رأي

من الواقع.. لعلي العزابي

 

 

تونسة دورينا..ا

لازلنا نتعامل مع أنفسنا بنصف الحقيقة وليس بالحقيقة كاملة وقد نكون مجافين وبعيدين عنها بالمطلق وننظر إليها بمعيار بعيد عن المنطق والعقل في آن وقريب جدا من المباراة والعادة والتقليد ليس إلإ!

في ليبيا عشعشت في أذهان الناس أن الذهاب الي الطبيب الليبي غير مجدي  بالمرة وإن كان أفضل الأطباء علي وجهة الكرة الأرضية ويتمتع بكفاءة عالية يتفوق بها علي غيره  لكنها غضت الطرف عنه وإسبدلته بالجار التونسي وشدت إليه الرحال أينما تعين وكان  ومن كل حدب وصوب..المهم أنه تونسي ولابد من الذهاب إليه!

في كرتنا إنتقلت إليها عدوي البحث عن الطبيب التونسي فتلقفتها أنديتنا  وترجمتها حقيقة ماثلة وواقع معاش في ملاعبنا وبإسراف وتبذير لامثيل له بإستقدامها للسواد الأعظم من المدربين التونسيين من دون تمحيص أو تفحيص في ظاهرة لم تشهد لها ملاعبنا مثيلا عبر تاريخها الطويل!

هؤلاء المدربون الذين نجهلهم وقليل منهم  نعرفهم  وقد نعلمهم  جاءوا إلينا ولم نذهب إليهم   وإنتشروا في دورينا كالنار في الهشيم  وبسرعة البرق ولم يعد ممكننا عدهم  أوحصرهم ولم يقتصر تواجدهم علي مايسمي بالدوري الممتاز بل تعداه الي الدرجة الأولي وربما سيسري علي فرق الدرجة الثانية وحتي الثالثة!!

أكثر من سؤال وأكثر من علامة إستفهام  تربكني   وتتراقص بين عينيي تلح علي في أن أطرحها وبشكل عاجل  ومباشر ودون تردد..ماهي معاييرالجودة التي إتبعتها أندية الدوري الليبي في إستجلاب هؤلاء المدربين؟ وماهي موصفاتهم وكفاءتهم وإنجازاتهم؟ وهل هم الأفضل قيمة من المدربين الوطنيين؟ ولماذا تم التعاقد معهم بهذا العدد وإن كانوا علي قدر كبير من الفهم والدراية والكفاءة بعلم التدريب فلما تخلت عنهم أنديتهم التونسيىة وتركتهم يرحلون عنها ولم تستفد منهم وتستعين بهم في تدريب فرقها التي هي في أمس الحاجة إليهم ومن باب أولي ؟!

هذا التدافع نحو الدوري الليبي من هؤلاء المدربين  يحتاج  الي دراسة  متأنية والي التحلي بالشفافية  المجردة وإظهار حقيقة إستقدامهم بعيدا عن الغموض والسرية التي إكتنفت حضورهم وخلفت من وراءها عدة تساؤلات لازالت تطل برأسها وتسيطر علي المشهد الرياضي برمته وتحاول أن تستوعب هذه الحالة الطارئة التي صدمت الجميع وأصابتهم بالحيرة والذهول  وأربكتهم عن التفكير في إيجاد أيسر الطرق وأقرب الحلول!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى