
قول شعبي مأثور به من الدلالات مابه من تصوير لحالة قد لاتكون طبيعية ومأمولة بقدر ماهي عجيبة ومتوقعة وكذلك شاذة عن القاعدة الطبيعية للضحك بإعتباره تعبيراً عن السعادة والفرح .
مانعيشه يومياً في حياتنا هو روتين متداول معروفة بداياته كماهي متوقعة نهاياته . روتين متواصل مسكون بضرورة الحراك اليومي من توفير متطلباتنا ومستلزماتنا أو هكذا نعتقد على الأقل .
والإبريق أو باللهجة الدارجة المحلية (لبريق) هو إنا من الفخار يستعمل لشرب الماء أو لسكبه في أثناء غسل اليدين أو الوجه ولاأعتقد أن هناك من لايعرف شكل الإبريق حتى نضطر لوصفه مورفولوجياً . مهمته الأساسية هي الماء ولأن الماء أساس الحياة فهو بحتوي على مامن شأنه أن يحافظ على الحياة فهو بذلك مفعم بالحياة وإن كان جماداً لايحرك ساكناً .
ماشدني في هذا القول المأثور هو الصورة الصادمة لبداية لم تكتمل لسعادة لاتبين وفرح وئد قبل أن يلد .. حتى لكأنه يبدو كمولود ولدته أمه ميتاًفلا تعرف هل تفرح لولادته أم تحزن لموته على أن الغالب هو الحزن .. كونه آخر المستجدات ومذاقه يعكس مذاق الفرح ويحيله إلى ترح وحزن .
ضحكة الابريق على رصفة تأخذ في صياغتها شكل الدعاء أو التمنى واستدعاء الصدمة التي تشفي الغليل بشكل موارب وغير واضح وهي تستعمل غالباً عندما يكون قد أثخنك بالضحك السمج غير المستحب مع كونه لاتطيقه فتجيبه الى ضحكه بقولك ضحكة الابريق على رصفة والرصفة هنا هي الصخرة الصلدة أو الصوان الصلب المتجذر في الأرض عند حفرها .
وهناك دلالات كثر على معان مختلفة في هذا القول المأثور منها مايفيد الأسف على حالة مرتجاة لم تتحقق ومنها مايدل على أن هذا النمط لايتوافق مع مانحاول إسباغه عليه كقولنا في نفس المعنى ضحك الجمل مرة إنشرك شاربه في قياس مالايمكن ولايتأتي لإستحالته. بسبب طبيعة تكوين الأشياء وأضدادها .
وهذا فعلا مانعيشه في يومياتنا فكم ضحكنا على أرصفة هشمتنا وكم مرة ضحكنا فتمزقت أشداقنا ونحن يومياً نعيد ونكرر تلك الحالة العبثية دونما كلل أو ملل .
ضحكة لبريق على رصفة .
حالة عامة لشعب مسكون بالحياة .. حاول الضحك فكانت الرصفة وتهشم كمت الإبريق ..
فكيف سنعيد ترميم هذا الإبريق وكم من الوقت سيستغرق ذلك وماذا بشأن الماء المنسكب .؟؟!