رأي

المرابي وضفيرة الشعر المغطاة

نجاح مصدق

كلـمات ..

احيانا كثيرة يجبر الانسان على فعل اشياء لا يحب فعلها ويذهب اضطرارا لمناطق تكلفه الكثير كاضطرار سيدة في زمن سابق لبيع جدائل شعرها لتاجر مرابي لا ذمة له كي يقرضها  مبلغا او لترد دينا

كل مايقع في دائرة الاضطرار يكون للمادة دخلا مباشرا فيه بشكل او باخر لا اعلم حقيقة اذا ماكانت صورة تلك المرأة تغيرت او صورة ذاك المرابي اختفت تحت اشكال اخرى وبصور متعددة ولكن الذي لا نستطيع نفيه بان الاضطرار والحاجة للاستدانة والاقراض وجدت عبر العصور ونقحتها الاديان وضبطت معاملاتها

عندما حكت تلك الجارة عن الوضع المزري الذي جعلها كغريق يبحث عن قشة للنجاة وكيف ضاق الحال واحتاجت لفك ازمة مالية كانت قد مرت بها هي واسرتها لم تجد خلاصا الا بالتوجه للمصرف والتقديم على سيارة بنظام المرابحة الاسلامية 

بعد اعوام  تقول جارتي مضت اربع سنوات ولازلت عالقة مع المرابحة والفائدة التي يطول امدها ويتضاعف ككرة الثلج وان ما توقعته في لحظة خلاصا اضحى ثقلا كبيرا وجرما ينغص على الضمير الذي يحاول اغماض عينيه تجاهلا عن هذه الورطة

الغريب في الامر لمن يجهل الى اين ترمي الامور  ان البنوك تعمل وفق الية معينة ولديها شروطها وارباحا من كل عملية مصرفية لكن ان يوظف الدين في المعاملات المصرفية ويفتح بابا في الجنة لكل عطشان كي يفك حبال ضيقته وينجو وهو في حقيقة الامر يمارس الخديعة على نفسه ويقبل بها فقط لان مسوغ ذلك اقحام الدين في مثل هذه المعاملات التي تجبر المشتري المضطر  برد ثمن ما اشتراه اضعافا مضاعفة مع ارباحا تحني الظهر وتجعله معوجا دون رحمة او ملمح ديني حقيقي في هذا فهذا ما لا اجد مبررا له سوى تغييب الشعوب بهذا الافيون الذي لطالما استخدم على مدى العصور

قلت لتلك الجارة التي تكررت شكواها مرارا من هذه الورطة اين كان عقلك حين فكرتي في اللجوء للمخاسرة الاسلامية

 اليس الاجدى ان عرضتي الامر على الاهل والصديقات وجمعتي المبلغ بالجمعية التي هي محصلة سريعة لادخار مبلغ في زمن محدد بلا فاىدة واكثر ارضاء للنفس والضمير 

ام الدين فالحلال فيه بين والحرام ايضا والدين محدد الاجل والنهي عن بيع مالا يملك منصوص

كيف يمكن ان نزين الاشياء ونضعها طعما للمستجير من النار بمصيدة تقدم من بين حبات المسابح وواللحي ومثون الكتب التشريعية ونحن نمارس الذبح علانية ونمتص الدماء جهارا نهارا بلا حياء وندعي زورا باننا اشرف من التاجر الذي قبض ضفيرة شعر  المراة ثمنا لدينه وزادها الضعف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى