قد تكون المرة الأولي التي يجتمع فيها اتحاد الكرة الليبي على إختيار مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم والذي استغرق وقتا طويلا من نهاية الأسبوع الماضي وإن كان موضوعا آخر متعلق بمسألة تسجيل اللاعبين في منظومته هو أساس هذا الاجتماع لكن فيما يتعلق بمدرب المنتخب أخذ نصيبا من النقاش بعدما طرح إتحاد الكرة في بداية الأمر أسماء ثلاثة مدربين لإختيار واحد منهم من بين الحمادي والككلي و رضا عطية وكانت كل التوقعات تشير لإختيار أسامة الحمادي غير أن الأخير وضع شروطا محددة للموافقة علي تدريب المنتخب منها أو أهمها إقالة كل الطاقم الإداري والخدمي المتواجد مع المنتخب خلال الفترة الماضية في معية الفرنسي المقال مارتنيز بسبب إنتكاسة المنتخب في بطولة الشان الأخيرة بالجزائر وما خلفته من تداعيات غاضبة عمت الشارع الرياضي وما صاحبها من هجوم لاذع وشرس علي منظومة إتحاد الكرة بأكملها!
بعد الإجتماع المطول إستقر إتحاد الكرة علي إسم المدرب حمدي بطاو الذي لم يكن مطروحا في البداية وتمت الموافقة عليه ليكون هو المدرب السابع لقيادة المنتخب الليبي في السنوات الثلاث الأخيرة وفي رقم قياسي غير مسبوق!
الوسط الرياضي يدرك تماما أن تحاد الكرة ورئيسه تحديدا أن أي مدرب محلي أو أجنبي يتم إختياره لتدريب المنتخب لن يعمر طويلا وسيتم إقصاؤه وإبعاده في أول إخفاق للمنتخب الوطني ولن يكون بمنأي عن قرارات الإقالة الفورية التي طالت كثيرًا من المدربين السابقين الذين دفعوا الثمن غاليا وأضحوا كبش فداء للهزائم المتتالية التي مني بها المنتخب في إستحقاقاته القارية والعالمية في سبيل أن يبقي رئيس اتحاد الكرة في منصبه وكرسيه ودون أن يتزحزح من مكانه قيد أنملة!
في يقيني مشكلتنا ليست في المدربين وليست في اللاعبين بل في أساسها وعلى رأسها إتحاد الكرة نفسه وفي تسرعه وفي سوء إختياراته وعشوائيته وعدم درايته بمن يكون المدرب الأفضل والأحق بتدريب المنتخب وبعيدا عن أعين الفنيين والمقيمين وذوي الإختصاص في مجال التدريب وأهل الدراية به مما أزم المشكلة وزاد من تداعياتها وخطرها الداهم وتركها في حلقة مفرغة لافائدة ولاطائل منها مادامت القرارات تصدر بهذا الشكل العشوائي والعبثي من دون دراسة أو تخطيط أو نظرة مستقبلية متوخاة!
علي العزابي