إجتماعيصحة

علاج أم هـوس ؟!

هناء الجواشي

.بمجرد أن يتحصل البعض على دورات سريعة، يشرعون  بالترويج الدعائي عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، وتقديم عروض جاذبة، وذلك بتخفيض أسعار الجلسات، والتي تكون في العادة باهظة الثمن ، فيُفتَتَح باب استقبال الحالات بسهولة، تلك التي سيطر عليها هوس التغيير، والتجديد وتقليد  النجوم من أجل الحصول على بشرة نَضِرة خالية من العيوب، وملامح مُشرِقة شابَّة من دون تجاعيد أو خطوط، ولا هالات سوداءإلخ

بشأن هذه الطفرة الإجتماعية نستطلع آراء الأطباء،  وبعض التجارب الجريئة للحالات في رصدنا التالي

ندمت على التجربة ولا أنصح غيري بخوضها

 د .سلوى القذافي :

 حقن الشفاه بالفيلر قد يسبب السكتة القلبية

ربما يُزين للحالة أن النتائج مضمونة وهذا غير صحيح

الدكتورة : سلوى محمد القذافي اختصاصية جلدية وتجميل وليزر، لديها خبرة ما يقارب 14عامًا، حالياً تعمل طبيبة بمستشفى الجزيرة الدولي « العظام سابقاً » بمدينة مصراتة.

تقول في هذا الصدَّد : لم يكن  الليبيون يعرفون مصطلح الطب التجميلي قبل عام 1989، حيث كان أول ظهور له في طرابلس بمستشفى الحروق والتجميل، الذي تخصص في معالجة الحروق والجروح، وتجميل آثارها، أو ترميم بعض العيوب الخلقية، وهو طب تجميلي جراحي يتطلب فريقًا كاملًا، وغرفة عمليات مجهزة مع وجودالتخذير، والتعقيم، ويعد أصعب من الطب غير الجراحي؛ فهذا النوع لا يحتاج مكوث المريض بالمستشفى أو المصحة، بل بإمكانه المغادرة بعد إتمام الجلسة مباشرةً،  مع إعطائه بعض النصائح والإرشادات، ويتابع بعد فترة حتى يكمل جلساته، وهذا الأخير لو مورس على يد طبيب محترف فسيكون ناجحًا، كخريجي كلية الطب البشري، والمتحصلين على بكالوريوس طب وجراحة عامة، لأنهم درسوا المضاعفات الجانبية التي قد تطرأ على الحالة، مؤخرًا تحصلتْ فئة معينة من خريجي كلية الصيدلة، والأسنان على فرصة مزاولة هذه المهنة، وأعتقد أن تخصصهم يتيح لهم ذلك؛ فطبيب الأسنان مثلاً  يحقن الشفاه  اللثوية بالفيلر لأنه فاهم تركيبة الفك، والفم أكثر من أطباء البشري، وتظل صلاحية هذه الفئة محدودة ؛ فبعض الإجراءات تتطلب أن تتم في مستشفى  بوجود طبيب عيون وعناية، وحتى عناية مركز ، مثل حقن «البوتوكس» في منطقة ما بين الحواجب قد تتسبب في عمىلا سمح الله، وكذلك «الفيلر»  الذي يستخدمونه بكل سهولة، غير مدركين المضاعفات التي تؤثر على القلب بسبب الأوعية الدموية الموجودة بالفم، فقد تحصل سكتة قلبية .

تسترسل الدكتورة قائلة  :  أنا شخصياً توقفتُ عن شغل «الفيلر والبوتكس» بسبب الحلال والحرام، وتجنب التشكيك في شرعيته .. وأعتبر إجراءه حتى في  مركز تجميل مخاطرة، لأنهم لا يهتمون بالإستعداد احترازاً لأي مفاجأة، فكيف يكون الوضع في «المزينات» التي تجرى فيها عمليات تكبير الشفاه، وحقن الذقن، ورفع الرموش وغيرها ..

هذه مصيبة كبيرة، وستدخل الحالات في مشكلات أكبر، وهو موضوع يحتاج لصفحات، وبرامج لمناقشته.

وتُعَقِّب  : ربما يُزين للحالة أن النتائج ستكون مضمونة، وهذا غير صحيح؛ نحن لسنا أنبياء منزهين عن الأخطاء، أنا عن نفسي طبيبة، وقد أخطيء أثناء عملي، لذلك وجب توعية الناَّس من خلال برامج مكثفة تنبههم من خطورة المضاعفات الجانبية، فقد حصل تقيّح وإلتهابات لحالات في عدة عيادات، والأطباء تهربوا منهم، وأخلوا مسؤوليتهم من المرضى .

وتضيف قائلة : لا يوجد قانون يحمي هؤلاء، وكل مجال فيه عيوب ومميزات، والإقبال صار بنسبة كبيرة مؤخراً، وأنا شخصياً لم أعد أمارسه إلا في حالات محدودة بسبب فتاوى التحريمكما أخبرتكصرتُ أعمل في الترميمي والعلاجي فقط، وأصعب الحالات هي البُهاق والثعلبة، وتساقط الشعر، والأكزيما، وأكثر شيء مطلوب الآن هو : إزالة الدهون، وتغيير المسار للسمنة المفرطة، وزراعة الشعر .

 وعن جودة المواد المستخدمة، وتكلفتها قالت د. سلوى :

المواد تصل للبلاد بأسعار غالية جداً، وتتفاوت في الجودة منإلى، وإستخدامها يعتمد على المصداقية بين الحالة، والطبيب .

مثال بسيط : عندما تركب حالة ما خيوط الشد في وجهها، ويدعي الطبيب إنها أصلية، ومن شركة كذا، ودولة كذا .. ولكن يحدث إلتهاب للحالة، وعندما نحاول سحبه نجد العملية صعبة ، مع إن الخيوط ذات الجودة الممتازة تنسحب بسهولة من الوجه.!

وهُنا نضطر لإعطاء علاج للحالة، وننتظر ذوبان الخيط مع الوقت بأقل ضرَّر .

لذلك أهم شيء أن يعمل الطبيب بأمانة مع المريض، ويعرض عليه المواد بكل مصداقية، فيها الغالي، والرخيص ويترك له حرية الإختيار، وكل شيء بثمنه.

ولكن بعض الأطباءمع الأسفوهو الشائع مؤخراً أنهم يستخدمون مواد رخيصة بمقابل جلسات باهظة ومبالغ فيها جداًً، وهؤلاء أصبحوا عُبَّادًا للمال، والله المستعان.

وتستطرد قائلة: أي شيء جديد أول ما ينزل يكون غالٍيًا، فحتى الليزر عرفناه حديثاً لأنه دخل العالم المتقدم قبلنا بـ(7)سنوات ، والمشكلة ليست في ارتفاع كلفة العلاج إنما نحن لم نصل لميزة التأمين الصحي في المستشفيات العامة عن بعض الجراحات التجميلية، وغير التجميلية، وهو المعمول به في الدول الأخرى ..

بينما نحن، فنتمنى أن تبقى الأقسام التي يتوفر فيها الليزر والبلازما ، وليس النيتروجين فقط، كما أتمنى للحالات أن تجد الخدمة التي تبحث عنها بالجودة المأمولة، فهذا المجال يتطور يومياً في العالم، فيستوجب على الناس أن تعرف كيف تختار المكان الصح؛ لأن المراكز عددها كبير، ولا يمكن ذكر واحد بعينه، فحتى لو كان ناجحًا في بداياته، مع الوقت تتردى خدماته.

وسأقول كلمةبلا مؤاخذةالطب التجميلي عندنا صار (خدمة اللي معنداش خدمة)

حتى أن كثيرين ممن ليس لهم علاقة بالطب، وعندهم رأس مال، ولما يسألوا «شن الماشي في البلاد ؟» يقولوله : الجلدية ، والمطاعم  لو تبي إيراد مضمون ..!

لذلك انتشرت المراكز بشكل كبير ، وفي غياب الرقابة يصبح الأمر فوضويًا، وبلا ضوابط، ويزداد إحتمال الخطأ فيه ، 

فنرى (س) من النَّاس أخذت دورة 3أشهر، وفجأة تحولت للدكتورة فلانة، واشتهرت هي ومركزها ..!

لأن مجتمعنا يتأثر بمواقع التواصل الإجتماعي، الذي تنشر فيه دعايات تجارية لشركات غير معروفة أصلاً، على أساس هي الأقوى والأجود، والناس تركض وراء عروضهم خاصة لو فيه تخفيضات، وفي النهاية يكتشفوان أنهم دفعوا أموالهم في الهواء، طبعاً هذا ليس تعميمًا، لأن  الطبيب  الذي يخاف الله في عمله، فسينجزه بأجمل وأفضل صورة ، لأنه لم يستهن بثقة المريض فيه، وسيخاف على نفسه وسمعته كطبيب قبل حرصه على الربح.

(ومَنْ يتقِ اللهَ يجعل لهُ مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب).

وتختم د. سلوى إفادتها بالقول : 

الطب التجميلي غير الجراحي أصبح حاجة ضرورية، ومن أهم أنواع الطب في زمننا بسبب معاناة الرجال والنساء من المشكلات كتساقط الشعر، وحالات الجروح وتشوهات بسبب الحروق والندبات والكثير من التشوهات  الخلقية واعتبره رفاهية لمن يريد أو تريد تغيير شكلها كل شهر  .

*سارة سويسي / إعلامية ومذيعة في قناة الشبابية المسموعة. قالت: 

بدايتي مع الطب التجميلي في 2012 ،كان في وجهى كَلَفْ ، بسبب الحم  ،فالإسمرار شوّهَ وجهى بالكامل، وكان واضحاً ، فتوجهت ( لمركز أوباجي) ، لأنه أول عيادة متخصصة في التجميل وقتها ، وبعد الكشف قالوالي تحتاجي لتقشير عميق، وهذا يتطلب عدم التعرض للشمس مدة لا تقلّ عن 3أشهر، فتوجستُ من الموضوع، وتراجعتُ .

بعدها توجهتُ لمركز (ميس الريم)  ، ونصحني طبيب أردني كان يعمل هناك، ويُدعى /حيدر قسوس، بأن أحقن مادة « القلوتاتيون « في أماكن البقع ، وبالفعل بعد أخذي للعلاج شُفيت  تماماً من آثار الكلف   وكانت آخر الجرعات في 2013،  وقتها كان موفر جهاز بتقنية  PRP  الخلايا الجذعية ، ونصحني الطبيب /قسوس،  بأن أهتم بحقن وجهي بتقنية البلازما  للحصول على النضارة ، وهي تتم عن طريق سحب الدم ،وبالطرد المركزي تُفصل البلازما عن باقي مكونات الدم  ، وتُضاف لها منشطات ،ومن ثَمَّ يُحقن بها الوجه كجرعة فيثامينات .

واستمريت حتى حصلت أحداث 2014، توقفت بسبب أوضاع البلاد ، ثم استأنفت التجربة الجميلة في 2015 مع /د يُسرى الطرابلسي ، أخذت معها حُقن البلازما ، والميزو ،وأغلب التقنيات الرائجة في ذلك الوقت ، والطريف أني كنت أرى زبائن من بنات وحتى أمهات ، تحقن شفاهها بالفيلر الذي لم أكن أعرف عنه شيئاً ، ود. يسرى كانت مُتقِنة جداً في عملها ، ورغبتُ في خوض التجربة، وإن كنت أخشى من تضخم حجم شفاهي ،  لكن الدكتورة شجعتني  على فكرة  تحديد الشفاه بالفيلر   وطمأنتني ، وفي 2017 قررت الحقن  ، وأجريته مرتين فقط ، وكانت تجربة جميلة ورائعة، ومؤخراً ذوبته ، لأن حُقن النظارة أعطتني إشراقة كبيرة ولا أحتاج لرتوش إضافية. 

وتضيف / سارة : من بعدها توالت تجاربي مع « البوتكس» فكل عام لابد أن أحقنهُ لإخفاء خطوط الجبهة ،وآثار الإيماءات التعبيرية ،  وحقيقةً الموضوع يحتاج لسيولة دائمة ،وضخ مالي ، فلو أردتِ إضافة لمسات للوجه بدون علاج ، أقصد إجراء تجميلي فقط ، فقد يحتاج الأمر لمبلغ 12أو 15ألف دينار  على أقل تقديرمابين الفيلر  والبوتوكس وحُقَنْ النضارة، وتحديد عظم الفك والخدود والشفاه ، ورفع الأنفإلخ 

وكله حسب إختيار الزبون، وقدرته المالية وعن نفسي حالياً أنا أنتظر فرصة إمتلاك سيولة إضافية لأكمل المشوار،وأواصل جلساتي .

وبالأخير تقول : هذا البرنامج حُر ، و ليس إجبارياً للعلمفبالإمكان التوقف عن الحقن مدة سنة أو أكثر إن لم تتوفر الميزانية ، يعني لا شي يتحكم في اختيارك  سوى رغبتك في الإحتفاظ بشكل جميل ومتناسق طوال الوقت ، وإبعاد شبح التقدم في السن ،  وعلى فكرة

السيدة / فضيلة علي 

موظفة في العقد  السادس من عمرها  تقول : حسب رأيي الشخصي،  الطب التجميلي صار مطلب مهم مثله مثل أي قد تحتاجه المرأة ، وكذا الرجل ،خاصةً بعد بلوغهم سن معينة ، فالواحدة منّا تصحو من نومها ،وأول ماتنظر للمرآة تتفاجأ بشحوب وجهها ، وتناثر التصبغات عليه ، أو اكتناز جسمها وعدم تناسقه بسبب زبادة الوزن ، فمن الطبيعي أن تلجأ لمن يخلصها من هذه المشكلات لترتاح نفسياً وتزداد ثقتها برضاها عن مظهرها ،

وهذا لا يتأتّى بدون برنامج متكامل  من الناحية التغذوية ،والإهتمام بأخذ المكملات كأقراص الكولاجين مثلاً .. والذي يُعَد  أهم عنصر مسؤول عن نظارة وشباب البشرة والجلد، إلى جانب المكملات التي لها علاقة بهرمون الأنوثة « الأستروجين « لأنه يجعلها تشعر بديمومة شبابها ، ويبث فيها روح  النشاط والحيوية.

وأنا قمت بإتباع هذا النظام إضافة إلى إجراء رتوش تعديلية في وجهي ، ولكن بصورة غير مبالغ فيها ، فأنا ضد فكرة تغيير خلق الله .وقد كلفتني كل جلسة مع الكريمات المصاحبة للعلاج 2500د.ل ، وقد تعاملت مع د: نسرين التونسي بمصحة «روز كلينك « بالجرابة .

ومصحة « بلازا بيوتي سنتر « في شارع أولاد الحاج بسوق الجمعة ، وهي أختصاصية جلدية وتجميل .

الآنسة (…….) في ال 17ربيعاً  ،رفضت الإفصاح عن إسمها ، موظفة بإحدى مراكز  التجميل ،أفادت قائلة : حقنت الفيلر في شفاهي منذ 6أشهر ،وأعجبتني النتيجة ،كانت مُرضية، وعلى الأغلب يستمر مداه إلى 12شهر ، وحسب كل جسم ، وتقبله للمادة .

فهناك النوع الكوري والإيطالي والسويسري وأجودهم الإيطالي ، لكني اخترت الكوري بحسب إمكانياتي.

هذا تابع مادة  ملف التجميل ..

السيدة / سلوى محمد  تبلغ من العمر 48 سنة  ، تحكي تجربتها قائلة : 

سبق وجربت أن أخضع لجلسات ترميم البشرة ، حيث توجهت لمركز «ديرما لايف» الكائن  في سانية بديري  ببن عاشور ، وعند الكشف قالت لي الطبيبة : بأن لدي تبقُّع ، وعدم توحّد لون البشرة ، مع إنتفاخ  حول العينين ، وإنسدال في الوجه ناحية الأسفل ، مما يجعلني أبدوا أكبر سناً ، وأكدت لي الطبيبة بأن معالجة كل هذه المشكلات سهل ومضمون 100/100 ،فقط يحتاج لوقت ،

وعند الإتفاق على  برنامج الجلسات تفاجأت بالتسعيرة ،  لأنها بأسعار فلكية ،  وحتى لو أجريت جلسة أو أثنين ، من الصعب أن أتمكن من  مواصلة العلاج .

بعد مدة وجدت عرض بأقل سعر  في مصحة فتحت جديدة في زناتة ، وخضعت لجلسات بلازما على يد طبيبة لبنانية ، وأجربت جلسات على انتفاخ العيون  والحقيقة تورمت عيني لمدة أيام ، ولما راجعت الطبيبة هدأتني وأكدت لي بأن التورم مؤقت ولا يُخيف ، 

ولكن في الحقيقة بقي أثر الحقنة واضح ،مما دفعني للتوقف ، وندمت على التجربة ، ولا أنصح أي فتاة بتسليم وجهها لأي طبيب ، فجميعهم يدَّعون أنهم مَحَطُ ثقة زبائنهم ، ولكن أؤكد لكِ أن المجال هذا حساس ، ومازلنا نفتقر لأيادي متمرسة كما نرى  في لبنان وتونس والأردن وحتى مصر  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى