رأيفنون

اعطني مسرحا أعطيك شعبا طيب الأعراق

فاطمة عبيد

كتبت : فاطمة 

المسرح هذا الكيان الذي يشهد ركودا كبيرا، فالجمهور الليبي مازال متعطشا للعروض المسرحية التي تعد شحيحة جدا بسبب الإهمال الكبير الذي يتعرض له المسرح الليبي، وعدم اهتمام الجهات المعنية بالمسرحِ والفنون. فالكثير من ممثلي المسرح والمخرجين والنقاد هجروا هذا القطاع واتجهوا إلى مجالات أخرى بحثا عن مورد رزق لهم، فالمشهد السياسي في البلاد أثر بشكل مباشر في حركة المسرح.

ويعد المسرح الليبي واحدا من المسارح العربية العريقة شهد فترات انتعاش ونشاط وحاليا يعاني من ركود كبير  ويتخذ المسرح في ليبيا وعلى الصعيد التاريخي مكانة مرموقة بين باقي الأشكال الثقافية والفنية، حيث برز المسرح كـأحد أهم المعالم القائمة في المدن الأثرية الليبية كمدينة لبدة، ومدينة صبراتة، وقورينا، ولعل عُمر مسرح لبدة الذي بُني في السنة الأولى قبل الميلاد يعطي دلالة كبيرة على أهمية وعراقة المسرح في ليبيا.

تمر السنون، ويعيش معها المسرح حالات متباينة بين الركود والانتعاش، فنجد أن الوالي عُثمان باشا الساقزلي يُنشئ مسرحا بشارع الترك يسع 500 مشاهدا وبه شرفة، تُقدم فيه العروض المسرحية لفرق مسرحية محلية وأخرى قادمة من مصر، كذلك كان هناك مسرح (أمبوراخ) الواقع بمحلة باب البحر الذي قدم عروضاً مسرحية تعكس الواقع الثقافي والحياتي لتلك الفترة التاريخية.

وقد عُرف المسرح بين أوساط المهتمين المسرحيين وبثوبه الجديد وفي شكله المعاصر والمؤرخ له في 1908م حيث قدّمت فرقة «محمد قدري» مسرحيتها بعنوان «الحرية» في مدينة طرابلس، كذلك انتشر المسرح في المنطقة الشرقية من البلاد عبر أحد أهم رواده وهو «محمد عبدالهادي» القادم من لبنان بعد جولة قام بها في أوروبا لتنتعش الحركة المسرحية هناك ويتم إنشاء أول فرقة مسرحية في بنغازي عام 1936م…..

كما كان أول ظهور للمرأة الليبية على خشبة المسرح في ليبيا لفنانتين مصريتين وهما «فتحية مصطفى» و«فتحية محمد» بتاريخ 24 ديسمبر 1960م ليأتي دور الممثلة الليبية لتصعد أيضا على الركح عن طريق الممثلة «فائزة محمود» والمعروفة عندنا بالفنانة الليبية حميدة الخوجة  ليُقفل الباب أمام الرجال في تمثيل دور النساء في الأعمال المسرحية…..

ونتحدث الآن بعد مرور أكثر من 100 عام على عُمر المسرح المعاصر في ليبيا مرّ خلالها بفترات وُصِفت بأنها ذهبية كمنتصف السبعينيات وانحدر حاله إلى مستوى متدنٍ في مراحل أخرى نجد أن المسرح هذه الأيام وكباقي مكونات المشهد الثقافي الليبي متأثر بالوضع السياسي، ويمر بحالة من الجمود والركود ….

والحقيقة التي تظل واضحة للجميع ان حال المسرح  يمر بحالة خمول كامل والحركة المسرحية في ليبيا تتخبط بشكل كبير، وقد أرجع ذلك لعوامل عدة؛ كالظروف التي تمر بها بلادنا مع  قِلة الإمكانيات نتيجة لعدم وجود دعم المادي ….

وهنا يراودني سؤال عن كيفية الخروج من هذه الحالة من الركود التي يمر بها المسرح، هل لابد من اقامة ورش عمل تحتضن المتخصصين الأكاديميين والممثلين والكتّاب والمهتمين بالحركة المسرحية في ليبيا للتباحث والتشاور حول إيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة، وكذلك إقامة الدورات التدريبية للمعنين سواء بالداخل أو الخارج للرفع من كفاءة العاملين في المسرح. أيضاً إدماج القطاع الخاص في عملية دعم المسرح للمساهمة في الارتقاء به ….

حين اختفي المسرح الليبي وجد المواطن حلا بديلا إذا أراد مشاهدة مسرحية فإنه يتابعها في البيت على التلفزيون أو اليوتيوب وما إلى ذلك من وسائل تقنية أخرى، وهذا يُفقد المشاهدة الروح الحقيقية التي يقدمها المسرح والمتمثلة في التفاعل الحقيقي بين المشهد المسرحي والمتلقي الموجود معه في ذات المكان ومن هذا التقرير نكتشف ان المسرح يظل هو استاذ الشعوب ويستمر عاشق المسرح السعي نحو خلق روح المسرح من خلال الناشط المدرسي الذي ينمي دخل طلابنا روح المسرح وعشقه واكيد سوف ياتي ذلك اليوم ويحيا المسرح الليبي كم كان ايام العمالقة الذين رحلوا ومنهم رائد المسرح الحديث الفنان الراحل محمد شرف الدين الذي يعد مدرسة في حد ذاته الله يرحمه ويغفر له وغيره من رواد المسرح الليبي ….

 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى