت عنه بتعمد دول الجوار ذات العلاقة بما ينتج من أزمات ليبية سلباً وإيجاباً.

ولعل المبعوث الأممي بدأ يبحث عن أسلوب جديد في إدارة الأزمة اليوم بعد انفضاح أمر انحيازه بامتياز للطرف المعتدي، فهو الآن يحاول لملمة الأزمة عن طريق كل من باريس المجنس لديها وأبوظبي التي تجمعه بها مصالح مشتركة كما أن مصر لا تحيد عن خط أبوظبي المرسوم لها سلفاً، وكذلك روسيا التي تتلاعب بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وهي تخفي أكثر مما تبدي علناً ولكنها تدعم المعتدي بحق الإعتراض في مجلس الأمن وارسال الأسلحة لمصر ومن ثم إلى تخوم الجبهات المشتعلة لحليفها الذي وعدها بأحلام وردية والوعود المعسولة ومواقع دافئة في البحر المتوسط قبالة الأسطول الأمريكي المنتشر في مياهه منذ الحرب العالمية الثانية  كما أن الثروات النفطية والمعادن والاستثمارات المستقبلية بالمليارات تجعل لعاب «بوتين» يسيل حتى يبلل ساقيه.

الكل يعرف أن أطماع الدول العظمى لا تخفى على المتتبع للشأن العالمي في أفريقيا وآسيا وغيرها من الأمم النائمة والتي تدور في فلك أسيادها والتي تخرج عن طوعهم  يعاد برمجتها بوسائل عدة كالحروب الأهلية والمناطقية والجهوية والعصابات وآخرها خطر داعش العابر للحدود بمباركة أوروبية وعالمية فهل هدّد داعش يوماً أسرائيل مثلاً  وحتى بعض التهديدات الأوروبية محدودة الأثر باستثناء حادثة 11سبتمر الرهيبة في نيويورك والتي يقال عنها كذلك مفبركة لتحقيق غايات وأهداف شتى في أفغانستان والعراق، وغيرهما.

اليوم تشرأب أعناق الكثير من الليبيين لنتائج هذا المؤتمر والتي ضمت لها أخيراً في خطوة إيجابية تركيا الحليف الاستراتيجي لحكومة الوفاق ذات الشرعية الدولية فقد ملوا الحروب والتقاتل بين الأخوة والتهجير والظلم والفساد المستشري هنا وهناك.

قد يتمخض عن هذا المؤتمر حلاً يقلب موازين اتفاق الصخيرات وارضاء جميع الأطراف في تقاسم السلطة والتي تعني في النهاية التحكم في الثروات  والمصرف المركزي  وقد تخرد ليبيا كذلك جنوباً وغرباً فتباع خردة بالمليارات .

وإن غداً لناضره لقريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى