تسطيح.. بقلم الناجي الحربي
قلم : الناجي الحربي
ذات صباح كنت ضمن الحاضرين لندوة بمعرض تونس للكتاب في دورته الثلاثين ، كانت الندوة مخصصة لأدب الصحفي والروائي « الصافي سعيد» الذي تحدث طيلة الساعة عن بطولاته وصولاته وجولاته على عادة كتاب بلادنا ، لكنه أضاف شيئاً جعلني أتوقف كثيرا عنده وهو تنبؤاته في رواياته محاولاً اقناعنا بأن حدسه جاء متطابقاً مع الوقائع التي حدثت في أعقاب القرن الفائت ، وكنت قد اشتريت رواياته الأربعة ، مع العلم أن لديه كتب عن التاريخ والاستراتيجيا والصحافة ، لكن جمال طبعات الروايات وعناوينها المثيرة وأغلفتها البراقة ، جعلتني أقدم على اقتنائها دون النظر إلى ثمنها الباهظ ، في أثناء الندوة تكرم الروائي المبجل بشرح إيماءاته ومقاصد ما كتبه ، وفي كل رواية يؤكد على أنه تنبأ بالإرهاب في الأولى ، و بسقوط بورقيبة في الثانية ، الذي وصفه على أنه بطل روائي وليس بطلاً وطنياً ، وفي الثالثة تنبأ باحداث سبتمبر التي ضربت أمريكا في عقر دارها ، وفي الرابعة تنبأ بالربيع العربي ورحيل زين العابدين بن علي ، وقد ساءني هذا التفصيل المضحك والمخجل لرواياته ، فقد كنت أتمنى أن تكتمل الرواية عند القاريء ولا يتدخل الروائي في شرحها وتوضيح اسقاطاتها ، ليكتشف القاريء ما لم قد يخطر على بال الكاتب من اسقاطات ، بعد الندوة مباشرة توجهت إلى سلة جمع القمامة ورميت الروايات الأربعة بها غير آسف .. إذ تكفل الراوي بسرد الاحداث كما يراها هو لا كما كنت أتمنى أن أقرأ ..