رأي

انتماء.. للكاتب هاشم شليق

محطة

كونك واحدًا أو واحدة من مواطني ليبيا الذي يقترب عدد سكانها من 8 ملايين نسمة فقط .. هي فرصة لا تتكرَّر مرتين لبناء الإنسان وترسيخ الانتماء للوطن والثورة نسبة لعدد السكان..وهنا مع ضرورة بقاء القبيلة مظلة اجتماعية فحسب وليس غيثًا قد لا يكون نافعًا على الساحات السياسية والاقتصادية..والبداية تكون من تثقيف الأطفال والشباب من حولك لتعزيز قيم المواطنة لدى البعض أو تنميتها لدى البعض الآخر.. وذلك بملء وقت فراغهم بالبرامج والأنشطة.. ليصبحوا بمرور الوقت أصحاب تفكير واضح وتحليلي ومستنير..

اليوم بلوغ سن الرشد شبه معدوم تماماً..ففي ظل العولمة والانترنت بات صغار السن وكمثال ذو العاشرة من العمر حاملين للجنسية العالمية العابرة للقارات والحدود الجغرافية..فأجيال اليوم العولمية سواءً من هم صغار أو في سن المراهقة يجرون وراء نفس كرة القدم..ويستمعون لنفس ألحان الموسيقى..ويبحرون في نفس تطبيقات الإنترنت..ويرتدون نفس أزياء الملابس..ويحلقون رؤوسهم بنفس التقليعات..وللأسف يشعلون نفس أنواع السجائر..ويتحدثون بنفس الأسلوب..وقدوتهم ورمزهم في النهاية شخصيات رياضية أو غنائية أو تريند وإلى آخره..

في ظل العولمة كماسبق قد يقول قائل إنها ثقافة دخيلة على أغلب المجتمعات..ولو جزمنا بصحة ذلك..فكيف ننقذ أجيالاً وراء أجيال؟!..ليس هناك إلا سبيل واحد وهو ( تنمية الانتماء )..

فما المطلوب لتحقيق ذلك؟..

نوادٍ رياضية محلية صاحبة صولات وجولات على المستوى الإقليمي وبالتالي منتخب وطني له بصمة واضحة في الملاعب الأفريقية كتمهيد صفحات وتطبيقات  إنترنت واعية تواجه التغييب والتجهيل..الاهتمام بالزي الوطني للحفاظ على الهوية الليبية..حملات توعية من مخاطر التدخين الذي يجر إلى ممنوعات أخرى تؤدي إلى الهلاك..تقوية عطاء اللغة العربية في المدارس والذي اليوم للأسف ومنذ زمن تتفادى الغالبية دروس النحو العربي والبلاغة لأنهما لا يقدمان بنفس طريقة تعليم الرياضيات..وكذلك الإجبار على حفظ النصوص عن ظهر قلب على حساب الفهم والتحليل..ولابد من التعريف في منهج تاريخ جديد بالرجال والنساء الوطنيين منذ نشوء البشرية إلى يومنا هذا..أي إعلامهم بالذين دافعوا عن الوطن وهلم جرا إلى من كتب قافية البيت الأخير من قصيدة وطنية..

إنها أمانة كالجبال على عاتقنا..وهي بناء أجيال قادمة والتأسيس عاجلاً وليس آجلاً لمستقبل زاهر للوطن..

يظل الفرق بين دول عالمنا المسمى ثالثا والعالم الأول.. هو إننا نسارع كمواطن ومسؤول إلى حصاد زرعنا لنجني ثمار شجرة لم تينع بعد..بينما الآخرون يغرسون اليوم ويتركون الحصاد للمستقبل..وهناك أمور تعيش إنجازات عملك بعد خمس أو عشر سنوات مثلا..وهناك استراتيجيات تعيش نتائجها أجيال ما بعد نصف قرن أو مائة سنة..فالهدف هو خدمة وطنية وليس شخصنة الوطن..لا نفرط في ليبيا من شيء..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى