رأي

لماذا السادس؟!

المحرر المسؤول / عبدالسلام الفقهي / زكريا العنقودي

‭ ‬فكرنا‭ ‬كثيرًا‭ ..   ‬كيف‭ ‬سنقدم‭ ‬مادة‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬إصداراتنا‭ ‬الرمضانية؟‭ ‬والتي‭ ‬شاء‭ ‬حظنا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خمسة‭ ‬بدل‭  ‬أربعة‭  ‬بحسابات‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬ناسب‭ ‬صدورنا‭ ‬الأول‭ ‬الاثنين‭ ‬موسم‭ ‬بداية‭  ‬رمضان،‭ ‬تناولنا‭ ‬في‭ )‬رمضانيات‭ ‬1‭(‬كيف‭ ‬ظلمنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬حين‭ ‬حوَّلنا‭ ‬شهر‭ ‬الرحمن‭ ‬من‭ ‬عبادة‭ ‬إلى‭ ‬عادة‭ .. ‬عُدنا‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬التالي‭ ‬

‭)‬رمضانيات‭ ‬2‭( ‬جعلنا‭ ‬موضوع‭ ‬الأسعار‭ ‬وجنونها‭ ‬وشجع‭ ‬التجار‭ ‬والقرارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبنكية‭ ‬الخاطئة‭ ‬لدولتنا‭ ‬البائسة‭ ‬والتي‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬تغولُ‭ ‬الدولار‭ ‬وما‭ ‬تلاه‭ ‬من‭ ‬جحيم‭ ‬يعيشه‭ ‬الليبي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬جعلنا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬قضيتنا‭  .. ‬في‭ )‬رمضانيات‭ ‬3‭( ‬تناولنا‭ ‬رمضان‭ ‬والهوية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وكيف‭ ‬صار‭ ‬غريبًا‭ ‬بيننا‭ ‬لا‭ ‬انتماء‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬أوراق‭ ‬رسمية،‭ ‬صار‭ ‬بلا‭ ‬نكهة‭ ‬ليبية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬صفرتنا‭ ‬القديمة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تجمعنا‭ ‬كل‭ ‬مدفع‭ ‬أفطار‭ ‬أصبحت‭  ‬‮«‬قص‭ ‬لصق‮»‬،‭ ‬ونسخ‭ ‬مما‭ ‬ينشر‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ )‬تيك‭ ‬توك‭ ‬وانستغرام‭ ‬وريلز‭(‬،‭ ‬والحبل‭ ‬ع‭ ‬الجرار‭ .‬

  ‬وفي‭)‬رمضانيات‭ ‬4‭( ‬ارتأينا‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بمشروع‭ ‬‮«‬ليالي‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‮»‬‭ ‬ومنشطه‭ ‬الفني،‭ ‬والثقافي‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭  ‬في‭ ‬كسر‭ ‬الحواجز‭ ‬بين‭ ‬النخبة‭ ‬المثقفة،‭ ‬والناس‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬الانجاز‭ ‬الأهم‭   ‬وكذلك‭ ‬عرجنا‭ ‬على‭ ‬المنجز‭ ‬المرئي‭ ‬بالتلفزيون‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬لا‭)‬صنة‭ ‬لابنة‭( ‬اللهم‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬ندر‭ .‬

وكان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭  )‬رمضانيات‭ ‬5‭( ‬آخر‭ ‬اجتهادنا‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معني‭ ‬بالشهر‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ .. ‬وموضوعه‭ ‬العيد‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬موضوع‭ ‬الهوية‭ ‬والذي‭ ‬جعلناها‭ ‬مرتكزنا‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬الملفات‭ ‬الخمسة‭ ‬ولازمة‭ ‬أصدارنا‭ .. ‬مرورًا‭ ‬بالليبي‭ ‬صاحب‭ ‬الأولاد‭ ‬وكيف‭ ‬يقف‭ ‬بالركن‭ ‬محصورًا‭ ‬من‭ ‬رهاب‭ ‬التجار‭ ‬و

‭)‬كوزا‭ ‬نوسترا‭ ‬الأموال‭(.‬

كل‭ ‬عام‭ .. ‬وموضوع‭ ‬الهوية‭ ‬وخصوصيتنا‭ ‬كليبيين‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬والتي‭ )‬بأيدينا‭ ‬وليست‭ ‬بيد‭ ‬أم‭ ‬عمر‭( ‬تسرق‭ ‬منا‭ ‬جهاراً‭ ‬نهاراً‭ ‬،‭ ‬وهنا‭ ‬ليس‭ ‬المسؤول‭ ‬وحده‭ ‬المعني‭  ‬لكنه‭ ‬شريك‭ ‬ومتهم‭ ‬أيضًا،‭ ‬فكلنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬التشويه‭ ‬للشخصية‭ ‬الليبية‭ ‬المميزة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬عملية‭ ‬تدجين‭  ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬وإعادة‭ ‬تدويره‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬هنود‭ ‬أو‭ ‬صينيين‭ ‬أو‭ ‬إنسان‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬التاريخ،‭ ‬المهم‭  ‬أي‭ ‬شي‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬كوننا‭ ‬ليبيين‭   .‬

نعم‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬نقفل‭ ‬بخمسة‭ ‬أعداد‭ ‬لكننا‭  ‬نعود‭ ‬بإصدار‭ ‬سادس‭ ‬وخاص‭ ‬ولنعمل‭ ‬والليبيين‭ ‬كلهم‭ ‬بعطلة‭ ‬عيد،‭  ‬نعود‭ ‬ليس‭ ‬للتكرار‭ ‬فالقلق‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجمعنا‭ ‬كهيئة‭ ‬تحرير،‭ ‬لكن‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬التكرار‭ ‬واجبًا،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭  ‬يكون‭ ‬معنيًا‭ ‬بقضية‭ ‬أو‭ ‬ملف‭ ‬يناقش‭ ‬حياة‭ ‬الليبي‭ ‬وهمومه‭ ‬وسبق‭ ‬وفتحناه‭ ‬ولم‭ ‬يستوفي‭ ‬الاجابات‭ ‬حوله‭ ‬هنا‭ ‬يتوجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬ونكرر‭ ‬الأسئلة‭ .. ‬وهنا‭ ‬الامر‭ ‬لا‭ ‬يعيبنا‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬تمامًا‭ ‬يميزنا‭ ‬ويرتقي‭ ‬بنا‭ ‬وبعملنا‭ .‬

هذه‭ ‬ليست‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬نصدر‭ ‬صحفيًا‭  ‬وموضوعاتنا‭ ‬معنية‭ ‬بالليبي‭ ‬ومشكلاته‭ ‬بالشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬لكن‭ ‬الفاجعة‭ ‬اكتشافنا‭ ‬ليس‭ ‬أن‭ ‬المشكلات‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬قائمة‭ ‬وتتكرر‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنها‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬فواجع‭ ‬وأورام‭ ‬وداء‭ ‬لا‭ ‬علاج‭ ‬له‭ .. ‬فما‭ ‬شكونا‭ ‬منه‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬لسعره‭ ‬مثلاً،‭ ‬وجدنا‭ ‬سعره‭ ‬قد‭ ‬تضاعف‭ ‬ومرتين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وقس‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ …‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى