
يُعدّ الحج ركنًا أساسيًا في حياة المسلمين، ولا يختلف الليبيون في شغفهم بأداء هذه الفريضة المقدسة. ورغم الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها ليبيا، ظلّ ملف الحجاج الليبيين حاضرًا في الساحة الدينية والاجتماعية، مع تطور واضح في آليات التنظيم والتكلفة وعدد الحجاج منذ بدايات الدولة الليبية حتى الآن.
من لحيته افتله حبل :
الحج في ليبيا عبر التاريخ بدأت أولى رحلات الحج النظامية من ليبيا مطلع القرن العشرين، حيث كانت القوافل تنطلق برًا عبر الصحراء الليبية مرورًا بتشاد والسودان حتى الحجاز، وكانت تستغرق شهورًا طويلة، ما جعلها محفوفة بالمخاطر. ومع بدايات الستينات، بدأت الدولة الليبية في عهد المملكة السنوسية تنظيم رحلات جوية، مما اختصر الزمن ورفع مستوى الأمان.
في عهد الجماهيرية «١٩٦٩/٢٠١١»، تولّت أمانة الحج والعمرة تنظيم الرحلات، وتميزت تلك الفترة بتوسيع قاعدة الحجاج وزيادة الدعم الحكومي، حيث كانت الدولة تتكفل بجزء كبير من التكاليف. وكان عدد الحجاج في تلك السنوات يتراوح بين 5,000 إلى 7,000 حاج سنويًا.بعد 2011، ومع انهيار مؤسسات الدولة، واجه الحجاج الليبيون صعوبات تنظيمية وأمنية واقتصادية كبيرة، أدت إلى تقليص أعداد الحجاج في بعض السنوات، وغياب التنسيق الموحد في ظل الانقسام السياسي.أعداد الحجاج الليبيين
بحسب بيانات الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية «2024»، بلغ عدد الحجاج الليبيين هذا العام نحو 7,000 حاج، موزعين بالتساوي بين المنطقتين الغربية والشرقية عبر بعثتين مستقلتين نتيجة الانقسام الإداري، رغم المحاولات المستمرة لتوحيد الجهود.
وقد بلغ متوسط عدد الحجاج الليبيين خلال العقد الماضي «2015/2024» نحو 6,500 حاج سنويًا، وهو رقم أقل مقارنة بدول مشابهة من حيث عدد السكان، وذلك بسبب القيود التي تفرضها المملكة العربية السعودية بعد تقليص الحصص العالمية بسبب وباء كورونا، بالإضافة إلى الظروف الداخلية في ليبيا.تكلفة الحج لليبيينشهدت تكلفة الحج في ليبيا ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة. ففي عام 2010، لم تتجاوز التكلفة 4,000 دينار ليبي، بينما في عام 2024 بلغت التكلفة الرسمية التي أعلنتها الهيئة نحو 33,900 دينار ليبي «حوالي 6,800 دولار أمريكي».هذا الارتفاع يعود إلى:ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الدينار الليبي.ارتفاع أسعار الإقامة والنقل في السعودية.رسوم التأشيرة والخدمات السعودية الجديدة.غياب الدعم الحكومي المباشر كما في السابق.وقد أثار هذا الارتفاع جدلًا واسعًا في الشارع الليبي، خاصةً أن هذه التكلفة لا تشمل أحيانًا المصاريف الشخصية أو المرافقة.ظروف الحجاج الليبيين يعاني الحجاج الليبيون من عدة تحديات، أبرزها:تأخر التنظيم في بعض الأحيان نتيجة للانقسام السياسي.تفاوت جودة الخدمات المقدمة من بعثات الحج، وغياب التنسيق الموحد.
ضعف البنية التحتية لبعض المطارات الداخلية، مما يؤخر الرحلات.مشاكل في التأشيرات بسبب تغيّر شركات التعاقد بشكل متكرر.
رغم ذلك، تبذل الجهات المسؤولة جهودًا لتحسين الخدمة، وتوفير دورات توعوية دينية وصحية للحجاج قبل السفر.خاتمة
يبقى الحج حلمًا عزيزًا للمواطن الليبي، ورغم الظروف الصعبة، يواصل الليبيون التمسك بأداء الفريضة بكل شوق. ويبقى الأمل في توحيد الجهود والمؤسسات الليبية، بما يضمن مستقبلًا أفضل للحج تنظيميًا وخدماتيًا، وبأسعار معقولة تناسب القدرة الشرائية للمواطن الليبي.
التقرير النهائي .
المواطن والأضحية
ومن جانب اخر وبعيداً عن هذه المقدمة التي اوردنا فيها ما أمكن من ظروف وارقام وتواريخ لها علاقة بحجاج ليبيا وتفويجهم عبر عقود .
سنعود للداخل الليبي لنعرض الظرف أيضا والأراقام المعني بها المواطن الذي تح عليه شرعاً الأضحية وما الذي وضعته الدولة من حلول وآليات
للتخفيف عنه خاصة في ظل الغلاء الذي طال كل شيء.
”القرض الحسن وعيدية الدولة: أرقام هزيلة واستثناءات موجعة في موسم الأضاحي”
مع حلول موسم عيد الأضحى، تتجه الأنظار نحو ما توفره الدولة الليبية من تسهيلات مالية للموظفين، سواء عبر القرض الحسن أو ما يُعرف شعبيًا بـ”عيدية العصيدة”، وهي منحة مالية تصرف لمرة واحدة. ورغم زخم الحديث في وسائل الإعلام، تكشف المعطيات عن فجوة واسعة في التغطية، وتفاوت صارخ بين الجهات، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول العدالة والفاعلية.
القرض الحسن قيمته وشروطه
ما هو القرض الحسن؟
قرض قصير الأجل بلا فوائد، يمنح للموظفين الحكوميين من خلال بعض المصارف الوطنية في مواسم مثل عيد الأضحى.القيمة الرسمية:2000 دينار ليبي كحد أقصى، حسب
المصرف )جمهورية- وحدة – صحارى(.
يُسدَّد على أقساط تمتد حتى 6 أشهر.أبرز الشروط:
أن يكون الموظف على رأس عمله، ويتقاضى راتبه عبر المصرف المشارك.
ألا يكون مدينًا بقرض آخر أو ملتزمًا مالياً.
توفر موافقة من جهة العمل، أو وجود كفيل.
عيدية الدولة «العصيدة» المنحة المالية لمرة واحدة العيدية هي منحة مالية بقيمة 1000 دينار أو أكثر، صُرفت من وزارة المالية لموظفي بعض الجهات الرسمية، بموجب تعليمات مجلس الوزراء.الجهات التي استفادت من العيدية فعليًا:1. جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية
2. المؤسسة الوطنية للنفط
3. جهاز الأمن الداخلية
4. مصلحة الجمارك
5. وزارة الداخلية «جزئيًا، عبر مكاتب معينة»
6. مصلحة الضرائب
7. المؤسسة الليبية للاستثمار
8. المجلس الرئاسي والأمانة العامة لمجلس الوزراء الجهات المستثناة من العيدية «العصيدة»:
1. وزارة الصحة: لم تصرف لها عيدية رغم تواجد آلاف الكوادر الطبية.2. وزارة التربية والتعليم: لم تُدرج ضمن المستفيدين، رغم عدد موظفيها الكبير
3. الهيئة العامة للصحافة: لم تتلقَ أي منحة عيدية أو دعم عيد.
4. الجهات الإعلامية العامة «راديو، قنوات، صحف رسمية»: استُثنيت من صرف العيدية نهائيًا.
5. الهيئة العامة للثقافة
6. جهاز الإسعاف والطوارئ
7. موظفو مراكز العزل والكوادر التمريضية الخاصة بفيروس كورونا سابقًا.القرض الحسن، رغم كونه مبادرة بلا فوائد، إلا أن قيمته المحدودة «2000 د.ل» لا تكفي حاليًا حتى لشراء أضحية متوسطة.العيدية، التي يُفترض أن تُوحّد بين الموظفين كمنحة موسمية، تم توزيعها بشكل انتقائي يفتقر إلى المعايير والعدالة.ما بين قرض محدود ومنحة موسمية غير شاملة، يشعر آلاف الموظفين بالإقصاء والتجاهل، خصوصًا في القطاعات الحيوية التي قدمت الكثير خلال الأزمات، دون تقدير يُذكر.خلاصة التقرير:الحكومة الليبية مطالبة اليوم بتوحيد معايير الدعم الموسمي، سواء من حيث القرض الحسن أو عيدية الأعياد، فالعشوائية في الصرف تضعف الثقة وتكرّس الفجوة بين الجهات، وتخلق احتقانًا في قطاعات أساسية لم تشملها لا العصيدة ولا القرض.
ضعف البنية أخر الكثير من الرحلات
الحج عالدولة والأضحية بالتقسيط .. !!