ثقافة

سرد ….. طعم الملح

 

هذا الملح في عيون البحر يرقص في الزبد كظلى الأعرج يمشي علي الشاطئ ممتلئ بالأسئلة أصابه البكم هذا النهار فأصبح كالاشجار يرى ويسمع ولا يتكلم والملح يداعب شفتي يريد الوصول إلى المذاق عليه أن يواجه جيوشا من المرارة وأن يعبر غصة في الحلق لكي يصرّح بطعم البحر، مشيت على حافة الشاطئ وكان الهواء متمردا على الأنفاس وكانت كلماتى تتساقط كنت أمطر كسحابة لكنى لم أجد كلماتي لم أجد حتى نفسي لم أجدني ولم تكف السماء عن المطر وسأظل أمشى كقدرى أمشى وأمطر وسأبحث عن طريق عبر المطر يفضي إلى السماوات أودع فيه روحي وأعود بجسدي إلى الأرض فلا جسد يحيا ليبحث عن الحقيقة لأن الأجساد ليس لها إلا التراب لتعود إليه لتترك الآمال أسرجة معلقة في أفق بلا غد والأحلام أوتاد مزروعة في أرض المستحيل يتكسر الملح تحت خطواتى وفي عيني ينعكس ابيضاض موته رثاء يتهادى ورائي يحتل كل مساحة ظلي وغيابي أخشى غد أغدو فيه ظلا شاردا في زرقة ممتدة بامتداد ماتبصره عينان امتزجت في أحداقها أسرار البحار وألوانه أو شراعاً يذوب رويداً في خط الأفق بين كل الحاضر وكل الماضي بين كل السعادة والحزن بين كل الشواطئ الباكية وطعم الملح على شفتي نقطة عذبة تذوب في ملوحة الكون.

 

مصطفى جمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى