رأي

نجاح مصدق.. في بلاط صاحبة الجلالة

لم يكن يتوقع مجموعة من الصحفيين الافارقة باجتماعهم في ويندهوك في الثالث من مايو لعام 1991 ان العالم سوف يعتمد يوم  الاجتماع هذايوما عالميا لحرية الصحافة في كل بقاع الارض وان مساعيهم وايمانهم برسالتهم للوصول للحقيقة كان صادقا حتى تعتمده  منظمة الامم المتحدة اليونسكو لجميع صحفيي العالم  الباحثين عن الحقيقة  بالكلمة المكتوبة او الصورة المصورة الثابتة و المتحركة  او الشريط المسجل  لتذكير حكومات وانظمة  بان السلطة الرابعة سلطة حرة وذات قوة تفوق كل السلطات السيادية وان حق الوصول للمعلومة والتقصي في اظهارها حقا مشروعا لا يمكن ان يتم تجاهله او اغفاله او وضع وصاية عليه او تمويله بتبعية حكومية ليكن مأجورا ومنحازا فتتوه الحقيقة وتختفي صورتها ويبتعد الجمهور حد القطيعة لانه لايجد فيها صورة حقيقية لواقعه المعاش تحاكي اوجاعه ومآسيه وومعاناته وتظهر قضاياه بكل شفافية ومهنية بلا محاباة او تكميم او تنصل من المسؤولية

في ليبيا الصحافة ذات طابع خاص واقلامها المهنية  اصحاب صفات مختلفة يقودهم الشغف والعشق لها حدا بعيدا

يعملون بمعاير لا تتوافر في اغلب دول العالم ذات النظم والدساتير والتشريعات التي تمنح في مواد دساتيرها بنودا تدعم حرية الصحافة و توليها جانبا من القوة والسيادة لدرجة تتيح لها قلب انظمة واطاحت سلطات وتغيير وزارات في ليبيا الصحفي فدائي مقاتل في بلاط صاحبة الجلالة يقدم روحه على كفه ليصل للحقيقة لا قانون يحميه ولا نقابة تدافع عنه ولا دولة بانظمة وتشريعات توليه اهمية وتسند دوره

الصحفي الليبي  النزيه في مواجهة حقيقية مع الخطر يخترق حقل الالغام بكلمته يحمل وجعة حد الغصة حينما يعجز عن كشف حقيقة او الوصول لها الساعة لديه زمنها لا حد له ويومه يحال نهارا دائما وموصولا لايام في سبيل اظهار الحدث وتتبعه ثم يأثي العالم بعد كل هذا في مشهدا غير عادل ولا منصف له حين يضع كل جهوده في ديل المؤشرالعالمي  لحرية الصحافة  في الوقت الذي كان الاجدر بالعالم ومنظماته  ان يندهش كيف لصحفيين في دول حروب ومنعدمةالامن والاستقرار وتحت رقابة الحكومات وتبعيتها ان يظلوا صامدين ماضين في رسالتهم قتلى حينا وسجناء ومحتجزين حينا اخر ومختتطفين بلا حماية او حقوق

اسمحوا لي مع كل الوجع في هذا اليوم ان اصفق وارفع القبعة لكل الصحف والمجلات والقنوات الاعلامية مرئية كانت اومسموعة التي انتهجت المصداقية والحياد وحافظت على مهنيتها ومضت في معركتها بلا دروع وقاية فقط رصاصتها الكلمة وهدفها الوصول للحقيقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى