رأي

العيب..!!

ناجي الحربي

لا‭ ‬يتورع‭ ‬أبناء‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬أي‭ ‬تصرف‭ ‬كنا‭ ‬نراه‭ ‬قبل‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬مشينًا‭.. ‬

عادي‭ ‬تشاهد‭ ‬أغلب‭ ‬الشباب‭ ‬يرتدون‭ ‬‮«‬سراويل‮»‬‭ ‬قصيرة‭ ‬ناصلة‭..‬تبين‭ ‬مؤخراتهم‭.. ‬

وعادي‭ ‬جدًا‭ ‬تدخل‭ ‬المسجد؛‭ ‬فترى‭ ‬الشباب‭ ‬يؤدون‭ ‬الصلاة‭ ‬بملابس‭ ‬غير‭ ‬محتشمة‭..‬

وعادي‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭ .. ‬طلاب‭ ‬الجامعة‭ ‬يرتدون‭ ‬ملابس‭ ‬عليها‭ ‬كتابة‭ ‬يستحي‭ ‬منها‭ ‬‮«‬إبليس‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬معناها‭.. ‬

صارت‭ ‬الحياة‭ ‬تقليدًا‭ ‬لما‭ ‬يشاهدونه‭ ‬في‭ ‬القنوات،‭ ‬وعلى‭ ‬صفحات‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ..‬

زمان‭.. ‬كنا‭ ‬نستحي‭ ‬من‭ ‬آبائنا‭ ‬وأمهاتنا‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬والحي‭ ‬والقرية‭ .. ‬حتى‭ ‬التدخين‭ ‬يعد‭ ‬جريمة‭ ‬لا‭ ‬يحرمها‭ ‬الدين‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬المجتمع‭ ‬ينظر‭ ‬للمدخن‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬أخلاق‭ ‬القرية‭ .. ‬

توفي‭ ‬والدي‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬أنني‭ ‬مدخن‭ .. ‬كنتُ‭ ‬لا‭ ‬أدع‭ ‬وسيلة‭ ‬إلا‭ ‬وفعلتها‭ ‬لطمس‭ ‬آثار‭ ‬التدخين‭..(‬النعناع‭.. ‬والمعدنوس‭ .. ‬والبصل‭) ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ .. ‬ولا‭ ‬أدخل‭ ‬للبيت‭ ‬وفي‭ ‬جيبي‭ ‬علبة‭ ‬سجائر‭ .. ‬كنتُ‭ ‬أخفي‭ ‬علبتي‭ ‬التدخين،‭ ‬والكبريت‭ ‬تحت‭ ‬صخرة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬عين‭ ‬والدي‭.. ‬

كان‭ ‬أبناء‭ ‬جيلي‭ ‬لا‭ ‬يسمعون‭ ‬الراديو،‭ ‬ولا‭ ‬يشاهدون‭ ‬التلفزيون‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬الآباء‭.. ‬

كنا‭ ‬غاية‭ ‬الالتزام‭ ‬والاحترام‭ ‬لأولياء‭ ‬أمورنا‭ ‬والمجتمع‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ .. ‬

اليوم‭ ‬انفرط‭ ‬عقد‭ ‬الحياء‭ ‬فلا‭ ‬ترى‭ ‬إلا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخدش‭ ‬الحياء،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬للاشمئزاز‭ ..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى