في الأول من مايو تبدأ السنة المائية في مدينة غدامس؛ حيث
كان هذا التقليد ساريًا حتى فترة الاربعينيات من القرن الماضي تقريبًا يوجد بالمدينة مكان يسمى «القادووس» يقع في الميدان الرئيس في مكان قصي بمدينة غدامس القديمة «ميدان تصكو»
هذا الميدان الصغير الذي لا تتجاوز مساحته عدة أمتار كان يهيمن على معظم تجارة الصحراء.
في هذا المربع الصغير حجمًا، والكبير تأثيرًا كانت تعقد الصفقات التجارية، وكانت تسّير القوافل ذات الشمال وذات الجنوب، وشرقًا وغربًا، أما يوجد «القادووس».
«القادووس» .. لمن سيتساءل هو الساعة المائية الغدامسية
بهذه الساعة تقاس كميات المياه المصروفة من نبع غسّوف «عين الفرس» للمزارع القديمة .
هذا «القادووس» هو وسيلتنا المثلى لحساب الوقت أيضًا وتحديد مواعيد الصلوات وساعات الليل والنهار
في هذا الركن الصغير كان يقبعُ رجلٌ نسميه «القدّاس» أيّ الحاسوب بلغة العصر.
وظيفته حصر كميات المياه، وتوزيعها على مستحقيها حسبما هو مرسومٌ في دفاتر نبع «غسوف» لا يزيد نقطة لأحد ولا ينقص منه نقطة .
في هذا اليوم يحق للأهالي شراء، وبيع وإجار حصص المياه
في هذا اليوم تفتح الدفاتر، ويتم تعديل الحصص حسب التحديث الذي طرأ عليها خلال عام كامل.
في هذا اليوم يعقد المزاد السنوي لبيع حصص الماء يشارك فيه كل راغب في امتلاك حصة ماء رجلاً كان أم امرأة
إنه عيد كبير فقط عليكَ أن تطلق لخيالك العنان وتتخيل .
منذ ازيد من عشرة أعوام استحدث طقس الاحتفال بهذا اليوم بشكل دوري تفاعلي من الأهالي.
جمعية )اينير( للتراث احيتْ هذا اليوم بنجاح منقطع النظير
في هذا اليوم تعود الحياة لمدينة غدامس القديمة
اليوم المدينة القديمة ملكٌ خالصٌ للنساء، والأطفال فقط
الجميع يتسابق للمشاركة في هذا العيد.
لوحات تراثية بديعة تقام في هذا اليوم في ميادين المدينة المختفة.
سينعم الأطفال ما حرمنا منه نحن عندما كنا أطفالاً
اعتقد أنّ وجبة الملوخية الشهية ستفوح رائحتها في كل أزقة المدينة وسيتلذذ الجميعُ بالتهامها .
ستستمتع النساء ببهجة هذا اليوم كثيرًا
غدًا هو اليوم المخصص للرجال .. لن يتحدثوا عن «ريال مدريد» ولا عن «اليوفي»، ولا عن تمريرات «كروس» القاتلة.
غدًا الجميع سيتحدث عن تاريخه، وحضارته، وتقاليده، وعاداته
غدًا عيدنا الحقيقي.