الرئيسيةلقاءاتمتابعات

المسارح أصبحت مقاهِِ: أستاذ الشعوب منسي والثقافة لم تحرك ساكنا

استطلاع: فاطمة عبيد

اين رحل المسرح الليبي ولما هذا الركود ؟ 

المسرح يعيش معنا حالات متباينة بين الركود والانتعاش بطرابلس حيث شاهدنها تحولت الي محلات تجارية وياله من أمر مؤسف كيف آلت إلى مقاه لبيع السندوتشات.

ومنه كانت معنا هذه الآراء المختلفة من بعض الفنانين والمواطنين وفي البداية كان معنا 

« الموزع الموسيقي الفنان يامن عبيد « الذي صرح في الحديث معنا عن نقاط مختلفة في هذا الشأن المهم وهو المسرح الذي يطلقون عليه انه «أستاذ الشعوب » قائلا : الحقيقة تظل قضية المسرح الوطني بطرابلس واحدة من الحالات المأساوية التي يعاني منها الفنان الليبي، في كل الاحوال أي يريدون تحطيم معنويات كل فنان ليبي يريد نشر الفن الليبي علي اصوله التي درسنها علي يد مدرسين لهم مهارة رائعة منهم استاذي الراحل عامر الحجاجي رحمه الله وغفر له ايام معهد جمال الدين الميلادي للفنون والموسيقية و لكن الأمل يبقى ساريا حتي نجد حل لهذه القضية وإعادة الفنانين إلى مسرح الكشاف بعد أن تشتتوا الفنانين  بين المقاهي وأرصفة الشوارع، فالمسرح حياة جميلة عشنها بين اروقته التي احتضنتنا وتعد حركة في اتجاه المستقبل، وإحدى الأدوات الناجحة لبناء المجتمعات ونشر المعرفة وتكريس القيم التي تحمل رسالة سامية وهي الفن ومن خلال صحيفتكم الموقرة اقول يجب  إنقاذ المسرح الوطني في طرابلس وإيجاد حلول لسبب إغلاقه وإعادة الحياة المسرحية والفنية لهذا الصرح التاريخي.

الفنان المسرحي عبدالسيد ادم قائلا ..

..ان غياب المعاهد المتخصصة والمتخصصين شكل عائقا امام مسيرة المسرح الليبي ، و ان ما حدث للمسرح من ضعف في خشبته هو سبب إسقاط المشهد المسرحي في أوروبا على المسرح الشعبي المحلي والابتعاد عن أداء تكنيك المسرح الشعبي وغياب فكر المخرج المسرحي عن الواقع الليبي .

من جانبه كان معنا  المخرج و الممثل « محمد الصادق »

الذي عبر عن تراجع الإنتاج المسرحي حدثت في السنوات الأخيرة بسبب توجه خشبة المسرح الى متابعة الشأن العام وتناوله بشكل فني على المسرح ، مما ادى الى عدم رضى النظام السابق على أداء المسرح وإبعاده عن المشهد الفني ، وبدأ التلفزيون يسيطر على الفن المرئي ورغم كل هذا  يظل المسرح في ليبيا وجه كل الفنانين.

…..

الوضع الذي يشهده المسرح الوطني المقفل بات مهينا  غير مقبول، وليست لهم أي تبريرات مقنعة، فالمسرح الوطني بطرابلس يحمل إرثا عريقا ويعبّر عن وجدان الفنان اليبي  وقد عرف على امتداد عقود مضت حيث قدموا على خشبته المئات من الأعمال الناجحة التي لاقت إعجاب واستحسان الحضور وذلك الدورات الموسمية لمهرجانات المألوف والموشحات بقيادة الراحل حسن عريبي الي جانب الاعمال المسرحية الجميلة  والتي كانت آخرها على سبيل المثال مسرحية « بالمحلي الفصيح» وغيرها من المشاهد الاحتفالية التي كانت حينها تقام ولا نقول غير داما الابداع الفني في بلادنا الحبيبة .

كما شاركنا الفنان فتحي كرموس من مدينة صبراته برأيه ….

عرفت ليبيا المسرح منذ أقدم العصور إن لم يكن أول ظهور للمسرح هو في ليبيا و لازالت الآثار الإغريقية و الرومانية المنتشرة على طول الساحل الليبي تشهد على ذلك مدن شحات و سوسة و لبدة و صبراتة، و المعروف أن الليبيين شعب ذو ثقافة و تراث جميل و رائع و غني بالفنون المتنوعة و من ضمنها المسرح أو بالاحرى فن التمثيل حيث نجد الكثير من الضواهر المسرحية موجودة في الرقصات الشعبية و في بعض الالعاب الشعبية

على سبيل الذكر لا الحصر رقصة الكاسكا و رقصة الطير و رقصة الحصادة هذه كلها عبارة عن مسرحيات معبرة مكتملة الاركان….

و في تاريخنا المعاصر نجد المسرح في بدايات القرن العشرين كان له دور هام في النضال و توعية الناس و الترفيه عنهم و لكن للأسف لم يتم توثيق الكثير من المسرحيات التي كانت تقدمها فرق مسرحية ليبية في بعض المدن مثل العاصمة طرابلس و بنغازي و درنة في فترة الثلاثينات و الأربعينات

في تلك الفترة قام الإيطاليون ببناء عدد من المسارح في  مدينتي طرابلس و بنغازي و أزدهر المسرح و تشكلت عدة فرق و لاقت أقبال من الناس

أما في مدن الدواخل و الارياف فلم تكن هناك مسارح تذكر و كان أغلب الناس منشغلين بأعمال الزراعة و الرعي و البحث عن قوت يومهم

  تم تحويل بعض المسارح في العاصمة طرابلس إلى قاعات إجتماعات في فترة معينة مثل مسرح ميدان التحرير الذي سمي فيما بعد بقاعة الشعب وتمت إزالة بعض القاعات التي تستعمل كمسارح و دور سينما كما تم إهمال باقي القاعات و تركها عرضة للتآكل و التصدع و الإنهيار….

يرجع سبب ذلك لعدم وجود دعم من الدولة و لتشتت بعض الفرق و تحول الكثير من الفنانين إلى التلفزيون لا أعتقد أنه توجد أزمة في النصوص الجيدة فلدينا من الكتاب الكبار الكثير من هم من قضى نحبه و منهم من لايزال على قيد الحياة يكتب و يبدع…..

المسرح لا يفتقر إلى كتاب أو مخرجين أو ممثلين المسرح يفتقر إلى داعمين و رعاة و يفتقر إلى من يأخذ بيد الفنان و الكاتب و يوفر لهم الامان و يمدهم بما يحتاجونه من أشياء ضرورية للإستمرار. 

ويري الفنان فرج الشريف 

أن الحديث يطول حول المسرح والايمان بان الفن رسالة أسئلتك كلها في منتهي الموضوع عن المسرح وانطباعنا نحن الفنانين وانا اريد ان اقول بأن المسرح هو استاذ الشعوب كما قال الشاعر اعطني مسرحا أعطيك شعبا حركة المسرح كانت في بعض الفترات خصوصا في الستينات والسبعينات والثمانينات عندما كان في الستينات كان مسرح الهنبرا اي مسرح الحمراء الكائن بميدان الشهداء.

له رواده شارك في عروضه حتى الفنانين العرب منهم الفنان يوسف وهبي والفنانة امينه رزق جاء إلينا العديد من الفنانين العرب لتعليمنا اصول المسرح منهم الفنان العراقي من تونس والفنان عمر الحريري والفنان محمد توفيق والفنان زين العشماوي كل هؤلاء تعلمنا منهم اصول المسرح بالإضافة إلى دراستنا للمسرح العالمي وما تعلمناه.

بالعودة الي المسرح ورواده كان لنا الراحل حسن الأمير والراحل مصطفى الامير والراحل محمد شرف الدين والراحل شعبان القبلاوي والراحل كاظم ناديم وسعيد السراج ولطفي بن موسى وغيرهم كل هؤلاء كانوا نوات واثروا الحركة المسرحية وتعلمنا منهم المسرح وتربينا علي ايديهم وحببونا في المسرح لان المسرح يطرح ظاهره سلبيه في المجتمع تجسد في مشاهد يقوم بها الفنان مع رسالة هادفة تعالج الظاهرة السلبية وكان المسرح له رواده لا يمانهم بثقافة المسرح  وهو يهذب النفوس كذلك وصل المسرح الى ان الرواد  كان تحجز قلب العرض بثلاثة ايام للدخول اود أن أقول أن المسرح حورب في فتره ما خصوصا في طرابلس المسارح استهلكت ولم يتم إجراء صيانه لها خصوصا مسرح الحمراء ومسرح محمد سليم الذي كان يسمى سينما لبلازة وبقي فقط مسرح الكشاف الذي كان مؤجرا من قبل وزارة الثقافة وهو كان ايضا مقر لفرقة المسرح الوطني عندما تم هدم مقر فرقة المسرح الوطني أصبح مسرح الكشاف هو مقر لفرقة المسرح الوطني التي تتبع الدولة والتي أعضائها هم من شاركوا في فيلم الرسالة وكذلك فيلم عمر المختار….

لذلك اقول انه يجب إعادة النظر بأن تقوم وزارة الثقافة بالتنسيق مع الحركة الكشفية لإبرام عقد جديد لاستغلال المسرح من جديد مع وضع خطه لبناء مركب ثقافي تتجمع فيه كل الفرق المحلية وبناء مسرحا كبيرا به لا رجاع النشاط المسرحي والأكثر من المهرجانات المسرحية ويعود  الابداع وتعود طرابلس العاصمة عاصمة الثقافة دائما اما بخصوص النصوص فهي موجود وكتاب المسرح لازالوا أحياء.

فأنا متفاءل عندما تم تكليف الاستاذ عبدالباسط بوقنده وكيل وزارة الثقافة عن المسرح تحديدا  وتكليفه بإدارة الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون نتعشم أن يكون له دور كبير في توفير ما طالبنا وهي عودة المسرح وارجاع مقر فرقة المسرح الوطني إلى مسرح الكشاف ولو بشكل موقت الي حين بناء مركب ثقافي بالعاصمة ويبني عليه مسرح كبير ذات المواصفات العالمية .

الاستاذ « عبدالله محمد » تحدث قائلا : 

تمر السنين والمسرح يعيش معنا حالات متباينة بين الركود والانتعاش وحاول وجود النص المسرحي من عدمه  ولا يخفي على الجميع بأن  ليبيا منذ نشأة المسرح و تطوره كانت سابقا للمشاركة  في جل المهرجانات الدولي المسرحية  وكيف حققت التميز والنجاح الباهر وكما يعلم الجميع يعد المسرح أبو الفنون وأستاذ الشعوب بلا منازع .

وله مكانة سامية ومميزة ؛ وذلك انطلاقا من أن الفن المسرحي ركيزة لحضارات قديمة عدة شهدتها ليبيا على امتداد تاريخها الفني والثقافي ، ولهذا يمكن القول إن المسرح في ليبيا

يعد واحدا من أهم المعالم التاريخية المهمة ذات القيمة الثقافية .

  القول كيف ليبيا لها ابرز المسارح في مدن الأثري

المهمة مثل: مدينة لبدة ومدينة صبراتة وقورينا وشحات وغيرها من المدن الاثرية .

ومازال حديثنا مستمر على المسرح الذي كان نشطا قبل الآن نذكر لكم  حين قدمت فرقة المسرح في الفترة السابقة من خلال مشاركتها في أحد  المهرجانات بعرض المسرحية الرائعة التي مازلت اتذكرها وهي بعنوان «هوس في الظلام»، تأليف الدكتور عبد الأمير عبود، وإخراج الراحل عبد العزيز الخضري، تمثيل الفنان النشط « أحمد كابوكا  « كان حينها في  إدارة المسرحية.

الفضاء الركحي من توعية الشعب لبيع السندويتشات؟!!

 الفنان «محمد المهدوي» 

قد شهد حفل الختام تكريم فرقة المسرح الوطني طرابلس, والفنان المبدع أحمد من خلال هذه المسرحية وغيرها اقول نعم لدينا فنانين ولدينا نصوص قوية لكان الذي غير موجود هو المسرح فقط بليبيا .

ومن بين الحضور كانت معنا « الاستاذة فهيمة عمر « التي كانت متشوقة للحديث عن عدم وجود أكثر من مسرح بطرابلس وغيرها من المدن الليبية قائلة : 

    لقد توفرت للمسارح الليبية في بداية السبعينات أرضية خصبة للنمو والعطاء وكان من الممكن أن يساهم في بناء مجتمع متحضر وأوعى وكان لهذا المسرح رجال ونساء يمتلكون قدرات فكرية وفنية عالية وأيضا يمتلكون الحماس والرغبة الجادة للنهوض بهذا اللون من الفنون ….

وبدأت العلاقة بين المسرح والجمهور تكبر في الكثير من المدن الليبية ومع مرور الأيام السنين أهمل المسرح وأغلقت الكثير من الفرق المسرحية أبوابها وغادر الكثير من المسرحيين  المجال المسرحي بسبب ذلك الاهمال رغم المحاولات الجادة من بعض المهتمين بهذا النوع من الفنون ورغم أي شيء يوجد مازال هناك من يعشق المسرح يعمل  بكل تميز وابداع رغم قلة الامكانيات مع ذلك يظل لنا مسرحا ممتازا جدا .

وكانت لنا جولة بالشارع وشاهدت لمتنا مع بعض الاخوات فشاركتنا المعلمة . 

غياب المعاهد المتخصصة شكل عائقا أمام مسيرة المسرح

«منيرة علي «بكلماتها القيمة حول المسرح والفنان قائلة …..

مؤكدة على أنه لا توجد أزمة نص بل نفتقر لعدم وجود من يدعم المسرح والفنان لا توجد أزمة نص  فالنصوص متوفرة سوي كانت محلية وعربية وعالمية .

وأغلب المسارح في العالم أصبحت تتجه للكتابة الركحيه  وهي شكل من أشكال الكتابة المسرحية التي تتم من خلال التجربة المباشرة على خشبة المسرح  يتم طرح الفكرة الأساسية والجميع يشارك في إثرائها وتجربة الحوار حتى تكتمل وتنضج بعد ذلك تبدى التدريبات عليها .

المسرح لايفتقر إلى كتاب ومخرجين بل إلى داعمين ورعاة

الممثل الموهوب متوفر وإمكاناتهم جيدة  وهناك انتشارا وازديادا ملحوظا من الراغبين في التمثيل من الشباب وأيضا هناك خريجون بأعداد معقولة ولكن الحاضنة والمكان والمؤسسة التي تتولى تنظيم والأخذ بيد هؤلاء المتحمسين للعمل المسرحي غير متوفرة المسرح عمل جماعي يحتاج لإمكانات كبيرة لابد إن تتحمل الدولة مسؤوليتها في ذلك

النقد يأتي من خلال الإنتاج الفني والتنافس في العمل كيف يكون هناك نقد ولا يوجد المنتج والنقد يأتي في المرحلة التالية بعد العرض وشكرا لكم أستاذة فاطمة على اتاحة هذه الفرصة حتى ادلي بدلوي حول الفنان والمسرح انا من محبي الفن والفنانين في كل البلاد خاصة في ليبيا والدول العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى