رأي

هاشم شليق يكتب حالماً بليبيا

محطة

عندنا النفط والغاز .. ولا نغفل عن أنهما معرضان للتجاذبات الخارجية والحروب العالمية عاجلًا أم آجلًا .. ومن جهة أخرى من المفترض أن تكون هناك سياحة فهي وحدها لها أربعة مقومات قل مثيلها في بلاد وهي (البحر والآثار والجبال والصحراء)..يمكن أن يكون لدينا فائض من الثروة السمكية والحيوانية..والزراعة ولو النخيل والتين والزيتون فقط..

نعلم أن هناك فعلًا وضع للقطار على السكة بإتجاه الخصخصة ودعم المشروعات الصغرى باللامركزية عبر البلديات وتظل الحكومة تقدم خدمات وبنية تحتية على الصعيد العام وترفع يدها تدريجيًا بمرور الزمن؛ فأهل البلدية أدرى بحاجاتهم وفي التطور والبناء فليتنافس المتنافسون..

نعلم أن هناك من يقول ونحترم ونقدر رأيه أو قناعاته طبعًا أن الحروب بين أبناء بلدنا الواحد نجم عنها بضع آلاف الضحايا وهذا يشكل عائقًا أمام المصالحة الوطنية وطي الصفحة دون رجعة..وطبعًا نترحم يوميًا مع شديد الأسف على كل ليبي اريقتْ دماؤه على يد أخيه الليبي وفي نهاية المطاف دون وجه حق سواء هنا أو هناك..

والحمد لله كثيرًا لم يصل الأمر إلى ما حدث لـ(رواندا) عندما قُتل مليون شخص في 100 يوم بسبب حرب أهلية..

ناهيك عن وجود مليون لاجيء داخل بلادهم منذ ثلاثة عقود..

وللعلم عدد سكان (رواندا) اليوم ضعف تعدادنا فقط..فهي غرقت سابقًا في التمييز والكراهية ونزع الصفة الإنسانية بسبب تعدَّد الديانات والأعراق ورغم استقرارها الظاهري مازال بعضهم يطارد بعضهم الآخر..وتظل دائمًا على شفا حفرة من الحرب الداخلية..

رواندا التي تطورت رغم ما حدث أغلب برلمانها الوطني من النساء بعد بوليفيا وكوبا..وهي غير ساحلية أصلًا فلا تمتلك موانيء عكسنا..وتعتمد سياسة التصدير عندها إلى دولة عملاقة واحدة مؤثرة في كل قارة..وركزت على تعليم اللغات الحيَّة للتواصل مع العالم في عصر التقنية والذكاء الاصطناعي..كما قامت بتحسين علاقاتها مع جيرانها لأن اليد الواحدة لا تصفق..

نحن يا سادة أفضل حالًا من رواندا؛ فليس عندنا تعدَّد ديانات ورابطنا الاجتماعي محكم متين..وإن سببت بعض حروبنا المحلية بعض الشرخ السياسي والاجتماعي؛ فحتماً ليس دينيًا..ولم يصل النزاع إلى مستوى التصدع الذي يستحيل رأبه..والكسر في النهاية يمكن جبره..وما حدث وإن كنا نادمين ليس سرطانًا تفشى في جسد الوطن ولم تعد تجدي معه حقن الكيماوي..في ظل العولمة التي احتلت الدول ومازالت تزحف إلى ما لا نهاية..عندنا مستوى ثقافي متشابه وديننا الإسلام الحنيف الداعي إلى الصُلح فيما بيننا..

كل ذلك يمهد الطريق نحو اعتماد مؤسسات الدولة على النَّاس لتنفيذ كل صغيرة وكبيرة..وهذه دون أدنى شك فرصة تاريخية ومناخ بيدنا توفيره..نحن اتينا من سنوات عجاف كلها عبر ودروس لذلك نعرف إلى أين نحن ذاهبون..نعم نحو بناء ليبيا الواحدة الموحدة..تحت مظلة تبادل المصالح مع الشقيق وابن العم والجار والغريب..قد لا تكون ليبيا القمة هي حلمنا اليوم..ولكن لنجعلها باسم الله الغفور الرحيم حلم طفل رضيع مولود للتو يسمع الوطن صراخه..

ونحن سائرون لنلبي نداء هذا الوطن لتحقيق ذلك الحلم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى