إجتماعيرأي

منى الساحلي تكتب.. بين الغولة وسلال القلوب!!! 

 

مع كل جوله في شوارع مدينه الزهر والحنه صباحاً كان او مساءً وخاصة خلال هذه الايام كفيله بجعلك تنتعش زهواً وسرورا بتلك الاجواء الرمضانيه المفعمه بالروحانيات وبعادات و(اسبار) الطرابلسيه خاصة فيما يخص بالتجهيزات المسبقه لاستقبال عيد الفطر ومع هذا فلسان المواطن البسيط لازال يردد ( ياهارب من الغول يا طايح في سلال القلوب ) فمن غول اسعار المواد الغدائيه التي ازادات بأضعاف مضاعفه قبل شهر رمضان الى سلال القلوب وهم تجار الملابس وخاصة ملابس الاطفال التي تجعلك تقف وكأنك فاقد الوعي امام البائع من هول الارقام المعروضه فهل  يعقل ان يصل قيمة فستان طفله او بدلة طفل صغير الى 300 و400 دينار ليبي مع انا القماش لايكاد يصل الى متران كأقصى تقدير وعلى الرغم من زيادت المرتبات فأننا لم نستطع مواكبة هذا الارتفاع الجنوني لاسعار السوق وخاصة خلال النص الثاني لهذا الشهر الفضيل وبحسبه بسيطه وسريعه فان من لديه اربعه او خمسه اطفال فان راتب شهر كامل سيكون عاجز عن الايفاء بمتطلبات هذا الشهر فمن الغول الى سلال القلوب فعلاً نكاد نفقد انفاسنا التي اثقلتها هذه الأسعار سواء كانت اسعار المواد الغذائيه او ملابس العيد.

وهنا نعود الى ماسبق وذكرناه في العديد من المرات بان الامر بات يحتم تفعيل جهاز الحرس البلدي وجهاز حماية المستهلك هذا ان وجد اصلاً بعد ان بات مجرد اسم على ورق وإلا فلا مناص من ترك الحبل لصغار التجار من باعة ( الطاولات ) و( الفراشه ) لمزاولة نشاطهم الذي يعتبر في مجمله بيع بسعر الجمله وبهامش ربح لا يتعدى الدينار والدينارين بعيداً عن شجع المحلات ذات الاضواء الباهرا والديكورات الحديثة التي يعوضها التجار الكبار من جيوب المواطنين الصغار نهيك على ان هؤلاء الباعه الصغار ( فراشه الطاولات ) الذين تعج بهم معظم شوارع و ( زناقي) مدينة طرابلس وحتى ساعات الفجر الاولى باتو يشكلون مظهراً خاصاً ويضيفون رونقاً مميزاً يشعرك بخاصيه هذا الشهر الفضيل.

ماينقصنا فقط وهوا ما نتمناه ان ينتهي شجع تجار المناسبات والاعياد واستغلالهم لحاجة المواطن البسيط من غذاء وكساء ولنتذكر جيدا بأنه وعلى الرغم من زيادة المرتبات فإن هناك شريحه كبيرة نوعاً ما لاتمتلك راتب اساساً واننا لتونا خرجنا من طاحونة حرب مريرة خلفت العديد من الأرامل والايتام ومعسري الحال لا  يكادون يمتلكون قوت يومهم فمتى سينتهي هذا الاستغلال من قبل التجار لا ادري .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى