رأي

غزة وشيخ الشهداء

معمر سلام

ارتبط اسم شيخ الشهداء في العالم العربي والاسلامي بل وفي ضمير كل حر في هذا العالم بالتضحية والاباء، وعدم الرضى بالهوان والمذلة ؛ فكان مثالا يحتذى لدى الكثير من شعوب العالم يستلهمون منه تلك المعاني السامية وقد خلد اسمه في التاريخ عاليا في أسمى مكانة ، فلا نستغرب بعد ذلك أن يطلق اسمه على أحياء وشوارع لافي ليبيا فحسب، بل في أرجاء العالم العربي والاسلامي، ومن تلك المدن التي أحبت أن تخلد ذكرى شيخ الشهداء بتسمية شارعها الاكبر والرئيسي فيها باسمه مدينة غزة في عام 1934 بعد أن كان اسمه شارع جمال باشا أو الشارع الكبير، حيث أنشيء في أواخر العهد العثماني أي في عشرينات القرن الماضي على يد جمال باشا السفاح قائد الفرقة الرابعة للجيش التركي في الحرب العالمية الأولى.

وفي تلك السنة عندما تقلد فهمي بك الحسيني رئاسة بلدية غزة عقد مجلساً بلدياً برئاسته، كان من أهم بنوده تغيير اسم الشارع إلى شارع عمر المختار، ولكن ذلك أدى إلى اعتراض القنصل الإيطالي في غزة، وأصر وحاول ان يمنع الحسيني من التسمية إضافة إلى رفض الانتداب البريطاني لذلك بشدة ومعارضة الفكرة.

لم يكترث الحسيني لهذه الاعتراضات، وظل مصمماً على تغيير اسم الشارع إلى شارع عمر المختار وسمي باسم شيخ الشهداء فعلا، وتمضي السنوات وتأتي سنة النكبة 1948ويعلن الصهاينة الحرب لأجل قيام دولتهم المزعومة، مدعومين من اخوانهم الصليبيين الجدد بكل أنواع الدعم ويهب أبناء العالم العربي والاسلامي ويتقاطرون على فلسطين للدفاع عن ارضنا ومقدساتنا، وكان من ضمنهم أبناء عمر المختار البررة الذين تربوا على قصص الجهاد والمجاهدين ضد الاحتلال الايطالي الغاشم واشبعت نفوسهم إباءً وشجاعةً فتشكلت منهم كتيبة عمر المختار الأولى والثانية والثالثة وكان السنوسي شلوف من أفراد كتيبة عمر المختار الأولى حيث أشار إلى استبشارهم عندما علموا أن الشارع الرئيسي في غزة اسمه على اسم شيخ الشهداء كما في كتابه «صور من جهاد الليبيين في فلسطين» ص53.

أحب أهل غزة عمر المختار؛ فسموا أكبر شارع فيها باسمه، ويوم أن مرت بشدة وتكالب عليها الصهاينة ومن معهم أتاهم أبناء عمر المختار وقاتلوا وتسموا باسمه ورسموا أجمل لوحات التلاحم والاخاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى