التقيتُ صباحَ هذا اليوم مع صديقي، حيّاني وحييته، تعانقنا كعادتنا، وبادرني مباشرة بالاستفسار عن أحوالي وأحوال البلاد، وعندما تلكأتُ وقد ظهر هذا بوضوح على محيّاي حتى استطرد موجهًا كلامه ليَّ :
قل ليَّ أي شيء يفرحني، أكذبْ عليّ حتى كذبة بيضاء، أنا مستعد أن أصدقها، واتفاعل معها واتفاءل بها، وتبعث فيّ السرور رغم أني أعلم يقيناً أنها بشرى غير صادقة .. فقل ليَّ بشراك يا صديقي على وجه السرعة ولا تتردَّد .. افتعل حكاية تطمئنني بها، خمَّنتُ على عجل فيما يقول صديقي،وانبرأتُ بالقول:- أبناء بلادي بين يوم وليلة قد نسوا أحقادهم، وآثروا مصلحة بلادهم عن أي مصلحة، واتفقوا على التصالح والتسامح، وتمكنوا من تغيير قدرهم، وعفوا جميعًا عما سلف وكأن لم يكن، وستتحسن الأوضاع عما قريب، ويتعافى الوطن من أوجاعه وأسقامه، فتهلَّلتْ أساريره، وارتسمتْ ابتسامةٌ عرضيةٌ ملأتْ وجهه، وانقض عليّ حاضنًا حتى كاد ان يصدقني..