نتفق في غلاء الأسعــــــــــــــــــــار .. لكن في المقاطعة ؟!

لأول مرة يتفق الليبيون على مقاطعة سلعة غذائية معينة، وهذا الأمرُ اعتبره البعض تطورًا إيجابيًا في كيفية التعاطي مع القضايا التي تمس الوضع المعيشي للمواطن الليبي والبعض الآخر وصف المشاركة فيها من عدمها تحصيل حاصل، والواقع واحد لن يتغير.

إلا أن الليبيين اتفقوا على مقاطعة )البيض ولحوم الدواجن( نظرًا لارتفاع أسعارهما في الآونة الاخيرة، وتعبيرًا منهم على رفض التدني الحاصل بالمستوى المعيشي للمواطن البسيط، غير أن وجهة نظر التجار، والمربين تبرَّر هذا التضخم في الأسعار بأن أسعار الأعلاف، وسوق الدواجن قد ارتفعتْ، أيضًا وتحتاج تربية الدواجن إلى مصاريف كثيرة .

تطرقنا في هذا الاستطلاع إلى معرفة كيف كان تأثير مقاطعة البيض، ولحوم الدواجن على النظام الغذائي في بيوت المواطنين؟، وهل تمت المشاركة فعليًا في مدن الجنوب؟

*فايزة العجيلي   ليلى الغول …. عزيزة محمد

هل وصلتْ هذه الحملةُ للهدف المطلوبِ، أم أنها مرتْ مرور الكرام؟ 

الجنوب ينضم للمقاطعة، ولكن الخُطى خجولة ..

تحدثتْ آمنة زيدان على مشاركتها في المقاطعة وقالت:

شاركتُ بصورة جزئية فأنا أسهمتُ في مقاطعة البيض ولكن لحوم الدواجن لم أستطع ذلك لأن عائلتي لم تكن تحبذ أكل اللحوم الحمراء بأنواعها.

وأعربتْ عن إعجابها بفكرة المقاطعة الجماعية واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح، والأسلوب الامثل للتعبير عن رفض المواطن لاستغلال حاجته، خاصة في المواد الغذائية والسلع الضرورية في الشارع الليبي.

أما عن أثر المقاطعة في النظام الغذائي؛ فذكرتْ أنه لم يكن تأثيرها قويًا والأسباب تعود إلى أن هناك بديلاً بالنسبة للآخرين، وهي «اللحوم الحمراء»، والتي قد تعوَّض النقصَ في الفيتامينات، والمعادن الموجودة في تلك الأصناف، والقدرة الشرائية الكبيرة لغالبية أهل الجنوب.

وأحالتْ عدم وصول الحملة للهدف المرجو منها إلى ثقافة المجتمع الجنوبي التي تختلف عن باقي المناطق وجذارات التربية لها دورٌ من وجهة نظرها في رسخ المفاهيم، ولم تكن ثقافة المقاطعة الجماعية من ضمن المفاهيم المعروفة بالجنوب، ولذلك كانت المشاركة خجولة من بعض الأشخاص.

المقاطعة الدولية تؤتي ثمارها أسرع

 لبدر الدين محمد وجهة نظر مختلفة؛ فحدثني بكل هدوء وقال:

أنا عن نفسي لم أشارك في المقاطعة، ولكن خلال الفترة الأخيرة، وارتفاع موجة غلاء الاسعار توقفنا انا وعائلتي عن شراء بعض السلع وذلك لتوفير المال مثل البيض وغيرها .. أما الدواجن فنحن نقوم بشرائه على فترات متقطعة وليس بشكل دائم.

استرسل بأفكاره بعيدًا قائلاً :

لا أرى أن المقاطعة قد حققت الهدف المطلوب حتى الآن وذلك لأن المجتمع الليبي بشكل عام هو مجتمع استهلاكي بنسبة 90 % وعليه فإن المقاطعة أو تطبيقها قد يكون صعب أو بعيد المنال.

كما نوَّه «بدر» على ضرورة العمل بسياسة المقاطعة في المجتمع الليبي، وكذلك المجتمعات العربية، وليس على السعر المذكورة فقط بل تشمل كل ما يتم تصديره من الدول الغربية، وخاصة من إسرائيل.

دعم الحكومات والحل الأمثل

عبرتْ ريمه الفلاني  عن مشاركتها القوية ومنذ اللحظة الأولى حتى عبر صفحتها الشخصية لكنها وصفتْ التأثير بالمحدودية لأن أغلب الناس لم تشارك خاصة في مدينة سبها، وذكرت أن الاسباب وراء ارتفاع الاسعار لم يكن بيد المربيين الفعليين للدواجن بل هم أيضا يعانون من غلاء في أسعار الاعلاف وغيرها من المستلزمات الضرورية التي تحتاجها الحظائر.

وبكل وضوح حددت ريمه هدفها المرجو من المقاطعة وغرضها من المشاركة فيها وهو تخفيض الاسعار وليس إحداث ضرر بالمربين في الحظائر لأن عزوف هؤلاء الاشخاص عن هذه المهنة قد تضع المواطن الليبي أمام تحدٍ أكبر وهو استيراد الدولة للبيض ولحوم الدواجن من الخارج، مما يسبب خللًا في الاقتصاد الليبي وعملية الاكتفاء الذاتي لبعض السلع.

وعن توقعاتها عن الحلول المقدمة من قبل الحكومات تحدثت الفلاني على أنها لم تتوقع أن الدولة قد تعمل على حل الازمة بالاستيراد ما سيزيد الامر سوءًا ،بل كانت تأمل في دعم المربين ومحاولة تخفيض أسعار الاعلاف من مصادرها وتوفير كافة السبل لإنجاح ودعم الانتاج الوطني؛ وهذا ما اضطر الفلاني إلى وقف المقاطعة والانسحاب من المشاركة .

عزوف كبير عن المشاركة

مواطنة : 

دعمتُ الحملة لكن للأسف تآثيرها محدودٌ

قد نتفق جميعًا على غلاء الاسعار، ولكن المشاركة الشعبية في المقاطعة هي محض خيال هذا ما عبر به سالم على التوهامي عن هذه الحملة واستطرد قائلا: لقد شاركتُ فعلا في المقاطعة منذ اليوم الأول ولكن من وجهة نظري لم تؤتِ المقاطعة أكلها كما كان متوقعا لها .

وبرَّر سالم عدم وصول الحملة للهدف المطلوب الى عزوف أغلب الناس عن المشاركة إما لعدم اقتناعهم بجدوى المقاطعة او للسلبية التي جعلتهم ينأون بعيدًا عن مثل هذه الحملات.

أما سرور حبيب الله فدعمت المقاطعة هي وعائلتها منذ الوهلة الاولى غير ان النتائج كانت غير مرضية على حد تعبيرها وذلك ربما يرجع لعدم فهم المواطنين لطبيعة حملة المقاطعة واستنتاجهم قبل البدء بعدم الحصول على حلول إيجابية وأن المتضرر سيكون المواطن البسيط.

وذكرتْ أن الحلول قد تأتي ربما من أصحاب المحال التجارية وذلك بمقاطعة شراء البيض والدواجن من المصدر الفعلي لهذه السلع مما قد يسبب الخسارة للمصدر ويضطر المواطن لعدم التعاطي مع هذه السلع لعدم توفرها بشكل دوري في المحلات.

عبد القادر الهاشمي لم يكن من المشاركين في هذه المقاطعة وأعتبرها مقاطعة مؤقتة مربوطة بزمن ووقت معين ولن تؤتي بثمارها.

وأكد على أن بعض المستهلكين عملوا على مقاطعة بعض السلع بصفة دائمة نظرًا لعدم توفر المال ولكثرة المصاريف والالتزامات عند الاسرة الليبية وعلى التجار أن يعوا ذلك جيدًا، ولا يتعمدوا استغلال المستهلك.

وقال الهاشمي بخصوص وصول المقاطعة الى أهدافها هذه مسألة نسبية ولكن تفاعل المستهلكين مع حملات المقاطعة قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الشركات المنتجة والتجار لخفض الاسعار ولكن يعتمد النجاح على عدة عوامل أهمها السياسة الاقتصادية والظروف العالمية والقرار الفاصل دائما يعود للمواطن لتحقيق التأثير المرجو. 

على الرغم من كل هذه المحاولات إلا أن الاسعار بالجنوب لازالت على حالها ولم يحدث انخفاض.

تفاعل عدد كبير من المواطنين مع دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو لمقاكعة شراء البيض ولحوم الدواجن .. وجاءت تلك الدعوات بعد الارتفاع الكبير في اسعار البيض ولحوم الدواجن..

وتعد المقاطعة التجارية من الأساليب المعمول بها شعبياً في كثير من البلدان، للتعبير عن عدم الرضى من قبل الشعب عن ارتفاع الاسعار وغلاء السلع..

ولمعرفة مدى نجاح هذه المقاطعة في الوصول إلى الهدف منها، وكيف تعامل المواطنون معها، توجهنا إلى المواطنين بالسؤال التالي:-

– كيف كان تأثير ُمقاطعة شراء البيض ولحوم الدواجن، على النظام الغذائي ببيوتكم، وهل شاركتم في المقاطعة؟

جاءت حصيلة الآراء كما يلي:-

– محمد التركي:-

المقاطعة يجب ان تكون عن طريق جمعيات حماية المستهلك، بحيث يكون الأمر ناتجًا عن دراسات وقرائن أن التجار يبالغون في الاسعار حين ذلك تحصل المقاطعة اما اذا لم تكن هناك دراسات وقرائن عملية، فإنه لا يمكن معرفة دور التجار في ارتفاع الاسعار، ولذلك يجب مراعاة الوضع لأن الجميع متاثر المستهلك والتجار..

المشكلة ليس

 التجار الصغار إنما في الموردين

– زهرة موسى/ صحفية:-

تعد الحملة ناجحة و أثرت في إنخفاض سعر البيض و الدجاج حتى و إن كان هذا الانخفاض طفيف إلا أنه يعتبر نجاحًا ، أتمنى أن تستمر لوقت أطول حتى نشهد الأثر بشكل واضح أكثر ..

في البداية كان الأمر صعبًا بعض الشيء ، وذلك كوننا في البيت نتناول البيض بشكل يومي خاصة على وجبة الإفطار ، و الأطفال اعتادوا على تناوله، ولكن بعد عدة أيام تعودوا على الأمر لأننا استبدلناه بأصناف أخرى..

–صالح عبد الكريم:-

اكبر انواع الاستعباد هو أنك تعيش في قلق مستمر وخوف من الحاضر والمستقبل بسبب وضعك المادي، مع تأثير تأخر المرتبات على النظام الغذائي في بيوتنا..

اليوم سعر طبق الدحي بـ)16( دينارًا، وفي مكانات بـ)17 و18(دينارًا، تراجع طفيف لإسعار الدحي بعد ايام من حملة المقاطعة له وللدجاج، وهو مؤشر مهم.

وهذه نتائج الأيام اللي مرت… كل حسب منطقته..ياريت كل الناس تلتزم بالمقاطعة لان هذا الحل الوحيد لمكافحة غلاء الأسعار.

يجب ان تدخل هذه الثقافة للمواطن حتي لا يتم استغلاله، وشعاري )قاطع حتي تصل بالسلامة(..

– عمر سعيد الفساطوي:-

نعم شاركنا في المقاطعه، بس لاحظنا أن مفيش تأثير عالمطبخ الليبي، قبل لازم أطيب بلحم واحنا في بيتنا كانوا  مستحيل ايحطو طنجرة عالغاز دون لحم توا يطيبوا عادي والأمور تمام،

برأيي ناحجه ميه بالمية لو الشعب يد بيد ومفيش سلبية من البعض يمكن تطور لتغير اي شي بالوعي وحب الناس لبعضها يعني سواء غني او فقير يقاطع ويحس الغني بالفقير،

الهدف مازال موصلتش تبي وقت اقل شي شهر ولان في ليبيا مكانتش مقاطعه بالكامل مزال في ناس سلبية وتشري..

– خديجة الطاهر:-

لم يؤثر اساسًا والمشاركة واجب سبق ان شاركت في حملة )خليه ايفقس عندك( لكن المقاطعة ثقافة ووعي و لن يكون لها تأثير لو ما كانت جماعية ويشارك فيها كل الناس .

و هذا لم يحصل سابقاً ولا يحصل حالياً ولا اعتقد انه سيحصل بالمستقبل المنظور للأسف..

 ومن المفترض جميع أطياف الشعب الليبي يقاطعوا شراء الدولار بعد صدور حكم المحاكم ببطلان القرار قانونياً وعلى الجهات ذات العلاقه تطبيق القانون يجب التركيز على تطبيق القانون من قبل القضاء الليبي. وكل ما طالت مدة المقاطعة كل ما حققت تاثير اكبر.. 

– ربيعة ادهم:-

اني مقاطعة كل المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني من حرب غزة..و توا مقاطعة للدجاج والبيض و الزبادي،

عادي علاش بنتأثروا فيه هلبة عندهم حساسية من الشعير والفارينة وعايشين بلاهم..

امس سألت شخصًا ع الكاسة في جهاد مول قالي فيه نتيجة جيدة جدا بالنسبة للمقاطعة 

الحمدلله الشعب بدي يوعى من غيبوبته

وبالنسبة للتأثر أثرت لانه البيض يدخل فى معظم الاكلات..

– منى توكا/ صحفية:-

لم نقاطع البيض فهو اساسي في النظام الغذائي خاصة ان لدينا اطفال في العائلة لا يستغنون عن البيض ولكن الدجاج بالفعل تمت مقاطعته ولم نتأثر كثيرا لأننا لسنا من محبي الدجاج..

– فاطمة بالحجة:-

سعر تكلفة الدواجن بنسبة للبيض )20( و الدجاج )25(

المشكلات التي تواجهني هي عدم توفر المال الكافي للشراء، ونقص في السيولة

لها تأثير كبير علينا لان الدواجن ضروري للانسان ولو في الاسبوع مرة

فنتمني نزول الاسعار لكي نتمكن من شراء الدواجن لان نحن اصحاب عائلة كبيرة، ولدينا اطفال وافطار صباحي للمدارس والامتحانات..

– أحمد علي:-

استغرب من هذه المقاطعة من الطبيعي ان يزداد سعر البيض والدجاج لانه التكلفة زادت اسعارها و لكي يبيض الدجاج يجب إطعام الدجاج كل يوم و بشكل جيد لتزيد من قدرة الدجاج على البيض ، وأيضاً العلف و كلما تغذي الدجاج بشكل جيد كلما كان إنتاجه للبيض أفضل..

– عائشة اسماعيل

للاسف في سبها مافيش اي تأثير للمقاطعة المقامة، يلي زاد هذا كله انه حتى اصحاب بعض المحال الغذائية و الدواجن يلي يبيعوا في البيض،رفضوا رفضًا تامًا للمراسلين و الاعلاميين في سبها انهم يدخلوا و يشوفوا شغلهم بخصوص موضوع المقاطعة

هذا يلي بيخلي السلع في سبها غالية لانه الحياة المعيشية فيها مستويات للمواطنين..

– عائيشة معتوق:-

بالنسبة لداخل البيت اتضح انها مسألة تعود .. ويمكن ان نستغني عن أي عنصر بسهوله .. أما عن التأثير لم يظهر بعد على التجار ولازالوا يخفون خساراتهم ولازالوا على موقفهم .. ونحن قاطعنا الدجاج والبيض منذ إعلان المقاطعه، وفي رأيي لو استمر الوضع اسبوعين آخرين حتظهر النتائج جليه، 

لا أعتقد أن المقاطعة وصلت إلى هدفها لان المقاطعة لم تكن بنسبة100 % لان من صعب مقاطعة شيء دون وجود بدائل ارتفاع أسعار اللحوم يجعل الموضوع شاقًا على المواطن الكادح لذا يجب علي الدولة إيجاد حلول جذرية..