إجتماعي

جاء العيد.. واختفت اللمَّة والبهجة 

فائزة العجيلي

يرتبط عيد الفطر في ذاكرة الليبيين، بعادات وتقاليد اجتماعية تعبر عن الترابط المجتمعي، وعن البهجة التي تعم الجميع في استقبالهم للعيد..

إلا أن التغيّر الحاصل في نمط الحياة العام، جعل كثيراً من تلبك العادات والتقاليد الجميلة، أثراً بعد عين..

وما ساهم في اختفاء تلك العادات والتقاليد، هو التأثر بالآخر، والانفتاح المجتمعي الكبير، الذي جلب ثقافات وأموراً لا صلة لها بمجتمعنا..

ويتضح ذلك جلياً حتى في مفردات المعايدات، إذ صارت تنتشر معايدات لشعوب وثقافات مختلفة، بديلاً عما اعتاد أن يقوله الليبيون، وكذلك في الأزياء التي يتم ارتداؤها يوم العيد، حيث صار مجتمعنا خليطا هجيناً لأزياء من كل أصقاع الأرض، تعبر عن ثقافات وأقوام مختلفة، لا تتماشى أبدا مع عاداتنا وتقاليدنا وأزيائنا التي تمتاز برقيها وانفرادها..

ومع تسارع عجلة الحياة، افتقدت البيوت الليبية، ملمحاً بارزاً كان سمة مشتركة لبيوت الليبيين، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وأيام العيد، وهو صناعة حلويات العيد داخل البيوت..

إن صناعة حلويات العيد داخل المنازل، كانت عملاً يشارك فيه جميع أفراد الأسرة دون استثناء، فالأب بثوم بشراء احتياجات تصنيع الحلويات، والأم وبناتها، يقمن بتجهيزها، من عجن وتشكيل وتزيين، والأولاد والأطفال يقومون بأخذها إلى الافران والمخابز، وتتسلل الروائح الزكية لماء الورد والعطر والزهر، من نوافذ تلك البيوت، منتشرة في الأرجاء، تنشر بهجة قدوم العيد في كل مكان..

إلا أن هذا المظاهر الاحتفالية البهيجة التي كانت في بيوتنا غادرت واختفت، وصار الجميع يتجه إلى محال بيع الحلويات الجاهزة، التي لا صارت جامدة بلا طعم ولا رائحة، واختفت منها لمسات أمهاتنا وأخواتنا الجميلة..

عيد الفطر تبهج القلوب

وكأن الأيام كانت في سباق مع الزمن  رمضان قريبا سيتركنا حزناً على فراقه .

ومما يزيد حياتنا نبضًا، وجمالًا أن تكون فيها، مواسم خير، هي محطات للسعادة تروح القلب، وتبهج النفس، هي بمثابة صفقات تجارية رابحة وهل هناك أجمل وأروع من التجارة مع الله ؟

اقترب مجيء العيد، فها نحن بعد سويعات نستقبل يوم الجوائز ، وياترى ، من منا المقبول فنبارك له ؟ 

ومن منا الخاسر فنواسيه ؟ نسأل الله أن نكون جميعاً من الفائزين المقبولين .

بقدوم العيد ، تتجدد ذكريات حبيبة في قلوبنا جميعاً وعزيزة على نفوسنا ، حيث إجتماع الأهل وتقارب الأرحام ، ومد يد العون للمحتاجين والفقراء .

إن الأعياد في الإسلام فرصة جديدة للتزود ، من الطاعة والتقرب إلى الله بصالح الأعمال ، والعمل على نشر الخير بين المسلمين جميعاً غنيهم وفقيرهم ، كى تعُم السعادة كل ربوع الأرض ، 

فلا يكون هنا أو هناك بائس ولافقير أو محروم وبذلك يتحقق البعد الروحى ، وتتجلي الكثير من معاني الإسلام سواء كانت إجتماعية أو إنسانية .

في العيد نصل أرحامنا ونـُبِّرأهلنا وأقاربنا ونحسن إلى فقرائنا ونعود مرضانا وندخل السرور على أولادنا حتى يفيض الخير وتعُم الفرحة وتشيع البهجة والسرور ، فتتقارب القلوب على المودة ، ويجتمع الناس بعد فراق ، ويتصافح المتخاصمون ، وفي العيد شئ هام يجب ألا نغفله ، وهو أن نتذكر حق المساكين والأيتام والضعفاء علينا ، لتعُم فرحة العيد كل بيت مسلم ، فنشعر بالوحدة الشاملة وتذوب الفوارق وتقوى الروابط المختلفة 

في العيد نتذكر من فارقونا ومن فقدناهم ، أسأل الله أن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يعوضنا جميعاً عن فقد الأهل والأحباب وأنس القرب منهم ليلة العيد .

إننا جميعا ًبلا شك في أشد الحزن على فراق الشهر الفضيل , لكننا سنفرح في عيد الفطرالمبارك لأن الله قد وفقنا لطاعته وأكملنا عدته صياماً لنهاره وقياماً لليله , وذلك من فضل الله علينا , وحقيق بمن تفضل الله عليهم بهذا الخير أن يفرحوا وأن يكون لهم العيد عيدا ًفاللهم لك الحمد والشكر .

قراءة في كتاب. ..

كتاب «محاط بالنرجسيين: كيف توقف الناس ذوي الأنا المتعاظمة من تدمير حياتك» لتوماس إريكسون، هو دليل شامل يهدف إلى مساعدة القراء على فهم وإدارة التفاعلات مع الأشخاص النرجسيين. يبدأ الكتاب بالتمييز بين الثقة بالنفس الصحية وأنماط السلوك النرجسي المدمرة، مستكشفًا الأسس النفسية للنرجسية وكيف يرى هؤلاء الأشخاص العالم ولماذا غالبًا ما يصبحون متلاعبين ويفتقرون إلى التعاطف.

ينتقل إريكسون بعد ذلك لبحث تأثير النرجسيين على من حولهم، موضحًا كيف يمكن أن تظهر السلوكيات النرجسية في بيئات مختلفة مثل مكان العمل والعلاقات الشخصية والسياقات الاجتماعية الأوسع. يقدم الكتاب أمثلة واقعية وقصصًا تجعل من السهل على القراء التعرف على السلوكيات النرجسية في حياتهم الخاصة.

أحد المكونات الأساسية للكتاب هو النصائح العملية للتعامل مع النرجسيين، حيث يقدم إريكسون استراتيجيات للتعرف على النزعات النرجسية مبكرًا، وهو أمر حاسم لتجنب الانخراط في ديناميكياتهم السامة. يزود القراء بأدوات لوضع حدود، وهي مهارة أساسية عند التفاعل مع النرجسيين.

يتطرق الكتاب أيضًا إلى موضوع العناية بالذات والحفاظ على الرفاهية الشخصية أثناء التعامل مع النرجسيين، مؤكدًا على أهمية فهم القيمة الذاتية وعدم الوقوع في فخ البحث عن التقدير من النرجسي. يشجع الكتاب القراء على تنمية إحساس قوي بالذات وتطوير أنظمة دعم يمكن أن توفر وجهة نظر ودعمًا عاطفيًا.

في الأقسام الأخيرة، يستكشف الكاتب السيناريوهات الأكثر تحديًا حيث لا يمكن تجنب النرجسيين، مثل العلاقات الأسرية أو بعض الإعدادات المهنية. هنا، يقدم إريكسون نصائح أكثر تعقيدًا حول إدارة هذه التفاعلات، مع التركيز على حل النزاعات والحفاظ على الهدوء في مواجهة أساليب التلاعب.

بشكل عام، يعد الكتاب موردًا قيمًا لكل من يتطلع إلى فهم المزيد عن السلوك النرجسي وكيفية حماية أنفسهم من تأثيراته السلبية. تجمع كتابات إريكسون بين الرؤى النفسية، النصائح العملية، والنبرة التعاطفية، مما يجعل الكتاب ليس فقط مصدرًا معلوماتيًا، ولكن أيضًا دليلًا للتمكين الشخصي في مواجهة العلاقات الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى