الاولىالرئيسيةتحقيقاتليبيامتابعاتمقابلات

الدكتور أسامة الساكت: مدير مستشفى الخمس التعليمي.. كلنا أمل أن يكون النصف الأول من العام الحالي بداية لإنشاء مركز لأورام الخمس

 

أجرت اللقاءات / سالمة عطيوة

قبل البحث عن العلاج لابد لنا من البحث عن الأسباب؛ ولكن الآن لسنا بصدّد فتح مسار آخر، هذا ملف الأورام بالخمس الذي تتفاقم  نسبة الاصابات حسبما ورد من بعض الأهالي والاختصاصيين  لهذا أنشئت اللجنة التأسيسية لمركز أورام الخمس عام 2018 تم تشكيل اللجنة التأسسية كمركز الخمس للأورام لجنة علمية تكونت من 6 أعضاء ورئيس وتم مخاطبة المجلس البلدي وكذلك وزارة الصحة عام 2019 م و ما بين المراجعات وعديد  المراسلات  لوزارة الصحة  مازالت الإجراءات قائمة ولا جديد في هذا الملف المهم والذي يخدم شريحة ظلت تعاني الأمرين من أجل الحصول على علاج داخل الوطن وخارجه . وظل هذا الملف عالقاً بين دهاليز الأوراق وروتينية الإجراءات.

لتوضيح هذا الملف الشائك حاولنا خلال بحثنا أن نلتقي بعدة أطراف البداية كانت مع شخصيات من مدينة الخمس والتي هي لب الموضوع وبعد اتصالات وانتظارات تحصلنا على الدكتور : أسامة الساكت: مدير مستشفى الخمس التعليمي .

دكتور لو تعطينا فكرة عن ملف مرض الأورام ؟

نظرًا لكثرة انتشار مرض الأورام في مدينة الخمس والمدن التي حولها فقد لاحظ الأطباء الانتشار وكما هو معروف فإن وسائل العلاج والتشخيص بعض منها يوجد في ليبيا وبعضها الآخر غير متوفر ولهذا كان لابد من وجود مركز للأورام بالمدينة لتشخيص الحالات خاصة عملية الكشف المبكر عن الحالات المرضية بالاضافة إلى عملية بداية تلقي العلاج؛ وكذلك متابعة الحالات بعد رجوعها من رحلة العلاج بالخارج.

كيف كانت بداية إنشاء مركز للأورام؟

تنادى بعض الأهالي وتم طرح الموضوع على المجلس البلدي الخمس كان هذا في عام 2018م فقام المجلس البلدي بتشكيل لجنة تأسسسية لمركز أورام الخمس وتم منح الإذن بالبحث عن مكان مناسب وتجهيز الإجراءات الأولية لاعتماد المركز واستمرت اللجنة مدة سنة بعد أن تحصلت على مبنى مناسب والذي كان سابقًا فندقًا جامعياً المبنى يضم 103 غرف مزودة بدورات مياه المبنى كان مناسباً جداً؛ وهذا بشهادة الكثير من الأطباء الذين زاروا المكان وتم التحصل عليه 2019م بدأت اللجنة في عام 2019

ولكن اللجنة واجهتها عديد الصعوبات في اعتماد المركز.

 ما هي الصعوبات التي واجهتْ اللجنة ؟

الأخوة في وزارة الصحة كل مدة يطلبون مسوغات للاعتماد فقد طلبوا بوضع  كادر  الطبي الذي  سيقوم بالعمل في المركز وتم تزويدهم بكادر بعدد 13 اختصاصياً بينهم 2 اختصاصيا أورام و11 اختصاصي جراحة أورام من بينها تخصصات مختلفة ولكن للاسف المساعي كانت فاشلة واستمرت الجهود متوقفة خاصة بعد جائحة كورونا.

هل توقف العمل خلال هذه الفترة ؟

حاولنا من مدة سنة ونصف السنة البدء في حملات توعية عبر المؤتمرات العلمية .. كما خصصنا يوماً علمياً لمرض سرطان الثدي ودورة للطبيبات في مجال الكشف المبكر عن هذا المرض بالاضافة إلى متابعة الحالات وكانت الفكرة أن نقوم بافتتاح عيادة لمتابعة حالات سرطان الثدي حيث كان عدد الأطباء من العنصر النسائي حوالي 17 دكتورة فأقمنا يوماً علمياً آخر عن حالات التشخيص حتى مرحلة العلاج وبعد انتشار الجائحة حدث جمود لأعمال اللجنة بالكامل .

بعد هذا التوقف أين وصلت أعمال اللجنة ؟

مؤخرًا اجتمعت اللجنة العلمية للمركز وتم اقتراح أن يتم البدء في انشاء قسم أورام بمستشفى الخمس التعليمي ونحاول تنظيم العمل وتوحيد الجهود لافتتاح القسم.

 دكتور هل توجد احصائيات بأعداد الحالات

في المدينة؟

إحدى المشكلات التي تواجهنا هي عدم وجود احصاء طبي للحالات والاجابة عن السؤال صعب ولا نستطيع أن نعطي أرقاماً واضحة وصحيحة .. الاعداد تعد كبيرة ولكن نظراً لعدم وجود مركز للأورام بالمدينة والذي هو بدوره سيقوم بتسجيل الحالات وحاليا صعب أن نحدد الحالات بالارقام ونوعية المرض والانتشار الجغرافي للحالات.

ماذا سيقدم المركز بالاضافة إلى تسجيل وحصر الحالات ؟

حقيقةً نسعى لوضع برنامج  للمركز  لأنه سيقدم استفادة لكثير من المرضى واختصار المسافات، المركز سيكون لديه كوادر طبية ليبية مع الاستعانة باطباء اختصاصيين من الخارج سواء أكان بالحضور من خلال الزيارات أو التواصل عن بُعد لمتابعة الحالات.

دكتور ما هي الخطوة القادمة؟

نأمل خلال النصف الأول من هذا العام 2022م أن تكون بداية تكوين نواة المركز أما الخطة الحالية فهي البداية بالعيادات التشخيصية، والكشف المبكر وعيادات متابعة للحالات كما نعد لخطة تدريب لعناصر التمريض للتعامل مع الحالات بالاضافة الى دورات تدريبية للاطباء وذلك للرفع من كفاءتهم وتعزيز فريق العمل بالتواصل مع أطباء من خارج ليبيا.

هل يعد القسم بعد افتتاحة كافياً لاستيعاب الحالات وعلاجها ؟

القسم في المرحلة الأولى سيكتفي باستقبال حالات الكشف والمتابعة والكشف المبكر على الحالات، ثم كمرحلة ثانية البدء في العلاج الكيماوي وأخيراً  إيواء الحالات.

كما ألتقينا بالأستاذ إبراهيم كريمة المكلف بالعلاقات العامة لمركز الخمس للأورام.

لماذا أسست اللجنة الخاصة كمركز الاورام الخمس؟

اللجنة أسست من أجل رفع المعاناة عن مرضى الاورام بالبلدية، مرض الاورام منتشرٌ داخل البلدية بشكل لافت حيث  يوجد في معظم العائلات مريض أو مريضان مصاب بالاورام يومياً نتلقى مكالمات عن اصابات جديدة تحتاج للمساعدة .

أستاذ حدثنا عن معاناة المرضى ؟

معاناة المرضى كبيرة جدًا ويعتمد المرضى على المعهد القومي للأورام مصراته والمعهد معتمد اصلاً على التجار  والمنطقة الحرة والمريض يعاني من التعب وتنطلق رحلة العلاج مبكراً لتوجه إلى مصراته وبينهم مرض نساء واطفال يظلون ينتظرون لساعات طويلة نظرًا للازدحام واحيانا يصل الدور لمريض العلاج الاشعاعي لساعات متأخرة.

كيف جرت الأمورفيما

يخص التأسيس ؟

اتجهنا للشؤون الصحية الخمس بعد المجلس البلدي ثم مراسلة وزارة الصحة وتم تحديد موقع المشروع جلسنا مع مدير مكتب وزارة الثقافة الذي رد علينا بالايجاب وتم تخصيص مقر براعم الخمس وتمت الإجراءات اللازمة في مقر براعم الخمس؛ وتم تقديم الملف لوزارة الصحة لدى المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق سابقاً؛ وكذلك البرنامج الوطني لمكافحة السرطان مع الدكتور اسماعيل  سيالة  وجاء فريق لمعاينة الموقع وكان الرد أن الموقع يقع على البحر ولا يصلح بان يكون مركزًا لعلاج الأورام .. تم اختيار مكان آخر وهو الفندق الجامعي وتم تقييم المكان من قبل  فريق من وزارة الصحة والدكتور إسماعيل  سيالة وكان الرد بالموافقة على المكان .. وقعتْ  اتفاقية مع  الدكتور شكري الدبار مدير الجامعة الذي كان متعاوناً مع اللجنة .

تم ابرام العقد مع الجامعة وتقدمنا بها إلى وزارة الصحة مع رسالة المجلس البلدي وصلت الامور إلى هنا وظلت المساعي عن طريق العلاقات الشخصية.

اللجنة العلمية أسست والتي تضم نخبة من الأطباء المحليين وذلك لتوطين العلاج بالداخل لان المرضى تعبوا من عناء السفر .. وتم تكليفي من المجلس البلدي بمتابعة الملف كمندوب لمتابعة المرضى  في تونس وعملنا من أجل مساعدتهم الامر صعب أن تساعد المريض ماديا ومنهم المحتاج ولا يستطيع تغطية تكاليف العلاج.

أين وصلت الإجراءات بالخصوص؟

مازالت عبارة عن مراسلات وملف مركون على الرف التقينا رئيس حكومة الوحدة الوطنية السيد عبد الحميد دبيبة يوم 26/5/2021 م وتم تحويل الملف للسيد عادل جمعة وإلى مدير مكتب شؤون الدولة وتم مراجعة وزارة الصحة ولم يتم الرد وكذلك ذهبنا إلى المهندس رمضان ابو جناح وتم شرح التفاصيل وتم تحويل رسالة ولم يتم الرد الى الآن.

هل لديكم احصائيات بأعداد المرضى؟

مازال العمل على إجراء احصائية ولدينا برنامج مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإجراء حصر والوزيرة مشكورة لتقديمها المساعدات والعمل جارٍ لمساعدة المرضى من حسابنا الخاص ولا نستطيع إجراء احصائية ولا نستطيع طلب ميزانية لاجرائها .. وبالاضافة أن المريض غير متعاون معنا بحكم حالاته النفسية نشكر المجلس البلدي وثقته في أعمالنا .. نختم بقولي إن المريض يريد العلاج بالداخل لأن مرضى الاورام مازالوا يعانون في الخارج وبعض أسرهم يضطرون للعمل لسد احتياجتهم.

من جهتها قالت السيدة : مني هدية عضو المجلس البلدي الخمس :

فعلاً البلدية محتاجة لمركز أورام باعتبار البلدية منطقة وسطى ونسبة الاصابات تعد الاكبر من المناطق الاخرى لهذا تم تأسيس اللجنة يوجد مستشفى اورام مصراته وهو قريب نوعاً ما ولكن نحن نفكر في وضع يريح المريض لهذا فكرنا بشكل سريع بافتتاح قسم الاورام بمستشفى.

هل يعد القسم كافياً لاستيعاب الحالات وعلاجها ؟

لا اعتقد أن القسم سيكون كافياً بدليل الازدحام على مستشفى مصراته للأورام لأن معظم الحالات من المنطقة الوسطى.

هل أجريتم إحصائيات بذلك؟

حاولنا إجراء احصائية لمرضى الأورام داخل البلدية وجدنا أن الاعداد كبيرة خصوصاً في اورام النساء ورم سرطان الثدي. ويعد سرطان الثدي الاكثر شيوعاً فكل حملة تقام داخل البلدية نكتشف بها عينات مصابة بسرطان الثدي وطبعا التقييم  النهائي يظل أصيلاً  لوزارة الصحة وليس البلدية لكننا نطالب بفتح واعتماد قسم الاورام بالمستشفى التعليمي ليكون فعالاً في تخفيف معاناة المريض لحين توافق وزارة الصحة على افتتاح مركز الأورام بالخمس وبشكل استثماري داخل البلدية.

يروي أحد المرضى معاناته  وحالته الصحية والمادية :

أنا المواطن M F B

من قبل عام 2016 كنتُ أُعاني من الصداع النصفي في الجانب الأيسر بشكل خاص، وكان الوجع تقريباً بشكل يومي لدرجة أن جميع أنواع المسكنات لا تعطي مفعولها لزوال الوجع بالصدفة في يوم اصابتني تشنجات صرعية قوية لدرجة فقدان الوعي؛ بعدها نصحوني بأن اعرض نفسي على طبيب اختصاصي في المخ و الاعصاب، ذهبتُ للطبيب و أجرى ليَّ الفحوصات وقال يجب أن اقوم بعمل صور على جهاز الرنين المغناطيسي ثم احضرها له .

فعلتُ ذلك على الرغم من أن تكلفة صورة الرنين كانت مكلفة جدًا عليَّ لأنني من إحدى العائلات النازحة في البلاد.

اتضح في صور الرنين أن في دماغي يوجد ورمٌ كبير الحجم مساحته تغطي أكثر من نصف الجانب الأيمن من الرأس على الرغم من أن الورم من النَّوع الحميد ولكن بسبب كبر حجمه قال الاختصاصي إنه يجب عليك استئصاله في أسرع وقت .. ذهبتُ إلى المستشفيات العامة، ولكن أغلب الأطباء في المستشفيات العامة كانوا خريجين جدَّد، والأطباء ذوو الكفاءة والخبرة في المصحات والعيادات الخاصة.

اتجهتُ لوزارة الصحة لكي تتكفل بعلاجي في إحدى المصحات الخاصة، ولكن كانت المشكلة في أن هذه المصحات ثقتهم ضعيفة في مصداقية وزارة الصحة لتغطية تكاليف العملية من عدمها، وكل المصحات يقولون إن لدينا الكثير من الحالات الذين تم علاجهم ولم نستلم درهمًا حتى الآن من الوزارة.. كانت العملية تكلفتها ستون ألف دينار ليبي .

أُصبتُ بالاحباط و اليأس النفسي بسبب حجم المبلغ الكبير مقارنةً بوضعي المادي الصغير والضعيف .. الحمدلله على كل حال.

بالصدفة التقيتُ مع مَّمرضة قالت ليَّ أنا اعرف دكتور جراح ممتاز وسيساعدكم في تكاليف العملية .. ألتقيتُ مع الدكتور الذي كان بصراحة رجلاً قل نظيره في زماننا هذا واسمه الدكتور عادل الرويمي.. بجد دكتور باسم الله ماشاء الله على أسلوبه و تواضعه .

بعد أن رويتُ له قصتي؛ قال ليَّ : أنا اقوم بعمل العملية لكَ بخمسة عشر الف فقط .. وعمل العملية فعلا جزاه اللهُ خيرًا، وكانت التكلفة مع مستحقات المصحة تساوي إجمالا عشرين ألف دينار ليبي .

استلفتُ المبلغ من قريبي وأجريتُ العملية والحمدلله نجحتْ ولكن لم يستطع الدكتور ازالة الورم بأكمله بسبب ضعف الأجهزة الموجودة وبسبب مكان قاعدة الورم كان يلتصق بالغشاء السحائي وكان المكان قاتلاً إذا لمسته اليد البشرية.

العملية كانت في سنة 2017، مع ضعف الحالة المادية عانيتُ من غلاء الأدوية التى كان من المفترض أن اشتريها وتكون أصلية، ولكنَّني اضطرَّرتْ أن اشتريها مقلدة بسبَّب غلاء الدواء الأصلي.

بعد ستة أشهر على إجراء العملية رجعتْ ليَّ اعراض التشنجات الصرعية من جديد بسبب أن الورم ايضا عاد للنمو من جديد.

طلب الدكتور صور رنين حديثة و وجد أنه يجب أن اقوم بعمل عملية جراحية أخرى ومن الضروري أن تكون خارج ليبيا لأن استئصال الورم بشكل كامل يجب إجراؤها على جهاز اسمه (جاما نايف).. وهذا الجهاز لا يوجد في ليبيا اساساً.

أحبابي نصحوني بأن اقوم بتقديم طلب لوزارة الصحة لعل الحظ يحالفني واحصل على ايفاد للعلاج خارج البلاد على نفقة المجتمع الذي يفترض أن اكون أنا ايضا أحد ابنائه.. فقمتُ بتجميع أوراقي وصوري وملفاتي وذهبتُ إلى وزارة الصحة وقدمت ملفاتي وكل المتطلبات التى طلبوها وها أنا انتظر الموافقة .. انتظاري لم يكن انتظار يوم أو يومين أو حتى شهر أو شهرين، انتظاري كان منذ سنة 2018 الى سنة 2019 ومع ذلك لم يحدث أي تقدم في الطلب الذي قدمته .. وأنا طيلة تلك السنة أعاني من التشنجات الصرعية وفقدان الوعي الذي بدأ في الإزدياد يوماً بعد يوم.أقسم بالله العظيم كنتُ في كل مرة تأتي لي نوبة التشنج كمن يشعر بسكرات الموت، وتشنجي الصرعي كان مثل حركات الكبش عند ذبحه ويفكون قيد وثاقه قبل أن تخرج روحه أكرمنا وأكرمكم الله سبحانه.

ذهبتُ ذات يوم إلى وزارة الصحة لكي اراجع عن ملفاتي على الرغم من انني كنتُ في قمة اليأس، بالصدفة التقيتُ في الوزارة بشاب بصراحة نسيتُ اسمه ولكن اذكر انه من مدينة سرت هكذا قال لي، سألني ما مشكلتك، فقصصتها عليه .. فقال لي ليستْ مشكلة، فأنا الدكتور فلان مدير شؤون المرضى للعلاج بالخارج .. هنا إبتسمتُ، وشعرتُ أن الحظ ابتسم ليّ ايضا والحمدلله والشكر له .

كان معي ملفٌ آخر جاهز غير الذي قدمته من قبل لوزارة الصحة، واخذ مني اوراقي و بدأ يتفحصها و ارجع لي اكثر من نصفها، قلتُ له إن هذه الأوراق قالوا ليَّ مطلوبة ومهمة، اجابني بأن لا هذه ليست مطلوبة ابدأ وغداً إن شاء الله ستجد رسالة سفرك جاهزة .

قدم ليَّ رقمه الشخصي وبصراحة كان أسلوبه راقياً جداً لدرجة الصدمة بصراحة، لم يسألني من أين أنتَ؟ ، أو مَنْ أبوك؟، او حتى من الذي ارسلك لأخدمك .

اقسم بالله تعامله كان لله وانا سألتُ عنه وعلمتُ أن تعامله هكذا مع الكل وبتزكية من الكثيرين، بجد كان انساناً باسم الله ما شاء الله.

اتصلتُ به في اليوم الثاني وبالفعل رد عليَّ ولم يتأخر في الرد وقال لي تفضل رسالتك جاهزة وهي إلى تركيا إن شاء الله.

قبل أن استلم رسالتي سألتُ الكثير من النَّاس (دكاترة وعوام وأصحاب تجارب) في العلاج خارج البلاد عن الافضلية لعلاج الورم الذي في رأسي، فكان رد فعل الأغلبية بأن تركيا تصلح للسياحة فقط؛ و اقتنعتُ بصراحة.

عدتُ للوزارة لتغيير وجهة الرسالة وذهبتُ لمكتب مدير شؤون المرضى والعلاج في الخارج، وهنا كانت الصدمة بصراحة، وجدتُ أن الدكتور السابق قد تم إقالته و وضعوا مكانه شخصاً آخر، وهكذا بدأتُ من نقطة الصفر من سنة 2019 الى سنة 2021 وانا كمن يدور في دوامة بسبَّب موضوع تغيير الوجهة فقط.

إلى أن إلتقيتُ مع شاب واعلمته بالذي حدث معي، فقال لي انا اعرف شخصاً في الوزارة وإن شاء الله سيقف معنا، وبالفعل وقف معنا الشاب وقال لي أين تريد تغيير الوجهة، قلتُ أريد الأردن لأنها تعد الافضل في ازالت الأورام بعد أوروبا .

فقال لي الخيارات محدودة وهي (تونس ومصر و تركيا) فقط .

توكلتُ على الله واخترتُ مصر.

طبعا انصدمتُ في أن الدولة قد قامت بتغيير بعض الامتيازات التى من المفترض انها من حق المواطن من المدخول النفطي للدولة، فقد تم إلغاء التالي:

– تم إلغاء الاهتمام باستقبال المريض في المطار من قبل الملحق الصحي لإتمام إجراءاته مع الدولة المضيفة.

– تم إلغاء إدراج المرافق مع المريض.

– تم إلغاء توفير سكن صحي للمريض في البلاد الغريبة.

– تم إلغاء المنحة الأسبوعية للمريض والمرافق من أجل الأكل والشرب .

– تم إلغاء التكفل بمصاريف الدواء المذكور في وصفة المريض بعد الخروج من المصحة .

عموماً

بفضل من الله سبحانه لأنه سخر لي النَّاس أبناء التربية البيتية الأصلية ماشاءالله تبارك الله  عليهم الحق وقفوا معاي في محنتي المادية والمعنوية جزاهم الله خيراً .

والحمدلله والشكر له تم سفري أنا و مرافقي العزيز على قلبي إلى مصر .

عند وصولنا الى مصر بصراحة تعبنا من ناحية الحصول على السكن المناسب لحالتي الصحية والمادية في الوقت نفسه.

و تعبنا كثيراً حتى تم قبل ملفي في الملحقية على الرغم من أن كل اوراقي سليمة وصحيحة .

بعد ثلاثة أشهر من التعب الشديد لي بسبب حالتي التي كانت تسوء كل يوم اسوأ من الذي قبله ، ومن التعب الشديد و المشاحنات العنيفة التي تعرض لها مرافقي لكي يتم إجراءات الملف و توجيهه لإحدى المصحات لإجراء عمليتي فيها .

بعد ثلاثة اشهر وبفضل من الله و وقوف أناس أخرى كان منهم من الملحقية ومن السفارة الليبية في مصر، وقفوا معي وهم لا يعرفوني اساساً جزاهم اللهُ خيراً من مثل :

* الدكتور محمد سويكر .. الملحقية .

* الشارف الورفلي .. الملحقية .

* منصور العويتي .. السفارة.

* فتحي المليان .. السفارة.

بجد ألف تحية خاصة لأصحاب هذه الاسماء .

تم توجيهي للمصحة وحدد موعد العملية و تم إجراء العملية و الحمدلله نجحت .

ولكن الدكتور وصف ليَّ بأنه يجب عليّ إجراء جلسات إشعاعية للقضاء على الجزيئات الورمية الدقيقة ولضمان عدم رجوع الورم من جديد.

ولكن للأسف عدنا للمشكلة نفسها مع الملحقية وإلى الآن لم يتم إجراء الاشعاع لي وقد تجاوزت من المدة الشهرين و نصف الشهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى