المسلسل صح والتوقيت غلط !!
مسلسل( بنات العم ) ، عمل يستحق الاشادة به فهو مثَل عودة المشهد الفني في ليبيا للاعمال الاجتماعية , والتي سبق وان تميزنا بها قديما .
العمل درامي و تراجيدي بامتياز خاصة انه يبرز الصورة ويعطيها كل الكادر أيضا يركز على ملامح الوجوه و تبادل النظرات والحوارات بينها ، ولحظات الصمت الطويلة ليجعل من هذا كله اضافة للحوار الناطق الذي قام عليه العمل ..
ولكونه عمل تراجيدي فالحزن والمأساة هما الخط والمسطرة التي اعتمد عليها العمل بكامله .
خلاصة اجاد كل من شارك بالعمل وهنا لسنا في معرض لذكر الاسماء .. لكن ما دفعني للكتابة عن العمل ها هنا .. هو سوء اختيار توقيت عرض العمل .توقيت سئ جدا ، بل ومزعج ذلك انه يعرض وجمع عائلتنا الليبية تجتمع على مائدة الافطار .. عائلاتنا هذه و التي تعودت منذ عقود على البرامج المنوعة في ذاك التوقيت الروحاني .
برامج خفيفة الظل ، مادتها النكتة ، وان كانت لاتخلو من نقد الواقع المعاش حينها . اسكتشات ومنولوج ، وافيهات وغيره .. توحب هنا ان نذكر ابدعات الحريري .. وسمعة وقزقيزة .. ولطفية ابراهيم وكحلول والجازوي وكل من حاء بعدهم من الشباب والذين قدموا فقرات مائدة رمضان على اجمل صورة واكمل وجه.
كتبت هذا ليس انتقاصا لعمل رائع بحجم ( بنات العم) .. لكن وفي اي عمل مهما كانت درجات نجاحه ينظر لوقت عرضه هل التوقيت ملائم هل يكمل الرسالة المقصودة من العمل .. ام هو اقتناص لفرصة ويبدو انها مقصودة لعرضة وقت جمعنا على موائد الرحمن . ليحقق اعلى المشاهدات وليس ليفتح شهيتنا للطعام او يدفع بنا للضحك والابتسام بل على العكس تماما .. فقوة العمل في عرض الماساة وتصاعد وتيرة التراجيديا فيه دفع جمع العائلات لمنتهى التماهي مع العمل و لقمة الانسجام ، لدرجة ان دموع المشاهدين انهمرت كسيل درنة على موائد الافطار .واعتقد جازما أن هذه خطيئة كبرى في حق الليبيين .. وسرقة للحظاتهم والتي يهديها لهم شهر الله الفضيل لتجمعهم على صفرة واحدة ومهما كثر عديدهم من العام للعام .
صدقت و الله، أحسنت الطرح