رأي

محطة هاشم شليق على الهواء

على الهواء

ظهر المواطن الصحافي تقريبًا أثناء أحداث تسونامي عام 2004..حيث كان مراسلو وكالات الأنباء يتجمعون في المطارات والمحطات والمساحات لاستقبال الفارين من الكارثة فرادى وجماعات..ليجروا اللقاءات معهم..وينسخون منهم فيديوات  نقالاتهم..كما كان هناك شخص مجهول تمامًا..ملامحه لم تكن واضحة يبث مباشرة والأمواج العاتية وراء ظهره..والرياح تكاد تطير به مع جذوع الأشجار..

أولئك النَّاس كانوا من الجنسين ومن مختلف الأعمار..والذي جمعهم إنهم لم يكونوا يحملون شهادة في الصحافة..وغير منتمين لأية مؤسسة إعلامية..لكن الخبر العاجل الموثق بالصوت والصورة الذي اقتنصوه فاق كل معدات وتجهيزات وميزانية وكوادر إدارية أو تحريرية أو ميدانية .. و حتى وسائل النقل..كل ذلك تفوق على كبريات الامبراطوريات الإعلامية والصحافية آنذاك..

اليوم..أصبح المواطنون الصحافيون منتشرون في كل مكان..في الزقاق والشارع والساحة ..بل في البحر والجبل والصحراء..في القرية والبلدة والمدينة..وفي جيب كل واحد منهم نقال ذكي فقط لا غير..يحتوي على كيبورد وكاميرا ومسجل صوت ومترجم..وتطبيقات حدث ولا حرج..

هذا يدعو المهتمين إلى تأسيس صفحات ومواقع وسائل تواصل اجتماعي عبر الإنترنت..كوسيلة محلية أو اقليمية أو دولية..تقوم بنشر الفيديو تلو الآخر على مدار الساعة..فالعالم الآن نصفه نهار والنصف الاخر ليل وبالعكس..من كندا إلى جنوب أفريقيا.. ومن المحيط  الأطلسي إلى الهاديء..من القطب الشمالي إلى الجنوبي..لينتقل بث و تحليلات الحدث من غرفة الأخبار وقاعة كبار الضيوف والخبراء إلى التعليقات تحت المنشورات التي هي فعلا تستحق الرصد لأنها تعكس استبيان العامة ووجهة نظر المواطن العادي الذي بات لا يستهان برأيه لأنه من يعيش على الأرض و ملتصق بما يجري ويدور..

الصحافة المكتوبة والالكترونية نفسها ينبغي أن تنزل إلى الشارع قدر الإمكان..وتسمي صفحات جديدة على غرار بريد القراء زمان..فالمواطن العالمي بات ملما بما يجري حوله ومتابعا لكل ما هو جديد و مالكا لنظرة ثاقبة لأنه يعيش تفاصيل الحدث أولا بأول ومنذ الوهلة الأولى لبدايته..لذا هو وحده من يمتلك زمام المبادرة في العرض  والنشر..و بضاعته الإعلامية تلقى دوما سوقا رائجة..فذلك المواطن لم يعد يهمه الخبر المعتاد والمتكرر في كل وسائل الإعلام..وتظل الصورة الحية عنده لا يختلف عليها اثنان..وقد يمدك رجل الشارع بأفكار وتصورات لا تسمعها من آخر يجلس في شرفة ناطحة سحاب وأمامه فنجان قهوة أو عصير ليموناضة او كوب ماء..يرى الشارع والناس بمجهر..فهناك فرق شاسع بين من يلعب مباراة كرة قدم مثلا وآخر جالس على المدرجات..بين من ينظر إلى غابة من على متن طائرة وآخر يمشي بين الأشجار..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى