فكرنا كثيرًا .. كيف سنقدم مادة مختلفة في إصداراتنا الرمضانية؟ والتي شاء حظنا أن تكون خمسة بدل أربعة بحسابات كل شهر ، فقد ناسب صدورنا الأول الاثنين موسم بداية رمضان، تناولنا في )رمضانيات 1(كيف ظلمنا أنفسنا حين حوَّلنا شهر الرحمن من عبادة إلى عادة .. عُدنا في العدد التالي
)رمضانيات 2( جعلنا موضوع الأسعار وجنونها وشجع التجار والقرارات الاقتصادية والبنكية الخاطئة لدولتنا البائسة والتي نتج عنها تغولُ الدولار وما تلاه من جحيم يعيشه الليبي كل يوم من هذا الشهر، جعلنا كل هذا قضيتنا .. في )رمضانيات 3( تناولنا رمضان والهوية في ليبيا، وكيف صار غريبًا بيننا لا انتماء له، ولا أوراق رسمية، صار بلا نكهة ليبية في كل شيء ، حتى صفرتنا القديمة والتي كانت تجمعنا كل مدفع أفطار أصبحت «قص لصق»، ونسخ مما ينشر على السوشيال ميديا )تيك توك وانستغرام وريلز(، والحبل ع الجرار .
وفي)رمضانيات 4( ارتأينا الاحتفاء بمشروع «ليالي المدينة القديمة» ومنشطه الفني، والثقافي الذي نجح في كسر الحواجز بين النخبة المثقفة، والناس ما يعد الانجاز الأهم وكذلك عرجنا على المنجز المرئي بالتلفزيون الذي هو الآخر لا)صنة لابنة( اللهم إلا ما ندر .
وكان يفترض أن يكون )رمضانيات 5( آخر اجتهادنا نحو الأفضل في تغطية كل ما هو معني بالشهر الكريم في بلادنا .. وموضوعه العيد وكل ما يتعلق به من موضوع الهوية والذي جعلناها مرتكزنا الرئيس في الملفات الخمسة ولازمة أصدارنا .. مرورًا بالليبي صاحب الأولاد وكيف يقف بالركن محصورًا من رهاب التجار و
)كوزا نوسترا الأموال(.
كل عام .. وموضوع الهوية وخصوصيتنا كليبيين خلال هذا الشهر الفضيل والتي )بأيدينا وليست بيد أم عمر( تسرق منا جهاراً نهاراً ، وهنا ليس المسؤول وحده المعني لكنه شريك ومتهم أيضًا، فكلنا يجب أن نقف في وجه هذا التشويه للشخصية الليبية المميزة عبر التاريخ، ويجب أن نقف في وجه عملية تدجين الشعب الليبي وإعادة تدويره على شكل هنود أو صينيين أو إنسان ما قبل التاريخ، المهم أي شي آخر غير كوننا ليبيين .
نعم كان يفترض أن نقفل بخمسة أعداد لكننا نعود بإصدار سادس وخاص ولنعمل والليبيين كلهم بعطلة عيد، نعود ليس للتكرار فالقلق هو ما يجمعنا كهيئة تحرير، لكن حين يكون التكرار واجبًا، خاصة عندما يكون معنيًا بقضية أو ملف يناقش حياة الليبي وهمومه وسبق وفتحناه ولم يستوفي الاجابات حوله هنا يتوجب علينا أن نتوقف ونكرر الأسئلة .. وهنا الامر لا يعيبنا بل على العكس تمامًا يميزنا ويرتقي بنا وبعملنا .
هذه ليست أول مرة نصدر صحفيًا وموضوعاتنا معنية بالليبي ومشكلاته بالشهر الفضيل لكن الفاجعة اكتشافنا ليس أن المشكلات لا زالت قائمة وتتكرر كل عام فقط، ولكنها من مشكلات تحولت إلى فواجع وأورام وداء لا علاج له .. فما شكونا منه العام الماضي لسعره مثلاً، وجدنا سعره قد تضاعف ومرتين هذا العام وقس على هذا المنوال في كل شيء …