رأي

صراع السلطة.. وسباق الانتخابات

 

حدث الاثنين

بقلم: نوال عمليق

نشهد هذه الايام صراع خفي توتر وبرود صراع السلطة وسباق الانتخابات الرئاسية حيث يعود بنا هذا الواقع إلى أطروحات مكيافيلي أوّل من أسبغ على السياسة صفة اللاأخلاقية في كتابه ‘الأمير”، وأوّل من دعى إلى فكرة “الغاية تبرّر الوسيلة” وألصق بها معاني التمويه والخداع. لذلك تبدو المبادئ السياسية قائمة على أسس الرغبة في خدمة الشعب وتحقيق مصالحه والحفاظ على أمنه وسلامته وحماية البلاد من الأعداء ولكن شهوة الحكم لدى الكثير تغلب على هذه المبادئ لتصبح هي الهدف الأساسي ليس إلا.

وفي ظل هذه اللهفة يتحوّل العمل السياسي من تنوير الرأي العام وجعله أكثر إدراكا بالتحديات المطروحة في اسعاد الشعب والميول للشرائح المستضعفة في المجتمع  كالشباب والمرأة، إلى عمل هدفه التسييس الإجتماعي للأفراد والجماعات كسبا لولائها للأحزاب او للافراد والفوز في الإنتخابات.  إنّ الظروف الراهنة تدعو إلى تبنّي إرادة وطنية جديدة لتقويم التجربة الديمقراطية لدينا وقطع الطريق أمام هيمنة الإرادات الشخصية وهذه أولى خطوات التأسيس الصحيح. تبدو الحاجة ضرورية إلى الإرتقاء بالممارسة السياسية على معنى رأي ابن خلدون الذي منح السياسة صفة إيجابية صناعة الخير العام، وقد رجّح خيرها على شرّها، واصفا الإنسان بأنّه إلى الخير أقرب”.

علينا أن نستخلص الدروس من الإنقسام الذي تعيشه بعض الدول  العربية نتيجة الصراع على السلطة وإضعاف الدولة وتقويض سلطاتها. ومن أبرز دلالات انهيارها هو ظاهرة الإستقواء بالدول الاجنبية الكبرى باعتباره المنقذ، والحال أنّه هي الذي تحرض الحكام والسياسيين ضد بعضهم وتحمي استبداد وانحراف بعضهم وتدفع  بالشعوب نحو الإنقسام وهي  الذي تؤلب الاسلامي على القومي والعلماني على المتديّن والليبرالي على الشيوعي لتظل الدولة مُجزّأة.

في هذه الحالة يجب علينا انا نحكم العقل ونلغي العاطفة والجهوية التي تسكننا في اختيار حاكمنا فالصراع السياسي لا يعود بالضرر الا على الوطن والمواطن والاختيار الصحيح لمن يحكمنا هو تأمين لمستقبلنا ومستقبل اولادنا لنتّفق أنّ الوطن أكبر منّا وأكبر من اختلافاتنا وانقساماتنا، وأنّ الجميع في خدمة وحماية الدولة مهما اختلفت الإجتهادات وتعدّدت الرؤى، وليكن اختيارنا للقادة ولممثلينا في مواقع القرار عبر منظومة الأخلاق والقيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى