ثقافةرأي

وين الزردة؟

براح

كلمة متداولة في عدة لهجات عربية، وفي كل لهجة لها مدلول أو أكثر، وأصلها في الفصحى في المعاجم العربية تحت مادة زرد فقد جاء في المعجم الوسيط «زَرَدَهُ ـُ زَرَداً: خنَقه. ويُقال: زرَد حَلْقَه. وـ عينه على صاحبه: ضيّقها لا يفتحها حتى لا يملأها منه. وـ الدِّرْع: سرَدَها.( زَرِدَ ) اللُّقْمَة ـَ زَرَداً، وزَرْداً: بلِعَها. فهو زَرِد.( ازْدَرَدَ ) اللقمة: ابتلعها.( الزِّرَادَةُ ): حرفة الزَّرَّاد.( الزَّرَدُ ): حِلَقُ المِغْفَرِ والدِّرْع. وـ الدِّرْع. جمعه زُرود.( الزَّرِدُ ) من الطعام: اللّيّن السريع الانحدار.( الزَّرَدِيَّةُ ): أداة يشكل بها الصانع السلك أَو يقطعه.( الزَّرَّادُ ): صانع الزَّرَد.( المَزْرَدُ ): الحَلْقُ. جمعه مَزارِد».

هذه هي معانيها باختصار في اللغة الفصحى ومن بينها الزرد أي البلع وبكسر الراء أي الطعام اللين السريع الانحدار.أما في ليبيا فلها، مدلولوين اثنين الأول كل ما يقدم من طعام أو شراب مقابل أي شيء مفرح مثل« النجاحشراء سيارةأو منزلاو الحصول على ترقية في الوظيفة إلى آخر ما هو مفرح ويدعو للابتهاج فتجد من يطالبك ويقول « نبو الزردة» أي ما يأكل أو يشرب مقابل هذه الفرحة، ويقابلها من حيث المدلول كلمة «السَّلْتِة» في اللهجة السورية أو «الحلوان» في اللهجة المصرية .

أما المدلول الثاني: فهو عملية الخروج في نزهة إلى مكان يكون خارج المدينة كالغابات المحيطة بالمدن وتسمى «البوسكو» وهي كلمة إيطالية  بمعنى غابة، او المزارع والاستراحات التي في الضواحي اما النزهة المسائية مثلا في الحدائق او غيرها من المنتزهات داخل المدينة فلا تسمى زردة فالمدلول الاول له علاقة بالطعام والشراب، والمدلول الثاني له علاقة بالحركة والانتقال نفسها فيقولون «مزردين» هكذا تلفظ في المنطقة الغربية بينما يقول أهل الشرق «زاردين» ، ومثل هذه الرحلات لها تسميات أخرى في عدة لهجات عربية مثل كلمة «كشتة» في بعض مناطق السعودية، أو«سيران» في اللهجة سورية، أما مصطلح الزردة نفسه فله عدة مدلولات باختلاف اللهجات  حيث هي في الجزائر أحد طقوس الاحتفال بعيد الفطر وهي طقوس اجتماعية مرتبطة بعادات الجزائريين في كثير من المناطق وتكون غالبا باجتماع العائلات في اليوم الثاني حيث يقومون بتوزيع الاطباق على الجيران والاحباب والاسر الفقيرة،.وهي أكلة شعبية في كل من إيران والعراق وبلاد الشام وكانت قديماً تقدم في الاعراس وغيرها من المناسبات السعيدة، ويسمّيها الإيرانيون «شُله زرد» أو «الغميقة» باللهجة الجزائرية. تحضر من الرز المحلى ليصبح على شكل مستحلب ثخين فقد يكون أهل المغرب العربي كنوا بالحلوى عن الوليمة من باب تسمية الشيء ببعضه أو الطعام بألذه كما يبدو من نازلة الحال .. وهذا تصرف لغوي حسن!.ومن الطريفة ان كلمة زردة مصطلح يستعمله الصوفية في بعض بلدان المغرب العربي كالجزائر فيما يسمى في ليبيا بالحضرة والاطرف من ذلك حينما استعار هذا المصطلح المفكر الجزائري مالك بن نبي حين قال وهو يصف بعض « زرادي السياسة» في كتاب شروط النهضة 34:«وما كانت تلك «الزردة» إلا ابتداء لدروشة جديدة، تذهب معها جهود الإصلاح هباء وكأنها لم تكن، دروشة لاتختلف عن سابقاتها إلا أنها تبيع بدل الحروز والتمائم حرزوا في شكل آخر، هي أوراق الانتخابات والحقوق السياسية والأماني السابحة في الخيال».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى