رأي

  عصر النفاق..!

نلاحظ أن النفاق تحول كغيره من الخصال القبيحة والسيئة إلى مجاملة تهذيباً له وتجميلاً للوجه القبيح للنفاق حيث صار شيوخ القبائل اليوم يقفون لجانب الطغاة والمجرمين ولا من يجروء يعاتبه أو ينتقذ عمله كنوع من المجاملة وهناك من يسب الدين والعلماء وحتى الشريعة الغراء ولا من يحرك ساكناً حتى بمجرد الإنسحاب من المجلس كنوع من المجاملة بل قد يزداد الأمر بالضحك والتشجيع ,كذلك نرى اليوم العالم كله يقيس بمقياسين ومكيالين في كثير من القضايا ولا من يتجرأ على النقذ والإحتجاج كنوع من المجاملة بل هناك من يؤيد ذلك ظلماً وعدواناً فصارت إسرائيل اليوم دولة مهابة الجانب وصديقة بينما صارت تركيا وقطر وفلسطين والثوار إرهاب ومؤدلجين أخوان وغيرهم  مجاملة ونفاقاً في الدول الكبرى وصارت دول كروسيا وإيران وإسرائيل ودول الغرب الإستعمارية تحارب الإرهاب.

نحن لسنا تكفيريون لا نكفر المسلم حيث لا نعلم ما بقلبه كما أن العلماء الراسخين في العلم والقضاة الشرعيين الصادقين هم الذين يفتون في ذلك وليس العامة ولا حتى الساسة وبذليل وبرهان أما رمي التهم جزافاً دون تبصر ولا بصيرة فليس من شيم المسلم والمؤمن وإنما هي خصلة المنافقين والمنافق هو الذي إذا حدث كذب وإذا أوتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري .. الذين يرمون الثوار دون ذليل ملموس بتهم الإرهاب والدواعش مثل أبطال درنة الذين حاربوا الدواعش وطردوهم شر طردة بعد إنتصارهم صاروا يصنفون دواعش وهم الذين ساهموا في إنجاح الانتخابات  وفتح المصارف وفتح مقرات الشرطة وتعاونوا مع كثير من رجال الجيش الحقيقي سواء من البيضاء أو طبرق أو غيرها ومنهم الشهيدان بإذن الله محمد أبوغفير وصالح صهد من الضباط الصالحين وغيرهم.. يستمر الكذب بل يطور نفسه فعندما دخل الثوار سرت وتم تحرير مناطق سابقة أبو قرين والوشكة وأبونجيم ثم بويرات الحسون حتى بوابة الخمسين نعق قادة ما سمي بالكرامة أن هناك تدخل أجنبي كان له الفضل في تحرير هذه المناطق وبعد نفي السراج وكوبلر والإتحاد الأوروبي أي تدخل اجنبي  على الأرض ومن ثم قالوا أنه يجري تسليم وإستلام بين القاعدة والدواعش وهل جرى بإستشهاد قرابة السبعمائة  وتجاوز الجرحى ألاف الجرحى بل ظهر الكذاب الأكبر، ذاك  الذباشي وقال في منبر الأمم المتحدة أن الدواعش الحقيقين في مدينة مصراته نفسها  ولا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل والغريب أن ظهور وتصريح قائد الأزلام في مصر قذاف الدم مدح الدواعش بأن لديهم رؤية وقضية وقال بصريح العبارة أنا مع داعش, لم يصرح الذباشي عندها بأي تصريح وكذلك  ساسة وقادة الكرامة ولا البرلمان ولا حتى الدول الكبرى المحاربة للإرهاب ولا حتى مصر التي تعلن محاربتها للإرهاب  صباح مساء ولم تعاتبه حتى العتاب.. لابد للكذب من سبب فهو هنا لتحقيق هدف سياسي وعسكري وحتى إجتماعي ونفسي والعدو يستخدم هذه الشائعات لتشتيت الرأي العام برمي الشك في إنتصار الطرف الآخر أما للعدو فيفتر المجتمع في تأييده له ثم تحقيق غايات سياسية بتسليط الضوء على الطرف الآخر بشيطنته أمام الرأي العام المحلي والعالمي  وقد تتحقق آثار نفسية على الطرف الموجه له الشائعة فتربكه أمام مجتمعه وأنصاره وقد يدعو ذلك للتساءل الذي يحارب الإرهاب لماذا يحمي بأكاذيبه إرهاب حقيقي تكلم عنه المجتمع الدولي وخاض فيه الخائضون من الساسة بل الخصم نفسه كان يردد خطر هذه الفئة ويحذر بل ويدعي بتوجيه قوات ومرتزقة لتحرير سرت منه , فالجواب يفصح عن نفسه هربت فلول التنظيم من درنة وبنغازي إلى المخيلي ثم إلى سرت ولم يتعرض أي من التابعين للكرامة لهذا التنظيم خاصة وأن الرتل مر بثلاث قواعد تابعة لحكومة طبرق بناء على تصريح حرس المنشئات النفطية  التابعة للجضران  بل وصرح أحد من قادتهم كان هدفنا الإلتحام مع جماعة التنظيم وإقناعهم بالإنضمام لقواتنا ومن ثم مهاجمة مصراتة .. اليوم تدك العاصمة الليبية طرابلس وقد هوجمت من عصابات الكرامة منذ ثمانية أشهر ونيف والتحم أبناء المدن الثائرة من القوات المساندة للجيش الليبي مصراتة والزنتان والزاوية وغريان ومسلاته وزليطن والأمازيغ الأحرار وككله وكل المدن الغربية  دفعت بأبنائها طوعا للدوذ عن حياض العاصمة وقد كبدوا العدو القرمطي الأمرين  طيلة أشهر في تصدٍ باسل شجاعٍ ضد تكالب أهل الشر والطمع والمصالح الفرنسية  والروسية والخليجية والمصرية معا وتقاطرت أرتال العصابات والمرتزقة من كل حدبٍ وصوب مع تسيير طيران نفاث حديث ومسير صباح مساء وأنضم على قوافل الشهداء الكثير من أبطالنا وأبنائنا والمغدورين في بيوتهم  وأمتلأت المستشفيات الميدانية والعامة والخاصة بآلاف الجرحى والذين بترت أطرافهم  وكان النفاق ديدن العالم اليوم بصمته المريب والبحث عن درائع وحجج وحتى المنظمات الحقوقية غضت النظر على ما يجري في ساحات المعارك ألا ما رحم ربي  ودأبت  الدول المتورطة لعب دورا في النفاق العالمي الجديد  حيث تدعم قولا الحكومة الشرعية وتحت الطاولة تمرر السلاح وتعطي الضوء الأخضر والإمكانيات اللوجستية العسكرية بلا حدود   وأغلب الليبين يجهلون ما يحاك لهم  اليوم من خطط ومؤامرات جديدة في ظل هذه الظروف والمتاهة التي نسجها تجمع دولي وإقليمي ومحلي بهدف السيطرة على دولة نفطية قد تسهم في تغير محيطها العربي والإسلامي بما لا يخدم مصالح الدولة اليهودية والغرب الصليبي وأن غدا لناظره لقريب .

 

 

محمد بن زيتون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى