إجتماعيحوار

 رباب اليفرني: المسلسلات والأفلام ساهمت في تشويه صورة المرأة العاملة

حوار: فائزة العجيلي

 

حكايتهن

نمضي إلى محطة أخرى سبرًا لعوالم حواء التي لا نعرفها عندما تغلق البابَ خلفها عائدة من الوظيفة، لتبدأ في استلام مهمة هي عبارة عن مجموعة مهام متعدَّدة زوجة، وأختاً، وأماً، وربة بيت ..

حوارنا مع 

رباب اليفرني

 

العمل بوزارة الداخلية وأيضًا العمل في مجال الصحافة لا يمكن أن يُلغي كوني أنثى ولدي واجبات تجاه ابنتي ومنزلي وبالعكس يمكن أن يكون هناك ترابط بين العمل وبين المنزل في أن واحد فبكل بساطة إذا استطاعت المرأة أن تثبت نفسها خارج أسوار بيتها أيضًا تستطيع أن تثبت نفسها داخل بيتها

ولكن مع الأسف الشديد دائمًا ما يتم اتهام المرأة العاملة بالتقصير مع أسرتها؛ فهذه الفكرة منتشرة ومتغلغلة بشكل كبير جدًا داخل مجتمعنا، وهذه السموم يتم بثها بستمرار سواء أكان في المسلسلات أم الأفلام بشكل عام داخل الوطن العربي.

‏هناك فرق بين النساء في السابق، ونساء في الوقت الحالي؛ فالمرأة التقليدية في نظر المجتمع هي المرأة التي تهتم فقط بشؤون المنزل من طبخ، وتنظيف ورعاية الأطفال، وكأن الزواج ليس شراكة بين الزوجين وفي الوقت الحالي أصبحت المرأة مضطرة أن تخرج لسوق العمل فلذلك يجب أن يتم تقاسم كل المهام الحياتيه بينهما حتى تستمر الحياة بتوافق ولكن ذلك لا يحدث مع الأسف في معظم العائلات والأسر حيث المرأة تعاني الضغط المستمر عليها تعمل خارج المنزل وتعمل أيضًا داخل المنزل بدوام كامل ولكن دون مرتب، ودون مساعدة وكان عملها خارج المنزل ميزة ممنوحة لها أو هبة من قبل الزوج رغم أن هذا حق طبيعي لها؛ فهي لم تدرس وتتخرج طبيبة أو مهندسة أو غيره لكي تبقى داخل المنزل بل لكي تشعر بقيمتها بالمجتمع؛ فالمرأة بطبيعتها معطاء وجزء لا يتجزأ من تكوين المجتمع ووجودها في مجالات الحياة كافة مهم جدًا فهي شريك أساسي للنهوض والرقي بالمجتمع؛ ولكن للأسف يتم وضع كل العوائق والصعوبات أمامها حتى تستسلم وتفشل وتحية شكر وتقدير للنساء اللواتي استطعنا أن يتغلبنا على كل الصعوبات ويحققنا دواتهن وينجحن بدمج في كافة مجالات الحياة؛ فالمرأة قادرة على أن تكون ربة منزل بدرجة امتياز وناجحة بعملها وعمل المرأة خارج المنزل يعطيها قيمة لنفسها تشعر بها و تنعكس بشكل إيجابي عليها فإذا كانت المرأة سعيدة كانت الأسرة وكل من حولها سعيدة ولا أنكر أن هناك بعض النساء لا ترغب بأن تعمل أو تكون مرأة عاملة خارج منزلها وهذا شيء من حقها فاختيار دخول سوق العمل من عدمه حق أصيل للمرأة وليس لطرف آخر أي حق أن يمنعها فالكثير من المشاكل الزوجية تكون بسبب العمل أو عدم العمل

يجب علي الزوج قبل الزواج ان يعي بأن البيت لا يبني على المرأة فقط بل على الشراكة بينهما و اقتسام كافة المسؤوليات والأعمال المنزلية و أن يكون هناك تحاور وتشاور بينهما في كل صغيرة وكبيرة ويجب أحترام المرأة العاملة أو غير العاملة كما تحترم هي زوجها و يجب أن نتخلص من المفاهيم التقليدية القديمة والتي لا زالت سائدة بأن المرأة هي عماد المنزل فالمنزل لا يبني على عمود واحد حتي لا يقع ضعط علي هذا العمود وينكسر فالحياة الزوجية أساسها المشاركة

‏الكثير من النساء يجبرنا على ترك العمل والبقاء في المنزل من أجل رعاية الأطفال أو ورعاية الزواج والاهتمام بمتطلباته متناسين تماما بأنها إنسانة وله الحق بأختيار الحياة التي تسعدها فإذا كانت المرأة مكتئبة وحزينة وغير راضيًا عن حياتها لن تسعد من حولها أبدا دائما ما يتم معاملة المرأة في الزواج على أنها أداة لتلبية متطلبات الغير وخدمة من حولها خدمة الزوج وخدمة الأبناء و العمل على رعايتهم فيتم إلغاء وجودها كإنسانة فسبيل رضاء من حولها وهذا أكبر خطا ممكن أن تقع فية المرأة تعطي للكل ولا تعطي لذاتها قيمة وبهذا الشكل لن تكون هناك أسرة سعيده أساسا أو مترابطة

‏في الآونة الاخيرة أصبح المجتمع أكثر تقبلاً للنساء في أماكن صناعة القرار أو غيره من الوظائف التي كانت فقط حكرًا للرجال و خاصة مع الانفتاح الحاصل من تطور في تكنولوجيا وكثرة مواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها أن تعزز وجود المرأة كشريك أساسي في المجتمع ونجاحه والنهوض به ولكن لا زال هناك بعض التحيز من قبل الرجل بأنه هو المسيطر في كل مكان وكأن المرأة تابع له وليست مستقلة عنه وخاصة إذا كانت المرأة ندًا للرجل بمجال العمل أو تفوقت علية فهذا بكل تأكيد لن يعجبه وسيبدا تلقائيا محاربتها بكل الطرق فهذه هي الطبيعة البشرية منذ الأزل فالرجل يرى المرأة أقل منه والمرأة لا زالت تقاوم لكي تأخذ مكانها الصحيح وستصل بعون الله وقد أثبتت المرأة الليبية بجدارة وجودها إلى جانب الرجل لكن تبقى النظرة نحوها في مجتمعانا مع الأسف نظرة مجحفة فهي خادمة ومكانها البيت لا سوق العمل

الحقوق والأحلام والطموح وغيره لا يمكن ان تمنح بكل سهولة وبساطة يتم انتزاعها وبقوه لأنها حقوق فما كانا حقا أصيلا يجب ان انتزعه انتزاع فالمشكلة في مسئلة الحقوق ليست في وجوده القانون من عدمه المشكلة في المجتمع في حد ذاته وفي ما يتم زرعه في عقولنا نحن النساء من تفكير ذكوري فجميعنا متساوون في التمتع بحقوق العيش الكريم دون التعرض للعنف والتمييز المجحف فقط لكوننا نساء بكل بساطة.

وفي الختام أقول يجب على المرأة أن تنتقل من حالة التبعية إلى حالة الاستقلالية التي تتخلص فيها من جميع روابط الخضوع وأن تكون قادرة على إتخاذ قرارها بنفسها والتصرف بحياتها وأن تتحمل تبعيات هذه القرارات وأن تحدد مصيرها بنفسها ولا تترك المجال لغيرها لكي يحدد هذا المصير وقادرة على أن تكون ذاتها.

في الآونة الأخيرة أصبح المجتمع أكثر تقبلاً للنساء في أماكن صناعة القرار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى