إجتماعي

وين جيران زمان ؟

عواطف الصغير

في السنوات الأخيرة لاقت مراكز التجميل رواجا واسعا وأقبال منقطع النظير وتهافت المئات من الفتيات على هذه المراكز المحقنة والمفلترة لتقلب ماصنعه الله إلى شكل أخر منها مايشبه أفواه الأسماك المنتفخة،وأخرى كأنها عيون الحيوانات وأشكال اخرى ما انزل الله بها من سلطان.

وهنا يجول في خاطري تساؤل وانا كلي حيرة هو كيف سيعرف الشاب المتقدم لخطبة فتاة شكلها السابق وهل ستلد له بعد الزواج طفلا يحمل شكلها الحالي أم السابق ؟ وعليه ربما سيؤول الحال إلى تشابه أشكال النساء . ومن اسباب الوصول الى هوس التجميل لدى بعض الناس، هي عدم الثقة بالنفس، ومراقبة المشاهير، وكذلك التنمر لان المُتَنمَّر عليه يظن انه بعد أجراء عمليات التجميل سيحوز على رضا المتنمرين. ومن اكثر الاسباب شيوعا لاجراء العمليات الجراحية اعادة عقارب الساعة الى الوراء بسبب الخوف من الشيخوخة وعلاماتها مثل التجاعيد وترهل الجسم بصورة غير ملائمة ويطلب اخفاء هذه العلامات ، ومن الأسباب الاخرى التي تجعل الكثير من الناس يسعى لإجراء العمليات الجراحية هو رغبتهم في اجراء تغييرات بسيطة ودقيقة على انفسهم ، حيث يقومون بإحضار صور لجراحي التجميل وهم يسالون عن» شفاه واحدة من المشاهير

ولم تقتصر عمليات التجميل على النساء فقط كانت العلاقات بين الجيران فيما مضى تسودها المحبة والألفة والإحترام، والثقة والوفاء، عاشوا كبيت واحد على الحلوة والمرة،  والسراء والضراء كانت الحياة حينذاك خالية من التعقيدات والمشاكل وسادت بينهم العلاقات الوديه المبنية ع احترام الاخر ومساعدة بعضهم بعض فكان الجار حاضرا مع جيرانه في كل المناسبات سواء كانت الأفراح او الاحزان، وقد نتجت من تلك العلاقات مصاهرة، وصداقات حميمية.

فقدكانت الجاره تهتم بالاطفال الجيران  وكأنهم اطفالها، فكانت تطعمهم وتسقيهم .

وكانت الجاره حينذاك تساعد جارتها في اوقات الحمل،حيث كانت تساعدها في البيت، وغسيل الملابس والصحون،ورعاية اطفالها

وكانوا يتبادلون انواع الاطعمة  والمشروبات وخاصة ايام شهر رمضان المبارك وفى المناسبات الاجتماعية .

كان الجيران أخوة بكل معاني الكلمة،فكان اذا مر شخص غريب في منطقتهم يقومون اهل المنطقة بالسؤال عنه، فإذا كان جوابة مقنعا تركوه، واذا  غير ذالك قاموا بضربه لأنهم يغارون علي بنات منطقتهم.

وكانت استعاره مواد المطبخ منتشرة حينذاك  كالسكر والشاي والملح والخبز والزيت

وعند وفاة احد الجار، يهرع الجيران جميعهم ،فمنهم من يذهب لحفر القبر ، والبعض يحضرون الكفن والنعش ويشاركون في الصلاة على الميت، اما النساء كانت في بيت المتوفي للمساعدة لعده ايام.

هكذا كان جار الامس، جار القيم والمبادئ والألفة والإحترام. 

فأين جار اليوم….من جار الأمس؟

اصيبت العلاقات بالشلل بين الجيران، ولم يعد يشارك جاره في افراحه و احزانه،وانطوى علي نفسة واعتكف الاعتزال  في البيت.

مما أدت هذه العلاقات إلى تجنب أطفالهم باللعب والاختلاط مع أطفال الجيران خوفا من المشاكل.

ولو قام طفل احد الجيران بضرب طفل جيرانهم لقامت الدنيا ولم تقعد،ويحضر فيها الشيوخ والمحاكم  إلى أن ياخذون المسمى بالفصل.

لقد فسدت  علاقات حسن الجوار  وانقطع حبل الموده والإخاء، وأصبحت العلاقات بينهم رسميه وشبه معدومه وكاد لايرى الجار جاره الا في اوقات محدودة .

وبسبب صعوبة الحياة من هموم ومشاكل، انهارت تلك العلاقات  واختفي كل شي، مما جعلت بعض الناس لايجيدون فرصة لتواصل وتعزيز العلاقات  مثلما كانت في الماضي.     عواطف الصغير

حيث يخضعون انفسهم لعمليات شد الوجه وزراعة الشعر وازالة الشعر بالشمع وشفط الدهون.

فاعتراضي الصريح هنا هو ان على الجميع تقبل نفسه كما هي ومحاولة ايجاد مايميز ملامحه الجميلة فالله خلقنا في احسن تقويم ولاداعي للعبث بخلقتنا ، ومن السئ ان تصبح عمليات التجميل هوسا يلغي طبيعة ملامحنا الجميلة التي وهبنا الله اياها .

عواطف الصغير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى