
زياد هاشم
الجالية هي مجتمع مصَّغر من البلد الأم؛ تكون بفعل ظروف الهجرة، وتوابع الصعويبات التي تعترض المواطن في مسألة حلحلة مشاغله الحياتية، وكيف يمكن له السير في شبكة من المنعطفات القائمة على أرضيةالتباين بين طبيعة حياة سابقة، وأخرى جديدة..الجالية الليبية في تركيا كيان ليبي مصغر له أسئلته، وخصوصيته، وهمومه أيضًا.
في هذا الحوار رآينا الاقتراب أكثر لمعرفة كيف يبدو هذا الكيان، وما هي احتياجاته.
من هو رئيس الجالية الليبية في تركيا ؟
أنا زياد علي هاشم.. متزوج وعندي ستة أبناء، من مواليد مدينة طرابلس من سكان حي دمشق، ادرس الدكتوراه في الاقتصاد حاليا، كما أنني عضو ومؤسس للمنظمة الدولية للتمييز المؤسسي وأيضا عضو مجلس إدارة مركز الحقيقة للدراسات السياسية والثقافية. اشتغلت في السابق مديرا لمكتب نائب المقرر بمكتب هيئة رئاسة المؤتمر الوطني العام، ومستشارا في هيئة دعم وتشجيع الصحافة وفي وزارة الثقافة والمجتمع المدني.
يعني أنت طالب موفد على حساب الدولة الليبية؟
لا.. أنا ادرس الدكتوراة على حسابي الخاص كما درست الماجستير.
هل يمكنك أن تحدثنا عن إرهاصات وفكرة إنشاء الجالية الليبية في تركيا؟ كيف ومتى بدأت؟
الجالية الليبية في تركيا ليست فكرة وليدة، وإنما لها جدور تاريخية ممتدة من بداية القرن الماضي عندما هاجر الليبيون الى تركيا مع العثمانيين وأنشأوا رابطة باسم (رابطة الأتراك من الجذور الليبية) في مدينة أزمير التركية، ثم توالى وجود الليبيين في تركيا وازداد بعد ثورة السابع عشر من فبراير حيث باتت تركيا محطة مهمة تلبي حاجات الشعب الليبي من العلاج والسياحة والتجارة والدراسة وغير ذلك.
بالتالي.. أنشأت العديد من الجاليات والروابط والجمعيات والاتحادات الليبية، سواء كانت شبابية أو نسوية أو حتى ذات روابط وتجمعات جهوية.
وحينما بلغ عدد الليبيين الآلاف كان من الضروري إنشاء جسم ينظم هذا العدد الهائل يلملم شتاتهم ويسهل خدماتهم، أقدمت السفارة الليبية في أنقرة مع القنصلية الليبية العامة في إسطنبول سنة 2021م بتشكيل (اللجنة التنسيقية للجالية الليبية) وهي عبارة عن تمثيل من أعيان ووجهاء الليبيين المقيمين في تركيا للتنظيم والإشراف على تشكيل الجالية، وتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها الجميع ويرشح فيها من يرغب دون النظر في التوجهات والانتماءات أو اعتبار شرق أو غرب أو جنوب.
كم تعداد الجالية الليبية في تركيا؟
حسب إحصائية رسمية فان من يحملون الإقامة القانونية ومسجل عند إدارة الهجرة والجنسية التركية حوالي ثلاثة وثلاثين ألفا.
لنرجع الى الانتخابات.. هل تعتقد إنها جرت تحت ظروف مواتية وملائمة وحقيقية واتسمت بالنزاهة وعدم التزوير كعادة بلدان العالم الثالث؟
(متبسما).. الجالية تم انتخابها من قبل أعضاء الجمعية العمومية في تركيا بتاريخ 07/07/2021م بمقر القنصلية الليبية العامة / إسطنبول، وبتعاون مباشر معها وموزعة في عدة مراكز انتخابية، وبإشراف وبمراقبة (اللجنة التنسيقية للجالية الليبية) طيلة فترة التصويت الذي سجل فيه أكثر من 3000 الأف شخص، وبتصويت مباشر لأكثر من 1000 صوت لينتخبوا الجالية، وقد اعتمدت نتائج الانتخابات رسميا لدى سفارتنا وقنصليتنا بالساحة التركية، وتم اعتمادها من قبل والي مدينة إسطنبول ضمن مؤسسات المجتمع المدني في تركيا تحت تسجيل رقم 4458 بتاريخ 10/09/2021م.
طيب.. ما هي الأهداف الرئيسة من إنشاء الجالية باختصار من فضلك؟
للجالية عدة أهداف أهمها:
1. رعاية مصالح الجالية التعليمية والصحية والقانونية وغيرها، والعمل على حل مشاكلهم وتذليل الصعاب التي تواجههم، بالتعاون مع الجهات الرسمية الليبية والتركية.
2. إرساء وتوطيد علاقة الأخوة والمحبة والتسامح والتعاون والتكافل الاجتماعي بين أبناء الجالية. ودعم أواصر الأخوة والتضامن بين الشعبين الليبي والتركي.
3. تمثيل الجالية في محافل الجاليات والجمعيات المدنية غير الحكومية.
4. توحيد طاقات منتسبي الجالية وجمع شملهم وتعزيز مركزهم في المجتمع التركي بما لا يتعارض مع قوانين وتشريعات الجمهورية التركية.
5. تعزيز دور الأسرة وحمايتها وتنميتها والحفاظ على حقوق المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة والتأكيد على قيمنا الاجتماعية.
6. إشراك أبناء الجالية من خلال المؤسسات الإغاثية والحركة الكشفية والمنظمات الشبابية في تركيا لإبراز الأصالة الليبية أثناء المحن والكوارث الطبيعية.
7. توعية الشباب الليبي من مخاطر الإدمان والمظاهر السلبية وتهيئة البيئة النظيفة والمناسبة.
8. وهل وجدتم صعوبات في تحقيقها؟ أم أنه يوجد تقصير من طرفكم أيضا؟
التقصير موجود بلا شك.. ولكن أنا وزملائي في إدارة الجالية لا نذخر جهدا في العمل على تحقيقها أو تحقيق أغلبها، رغم قلة ذات اليد، وعدم وقوف الدولة الليبية معنا ورعايتها، وتبني هذه الأهداف صراحة، ودعم المشاريع التي من شأنها تساعد وتساهم في تحقيقها، لتحافظ على هذه الألاف المقيمة خارج الوطن وتضميد جراحهم والتخفيف عليهم من صعوبات الغربة، التي ما لجأوا إليها إلا لظروف صعبة لبعضهم، جعلت لكل شخص يقدرها بنفسه ويتحمل تابعياتها بالشكل الذي يستطيع، بل إن كان من الواجب على دولتنا أن تكون حاضرة في كل صغيرة وكبيرة مع إدارة الجالية ودعمها حتى تقوم بدورها يعيدا عن التجاذبات السياسية التي في بلادنا والخلافات والانقسامات والأفكار الداخلة على مجتمعنا الليبي، والأخلاقيات المخالفة للشرع والعادات الاجتماعية.
9. أنا أسف ربما أضع اسأله قد تزعجكم ولكني مضطر بأن اطرح في هذا اللقاء الواضح والشفاف ليقرأه الليبيون وتكون لهم الصورة واضحة.. الطلبة الموفدين من الدولة الليبية يعانون مشاكل في كثير من الأوقات ولا يجدونكم كتأخير المنحة الدراسية ومشاكل الإجراءات القانونية والإقامة وأخرى.. ماذا قدمتم لهم؟
هذا ليس من اختصاص إدارة الجالية الليبية يا سيدي العزيز.. هذا من اختصاص الإخوة في الملحق الثقافي بالسفارة الليبية وهو حق أصيل لا نتدخل في إدارة شؤونهم إطلاقا، وهم مكلفون رسميا من ليبيا وهو أساس عملهم، ونحن نعتبر أفراد الجالية هنا من المقيمين في الساحة التركية غير الملحقين عن طريق الدولة الليبية أو تابعين لملاحق سفارتنا بأنقرة، وهذه الملاحق متعاونة معنا بصورة جيدة في غالب الأحيان عندما نحيل لهم الاختصاص لحل العقبات إذا وجدت.
10. يعني الموفدين الطلبة والمرضى الذين يلقون العلاج في الدولة التركية والموظفين التابعين للدولة الليبية في تركيا يتبعون مباشرة للسفارة الليبية في تركيا؟
بالضبط.. كل ملحق له اختصاصاته كالملحق العمالي، والثقافي والصحي وغيرهم.. ونحن لا يحق لنا أن نتدخل في شؤونهم وأعمالهم، ولكننا نساعدهم ونحيل لهم مشاكل الليبيين الذين يواجهون أي مصاعب من اختصاصهم.
ورغم ذلك بذلنا كبير جهد بعد فضل الله وبوقوف رجال أعمال ليبيين خيرين في تخفيف معاناة كثير من المرضى والجرحى في حل بعض الظروف الخاصة بهم، ومساعدتهم في الأساسيات المهمة في إقاماتهم لإتمام فترة علاجهم، وزيارتهم في المستشفيات وبيوتهم.
عندما جلسنا مع بعض أعضاء الجالية وجدنا بعضهم يلمونكم بعدم تقديم خدمات أسوة بالجاليات الأخرى كاليمنية والمصرية وغيرهما؟
(مقاطعا).. وضع الجالية الليبية ليس كوضع الجاليات الأخرى! فالجاليات الأخرى نتيجة للاختلافات السياسية بينهم وبين دولهم لا يستطيعون أن يتعاملوا مع سفارتهم وملحقاتهم الدبلوماسية، بالتالي فإن الدولة التركية مجبورة على إيجاد حلول لهم ومنحهم عدة استثناءات خاصة بهم، كالإقامات القانونية واللجوء الإنساني بل حتى منحهم بعض الجنسيات.
ونحن على تواصل مع أصحاب القرار وبعض الوزرات المعنية ونتبادل في الزيارات، ولكن الحقيقة غالبا لا تتجاوز فقط الأمور الخدمية والتسهيلات البسيطة.
والأطفال الليبيون المقيمين في تركيا من سنين ولم يلتحقوا بالدراسة ماذا عملتم لهم؟ هل تواصلتم بالسلطات التركية والحكومة الليبية بشأنهم وحل مشاكلهم؟
توجد أكثر من ثلاث مدارس ليبية تابعة للدولة الليبية بالإضافة الى المدارس الخاصة، ولا توجد واحدة منهم تقدم أي خدمات مجانية، وكلها مدفوعة وبأسعار مرتفعة نسبيا خصوصا للمقيمين في تركيا.. بالإضافة الى أن اغلب التلاميذ (الذين لم يلتحقوا بالدراسة) وضع إقاماتهم في تركيا غير قانوني، وهو السبب الرئيسي في عدم دراستهم.
وقد قمنا بإجراءات جدية بهذا الأمر وتواصلنا مع إدارة التعليم العالي في ليبيا ومراسلتهم والاتصال بإدارة التعليم الحر بالخارج، وأبدوا تفاعلهم وتفهمهم لهذه الكارثة ووعدونا قبل حوالي عام مضى بان يقفوا مع هؤلاء التلاميذ وتسجيلهم لمدة عام واحد بالمجان إلى أن يرتبوا أوضاعهم القانونية. لكن مع الأسف انقطعت الاتصالات ولم يتم الأمر إطلاقا.
أما تسجيلهم في المدارس التركية فاستحالة ذلك لعدم وجود إقامات قانونية، وتعنت الأطفال بعدم الدراسة في المدارس لجهلهم باللغة التركية.
هل عندكم تواصل مع وكيل وزارة الخارجية لشؤون المغتربين؟
تقريبا مع جميع المسؤولين الليبيين تواصلنا معهم، ونقلنا لهم بعض المشاكل وطلبنا منهم الوقوف على احتياجات المواطنين في تركيا، لم يتم التفاعل في الغالب، وقام السيد الوكيل بإرسال لجنة مراجعة أوراق الجالية القانونية وأعمالها والبحث والتحقيق في بعض الشكاوى على أن يصدر تقريرها خلال أسبوعين، وتم الجلوس معنا وتسليمها كافة الأوراق والمستندات والسماع للشهادات، ومن أسبوعين الى سنة ونصف لم يتم التواصل معانا أبدا.
وفي هذا السياق من الواجب أن نقدم الشكر الجزيل لبعض الوزارات والمسؤولين خصوصا وكيل وزارة الشباب السيد: أحمد الكاتب الذي تحمل عناء السفر وجاء بنفسه ورحب بالمجهودات والإنجازات والأهداف السامية التي أنشأت من أجلها، واستمع منا لمشاكل ومعوقات التي وعد بإحالتها الى رئاسة الوزراء وإيجاد لها حل، وفتح قناة دائمة من خلاله مع الحكومة الليبية..
ماذا عن الدعم المادي وصندوق الجالية والأموال التي تتلقونها سواء من الحكومة الليبية أو التركية أو من الدول الأخرى؟
لو كان يوجد لدينا 10% من الميزانية التي قدرناها لتغيرت كثير من الأحوال في الساحة التركية..
يا أخي الفاضل لم نتلق أي دعم من حكومتنا ولم نستلم أي أموال تشغيلية أو لدعم اللجان والمشاريع والخطط التي رسمناها في بداية إنشاء الجالية وتحديد أهدافها منذ اجتماعاتها الأولى بكامل أعضاء مجلسها المنتخبين.. تلقينا عدة اتصالات جدية من بعض الشخصيات الليبية التي كان لها طموح ترشيح أنفسهم في الانتخابات التي كانت من المفترض أن تجرى في 2021م لدعمنا بمبالغ مالية ودفع إيجارات المكاتب وميزانية تشغيلية، ورفضت هذه العروض من غالبية إدارة الجالية خشية دخول الجالية في التجاذبات السياسية ونشوب الخلافات بينها والضغط علينا لفرض الإملاءات. وبقينا تحت شعار واحد ملتزمين به وهو أن نبقى على مسافة واحدة من الجميع.
هل كان هناك دور ومشاركة للمجنسين الليبيين الأتراك في الانتخابات التركية واختيار من يحكم تركيا؟
اعتقد أن اغلب حاملي الجنسية التركية من الليبيين صوتوا إذا لم يكونوا كلهم شاركوا في الانتخابات الرئاسية والنيابية، لان الجالية حقيقة وبدون مجاملة هم نخبة متعلمة وراقية من المجتمع الليبي، ويعلمون أهمية المشاركة في مثل هذه الأحداث ومواكبتها.
هل للجالية الليبية حضور فاعل في محيطها العربي المقيم في تركيا؟
لا يخفى عليكم إن اهتمام الجالية العربية هذه الفترة منصب على الأحداث الجارية في فلسطين وقد شاركت الجالية في عديد من الملتقيات والفاعليات المهتمة بالقضية الفلسطينية، وإقامة ملتقى خاص بالمسجد الأقصى بحضور شمل شخصيات ليبية وعربية وأجنبية رفيعة المستوى، وكذا الإغاثة التي هبوا فيها الليبيون هبة رجل واحد لدعم ونصرة إخواننا في فلسطين بالمال والتبرع بالغالي والنفيس والدعاء لمعرفتهم بأنها قضية كل المسلمين والشعب الليبي، والحال نفسه في إغاثة أهلنا في مدينة درنة التي سيرت الجالية عدة حاويات إغاثة على شحنات بحرية وبعضها بالشحن الجوي بالطيران الخاص، وبتجميع مئات الألاف من الدولارات وتم تسليمها لعدة فرق أرسلت عن طريقها كالكشافة الليبية والهلال الأحمر الليبي.
وفي الشأن الداخلي كان دور الجالية بارز جدا في فزعتها لكارثة الزلزال المدمر الذي حل بالجنوب التركي ونعتبر من أول الجاليات التي كانت بين فرق الإنقاذ والإغاثة والدعم.
ما هي علاقتكم بالبرلمان شرق ليبيا والحكومة الليبية الحالية ومجلس الأعلى للدولة؟
الجالية الليبية هي مؤسسة مجتمع مدني تتبع رسميا تحت قوانين الدولة التركية.. فالمفترض أن الدولة الليبية بمؤسساتها يجب أن تكون مبادرة في التواصل مع الجالية الليبية وفتح جسور التواصل والاتصال دائما للمسؤولية الملقاة عليهم بحفظ المواطن الليبي وتسهيل العقبات عليه.
فالتواصل موجود.. ولكن غير كاف ولا يرتقي إلى الحد الأدنى لجسم كجسم جالية بصراحة، رغم لقاءاتنا واجتماعاتنا مع بعض الوزراء ووكلاء الخارجية والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية وأعضاء مجلس الدولة وسفيرنا وأعضاء السفارة والقنصل الليبي وأعضاء القنصلية بتركيا بل حتى سفراء ليبيا في الدول الأخرى وغيرهم عدة مرات ومرات.
وعلاقتكم بالحكومة التركية؟
تواصل دائم على الأغلب حسب الأحداث والمجريات، في مستوى رؤساء البلديات وقيادات الأحزاب وقيادة الحزب الحاكم ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية، فضلا على مؤسسات الدولة التركية كقائمقام والوالي والجامعات وغيرهم.
هل يوجد عندكم مساجد ونوادي خاصة بالجالية؟
بفضل الله تعالى حفاظ ليبيا وقراءها موجودين في كل أصقاع الأرض بما فيها دولة تركيا، وهو ما جعلهم في صدارة الأئمة والخطباء في عدة مساجد خاصة والمصليات، وهم من خيرة أهل ليبيا وخاصتهم، ونكن لهم كل الاحترام والتقدير في جهودهم التي يبذلونها كتحفيظ القرآن الكريم وتدريس اللغة العربية، والإرشاد التربوي المحافظ.
والوضع هنا يختلف أيضا.. في كون الجاليات الأخرى الغير ليبية ملتزمون بدفع اشتراكات شهرية وسنوية لإدارة جاليتهم من اجل تقديم الخدمات الخاصة بهم، وإيجار النوادي والمكاتب الخدمية.
في حال وجود خلافات وإشكاليات ونزاع بين أعضاء الجالية هل توجد آلية لحل الخلافات بينكم؟
أنشأنا في الجالية الليبية جسما مستحدثا بمسمى (مجلس المصالحة وفض النزاعات) اختير أعضاءه السبعة بعناية فائقة ومجمع على عدالتهم ورجاحة عقولهم وحلمهم لحل وفض النزاعات التي تنجم -لا سمح الله- بين أفراد الجالية.
وأنشأنا أيضا مجالس أخرى وبتسمية رؤسائها ونظامها الداخلي ومهامها الواضحة كمجلس (حقوق الإنسان والحريات العامة) ومجلس (المرأة والأسرة) ورابطة (تجمع الشباب الليبي في تركيا) كأجنحة وأدرع مساندة للجالية وإشراك الجمعية العمومية في الأعمال التطوعية بتقسيم المهام والعمل لإنجاحها في عملها الدؤوب.
21. هل أفهم أن للمرأة والأسرة أهمية لإدارة الجالية؟
بالطبع.. فإن نشاطات الأسر الليبية والنساء تشرف عليها إدارة الجالية مباشرة وبرئاسة وتنسيق عضو مجلس الجالية المنتخبة السيدة: نظيرة إبراهيم العشيبي، وقد كانت لها مشاركات جد رائعة على مستوى الجاليات العربية الأخرى التي هي عضو مؤسس فيها ومجلس إداراتها. وكذلك وجود مجموعات واتحادات أخرى تعطي عناية خاصة للمرأة والأسرة والشباب بعمل دؤوب ومشكور لا يستطيع أحد نكرانه.
هل من كلمة توجهها للحكومة الليبية؟
اشد على أيديهم بان لا يضيعوا ثمرة هذه الجهود التي بذلها كل العاملين في الساحة التركية لاستغلال واستثمار هذه الطاقات والهمم، وعدم التخلي على المواطنين الذين ربما لا يسمعون صوتهم في ليبيا وحاجتهم الماسة لهم وكف همومهم.
كذلك أتمنى أن يتم إيجاد الحلول في إشكاليات عدة عن طريق البعثة الدبلوماسية الليبية في تركيا مثل حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة الذين نحن ملزمين بخدمتهم ومساعدتهم ومنحهم العديد من التسهيلات والمساعدة، كذا منح الأسر والعائلات، وإصدارات السجل المدني، ومحرري العقود، واعتماد المأذون الشرعي وغير ذلك.
وأعضاء الجالية؟
ادعوهم للتعاون والتطوع لبناء الجالية وتقديم النصح والترشيد، من أجل إكمال بناء هذا العمل الجماعي الذي أساسه الجالية، وبروزها وجعلها في الريادة أمام الجاليات الأخرى، وتكثيف الجهود لإظهار قوتنا وثقلنا أمام الدولة التركية لنكسب مزيدا من التسهيلات والدعم، وعلى كل عضو يجد في نفسه نفع ينفع به إخوانه بان لا يذخره لنفسه وليشارك به إخوانه وكل أبواب الجالية وإدارتها مفتوحة للجميع لمن يريد العمل وهمه البناء والجد.
نشكرك دكتور زياد هاشم على سعة صدرك معنا وإلحاحنا على اخذ الإجابات منك لنشرها في الصحف الليبية ليعلم الليبيون ما تقدمونه وما تقمون به خارج الوطن من مهام وجهد لا يقل أهمية من داخله، خصوصا وإن أغلب الموجودين في الساحة التركية يمثلون كافة أطياف الشعب الليبي بواقع الجغرافية والعلاقات الاجتماعية.