أقيمت خلال االايام القليلة الماضية محاضرة بدار الفقيه حسن تحت عنوان مجلات الطفل الليبي في نصف قرن القتها الباحثة اسماء مصطفى الاسطى وتناولت منها العديد المحاور الفنية والقيمة عن مجلات الطفل في ليبيا ومن أهمها
البدايات/
وأشارت الاسطى :تعود بداية صحافة الأطفال في الوطن العربي للعام 1870م بظهور (روضة المدارس) لرفاعة الطهطاوي، ثم (المدرسة) لمصطفى كامل عام 1893م، ثم توالى ظهور المجلات ترعاها الدولة بما يضمن استمرارها.
— ) مجلة الفنون (التي أصدرها “ محمد داود أفندي بن أسعد طوقديمير“ مطلع العام 1898م، بأنها )اهتمت بنشر الدروس الأولية، وشرح بعض المبادئ العلمية للناشئة( لكن ضياع كيانها المادي وعدم توافر سوى نسخة مصورة عنها يتنافى ومبدأ الجزم والتأكيد على وصفها مجلة للناشئة.
لكن صحافة الطفل الليبي تأخرت ولم نعثر على بداية لها أواخر العهد العثماني الثاني، باستثناء إشارة (العصر الجديد) إلى مجلة عنوانها )السمير الصغير (ويبدو انها لم تصدر! لوفاة باعثها “محمد البارودي“ وبيع مطبعته في المزاد العلني.
أشار المناضل”عبد السلام احمد الربيعي“ أو “سلامي منير“ الذي أصبح من أهم مؤلفي كتب الأطفال في استنبول لاحقاً عن صدور مجلة مخطوطة لتلاميذ (مكتب النجاح) في عهد الجمهورية الطرابلسية، ومن المؤسف عدم العثور عليها.
وأضافت في عهد الاحتلال الإيطالي أشار المؤرخ “ماريو سكابارو“ في مجلة TRIPOLITANIAعام 1933م، إلى صدور نشرة مدرسية سينمائية للأطفال تهتم بأعلام الفنانين الايطاليين للصغار بعنوانARTISTI PICCOLI ITALIANI ثم انشطرت عنها مجلة بعنوان SPORT E SPORTIVI A TRIPOLI تهتم بالرياضة والرياضيين الصغار في طرابلس، أما الطائفة اليهودية فلا نتاج لها وفق المصادر المتاحة.
نوثق البداية في الاهتمام بالطفل وثقافته عبر برنامج )ركن الأطفال) الذي يشرف عليه “محمد عبدالله كريستة“ بظهور جريدة حائطية تطورت فيما بعد إلى نشرة على الآلة الكاتبة ثم إلى مجلة (الطفل) التي تعد أول مجلة للطفل الليبي عام 1959م، ثم تحولت إلى )الجيل الصاعد( للناشئة فيما بعد حتى انتهت إلى مجلة (الرواد)الادبية
زوايا الصغار في صحافة الكبار/
واوضحت ان البداية فيما يخص الزوايا كانت (بصحيفة التلميذ) في )بريد برقة( عام 1925م، ثم ظهور سلسلة )اسمع يا بني( من رسوم “محمد الجهاني“ في صحيفة (طرابلس الغرب) مطلع العام1958م، ثم زاوية )جيل و رسالة( التي استقلت فيما بعد كمطبوع كشفي صوت اللقاء/صوت المخيم/الكشاف المغاربي/صوت المرشدة/الكشافة والمرشدات/رسالة جيل/صوت الاشبال.
بدأت زاوية الأطفال ب (عصافير الجنة) في مجلة (المرأة الجديدة) عام 1970م، ثم انشطرت )الأمل(عن )المرأة الجديدة( عام1974م، حتى تغيير عنوانها الى (البيت) فانشطر عن المجلة ملحق)البيت الصغير( أولها هو بداية ظهور الملاحق للصغار 1965م) الليبي الصغير( )ليبياالحديثة( يرسمها الفنان“عبد الحميد الجليدي“ كما انشطرت
الصالح1981=الأمن والمجتمع/ المرشد الصغير 1987=المرشد/المؤتمرالصغير 2005=المؤتمر/منارةالطفولة2009=المنارةالاجتماعية/المصباح2010=قورينا/سالم2007=الميزان/سعدونالصغير2008=أسواق/شروق2012=طرابلس.
لقد تضمنت مجلات الكبار مثل )طلائع الفاتح( و )جيل التحدي( صفحات خاصة بالأطفال كما تتابعت زوايا الأطفال في صحافة الكبار في )الفجر الجديد(
و )أخبار المدينة) و(المنتدى العربي) و(الشط) وغيرها
صحف للأطفال/
1995م ظهور أول صحيفة للأطفال بعنوان )براءة( توقفت بعد أربعة أعداد فقط تلاها البراعم2007 ريفو 2011 أطفالنا 2013م
شهدت فترة التسعينيات صدور )سناء( و )سنابل( وصدرت دوريات متخصصة اهتمت بالأطفال مثل )مجلة طبيب الطفل العربي( و )الطفولة( و )هناء(
تشريع
كل التشريعات الخاصة بالطفولة تنتهي بتحديد عمر الطفل عند وصوله ال 18 عاما باستثناء قانون حق الطفل الليبي الذي يقف في ال16 عاما مما زود النزعات المسلحة بأطفال تجاوزوا ال16 عاما كوقود للحروب.لابد من تعديل هذا الخلل التشريعي.
صحافة المكفوفين بدأت في الظهور عربيا عام 1952م، بمجلة )الضمير( وهي مطبوعة بطريقة الطباعة البارزة )برايل( أما في ليبيا فصدرت دوريتين هما )البصيرة( 1984 و )بسمة( 1987 تصدران عن جمعية الكفيف الليبي وهي مطبوعات لم نعثر عليها في مقارها مع توقفها عن الصدور.
– هدايا ومرفقات/ حذت بعض المجلات حذو المطبوعات العربية المماثلة كأن ترفق أعدادها بهدية كالتقاويم السنوية والملصقات المصورة والمطبوعات المسلية، أو لعبة ذات نفع وما شابه.
لقد توصلت الدراسة إلى حصر 60 مجلة صدرت للأطفال في ليبيا باللغة العربية، تعثرت جميعها في الصدور وفي التواتر الشهري أو الفصلي، تولد لتموت وتتوقف سريعا، باستثناء )الأمل( فهي الأطول عمراً بينها والجارية الصدور رغم تعثرها وسنحتفل العام المقبل بمرور نصف قرن.
بقدر ما تمثل الجهات الرسمية، الاستقرار الا انها تعاني عادة من ضعف الإمكانيات الفنية والمادية بما ينعكس على عدم استقرارها، أو صدورها غير المنتظم مع سرعة التوقف للمطبوع أو الزاوية أو الملحق، ما يؤدي إلى عدم ثقة الطفل فيها خاصة في الزوايا التي لا تسمح بالتفاعل عبر الإسهام في التحرير والمسابقات التي تعزز البحث عن المعلومة، ولا تقتصر على المشاركة بنشر الصور في بريد القراء وأعياد الميلاد.
–هناك مطبوعات تعنى بالتسلية غير محددة العمر لأنها تتوجه للصغار والكبار معا
غلب الطابع المؤقت على بعض العناوين التي لم تمثل القيمة النوعية ما ينتج عنه خلل في الرصد الكمي لها، حيث نجد عنواناً صدر لمرة واحدة ولا يتجاوز محتواه عدة صفحات، مع التقصير الواضح في مراعاة أهمية الصور والرسوم لخدمة النصوص المكتوبة، مما يعكس المنظور الارتجالي الذي يضع الحد لاستمرار الصدور بالعدد الأول والأخير معاً.
– تتشابه طريقة العرض والمعالجة في المواضيع المكررة، لغياب التنسيق فيما بينها أو وضع الخطط لتخطي العقبات المعرقلة الأخرى؛ كما تتفاوت في حجمها وعدد صفحاتها، ورغم تشابه التجهيزات ألطباعيه وآليات تنفيذها، إلا أنها لم تهتم بالمعايير المادية من نوع الورق والحجم وفن إخراج الغلاف والصور.
–عدم اعتماد التخصصات الجامعية لرفد ثقافة الطفل بالخبرات الأكاديمية.
– ندرة المسابقات للأعمال الأدبية والفنية التي ترصد لها الجوائز كتشجيع للموهوبين، فهي من أهم المحفزات على التفوق خصوصا لمن يتمتعون بالموهبة، كي لا يتولى أنصاف الموهوبين الكتابة والرسم للأطفال.
عدم اعتماد التخصصات الجامعية لرفد ثقافة الطفل بالخبرات الأكاديمية.
–توقفت الباحثة عند تحديات صحافة الطفل بالقول ما زالت صحافة الأطفال في ليبيا متعثرة برغم كثرة عددها، إلا أنها تفتقر إلى الهدف والرسالة والأهم التخطيط المسبق قبل الإصدار، فمعظمها صدر لمرة واحدة أو لم يتجاوز العام من عمرها القصير،عدم الانتظام والتباعد الزمني في الصدور الشهري، يؤدي إلى عزوف الأطفال عن متابعتها ونقص الإمكانيات في فنون الطباعة والمحررين والرسامين المؤهلين تربوياً وفنياً، أعطاها شكلاً غير جذاب مما يدفعهم لمتابعة دوريات عربية أخرى تتميز عنها بما يجذب انتباه الأطفال ويربطهم بالمطبوع.
عدم الانتظام والتباعد الزمني في الصدور الشهري، يؤدي إلى عزوف الأطفال عن متابعتها ونقص الإمكانيات في فنون الطباعة والمحررين والرسامين المؤهلين تربوياً وفنياً، أعطاها شكلاً غير جذاب مما يدفعهم لمتابعة دوريات عربية أخرى تتميز عنها بما يجذب انتباه الأطفال ويربطهم بالمطبوع.
اكتفت اغلب المجلات بالتوسع في نشر القصص المصورة على حساب المادة والمضمون دون توازن مع جوانب المعرفة، مع تقصير في تراجم أعلام ليبيا وتقصير في الاهتمام بتنمية تعلم مهارات أشغال الورق والهوايات.
واضافت غياب المعايير اللغوية، وتشمل الأسلوب والمفردات إلى جانب المضمون والمحتوى الفكري والموضوعي، فاللغة المستخدمة أغلبها يلتزم باللغة العربية البسيطة في السرد النثري والحوار في القصص المصورة، فهي في مجملها تعتمد على التلقين لغلبة الروح التوجيهية المباشرة.
– الثمن هدفاً رئيسياً يحرص عليه الناشر لتسهيل الوصول إلى أكبر عدد من الأطفال، كذلك التوزيع الذي ينعكس سلباً على تسويقها وانتشارها،
– صحافة الطفل الليبي لم تشهد انعكاسا للتطور التقني الهائل في أساليب الطباعة والنشر، أغلبها وعالمياً يتبع الوسائط الالكترونية لتصدر مزدوجة مرفقة بالورقي، فالحاسوب يتيح مجالاً رحباً لتفاعل الطفل مع مجلته الالكترونية.
التوصيات:
– إصدار معيار وطني موحد لمطبوعات الأطفال والناشئة في ليبيا، وإنشاء وحدات ومختبرات لنتاج فكري ذي مضمون تربوي هادف، مع التحول إلى نشر الدوريات الالكترية، إلى جانب إنشاء موقع الكتروني للطفل الليبي، وإتاحة نصوص المطبوعات الورقية على شبكة الانترنت.
– العمل على ابتكار شخصية كارتونية ليبية أسوة بشخصيات مماثلة عربيا:
– توجيه اهتمام خاص بأعمار وفئات الأطفال المختلفة خاصة مرحلة الطفولة المتأخرة،
– العناية بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحسين أداء الوسائط الثقافية وتعزيزها بالإمكانيات المادية والفكرية.
– اصدار المطبوعات التي تمثل التنوع الثقافي ؛تبو/امازيغ/توارق….
– التركيز على الصورة والرسوم الملونة الجيدة من حيث وضوحها وتناسق ألوانها، وحجم الحروف لتنمية ذائقة الطفل البصرية، والتعرف على أحدث الأساليب في الإخراج الفني، مع توجيه العناية للفنون الترفيهية والأشغال الفنية وفنون الطهي المبسط للبنات
– وضع إستراتيجية ليبية لتطوير صحافة الأطفال، بحيث تغطى جميع ميادين المعرفة اللازمة لتكوينه على أسس علمية، تحت إشراف متخصصين، وذات مضامين جيدة، وطباعة ممتازة، وبسعر رمزي ينافس المطبوعات الوافدة وإجراء الدراسات الميدانية للتعرف على ما يفضله الأطفال .
– توجيه اهتمام الكتّاب والأدباء والفنانين الليبيين للكتابة والرسم للأطفال، وزيادة التقدير المادي لهم.
– تعزيز جهود الترجمات من اللغات الأخرى، وخفض سعر المطبوعات رغم تكلفة الانتاج.
– تذليل صعوبات التوزيع بإنشاء شبكات تتولى هذه المهام.