صرخة في وذن الصحة: ولد بلاد.. والعلاج لناس دون ناس
حكاية اليوم ليس من نسج الخيال بل هي من واقع مؤسف فيها من التعاطف والإنسانية الكثير وفيها من الألم والوجع أكثر، وفيها من الواسطة والمحسوبية بين أروقة الوزارات الكثير ولأن الأمر مرتبط بالمرض والعلاج ولا مجال فيه أن أغلب ابن عمي وابن خالي على الغريب إن كان الضمير والوطنية هما شرف المهنة .
هذا الشاب بمجرد أن عرف بأني سأنشر قصته في الجريدة ليصل صوته للمسؤولين جاء من مدينة الزاوية بعد أن استعان بأصدقائه الذين معه خطوة بخطوة وقال لي أحدهم بأن موضوع الملفات أو فلان يبي أوراقه شبعنا منه لأن من 2012 ونحن نجري ولا يوجد شيء فعلي.
هذا الشباب صرف جزءًا من مرحلة شبابه وهو مقعدٌ على كرسي متحرك فسألته أحكيلي قصتك من البداية؟ وماذا حدث معك ؟
اسمي سالم الطاهر عبدالسلام مواليد 1994 من سكان مدينة الزاوية الغرب، بداية حالتي في يوم 10/ 6 / 2012 كنت في زردة على البحر مع الأصدقاء وقفزت (سالطو) بالغلط انغرس رأسي على الجرف فصار معي كسر في الفقرتين الرابعة والخامسة في الرقبة سببلي شلل رباعي دخلت مستشفى اسبيعة قعدت فيه 4 شهور دارولي فيهم 4 عمليات كبرى، منها جبد الفقرات وعملية تثبيت الفقرات، وعندي الرئة اليسار حتى هي تعبت في فترة العلاج، بعدها صارت معي مشاكل في الصدر من البلغم لدرجة انهم دارولي فتحة الرقبة للتنفس وفتحولي القصبة الهوئية وركبولي طوبو لشفط البلغم اللي في الصدر،وهذا كله مصاحب للأدوية ومضادات لكي تنشط الرئة من جديد .
وأضاف سالم بأنه بقي من شهر 6 إلى شهر 10 في المستشفي وقال ركبولي طوبو في الانف للسوائل بعدها مستشفى اسبيعة قالولي ماعادش عندنا حل لحالتك بعد ماداروا اللي عليهم قالولي خوذ جهاز تنظيف الصدر من البلغم وأقعد في الحوش، وأنت تخيل نفسية الإنسان لما مستشفى ايقولك هذا الكلام، لكن ديمه الأمل في الله ودعوات أمي وأبي لا تنقطع .
وماذا فعلت بعد هذه الرحلة؟ وكيف تتدبرت أمورك؟. طبعًا الظروف صعبة والحالة المادية بالهون، لكن عائلتي قرروا يطلعوا بيا لتونس وقفوا معاي الجيران والنَّاس والصحاب وجمعولي مبلغ وطلعت لتونس داروا كشف على العمليات اللي درتها في سبيعة وأكدوا أنها عمليات ناجحة وممتازة وفي هذه المساحة أنحب نشكر الدكتور سفيان المغيربي على كل جهد داره معاي .
في تونس قعدوا يخدموا على صدري مع مصاحبة العلاج الطبيعي وسبحان الله خلال 24 يومًا بالضبط البلغم اختفى تمامًا وصكرولي الفتحية اللي في القصبة الهوئية وبديت نتكلم بالشوية وبديت في الأكل والشرب يعني فيه استجابة للجسم وإيدي اليسار بدت تتحرك بالتدريج من نتائج العلاج الطبيعي، والحقيقة أنا لم أيأس وبديت وقعدت شهر ونصف في تونس على حسابي وتكاليف السكن والعلاج وجلسات والمواصلات مقدرتش نتحملها لانهم طلبوا مني علاج مكثف فرجعت لليبيا واستمريت على العلاج 3 أيام في المستشفى و3 أيام في الحوش وهذا كله أملي في الله كبير أن يشفيني وتحركت إيدي اليمين بعدها حدثت ظروف خاصة به فتوقف عن علاجي .
وقعد يرفع فيا الوالد والوالدة للمصحات وكانت الجلسة بـ 20 دينارًا ومن بعد 2016 وصلت إلى 40 دينارًا وكانت نمشي لأماكن دون مقابل ومنها في الزاوية وحتى في طرابلس وطبعًا الخاص غالي هلبا والعام تلقاه زحمة، وبدت فيه استجابة وبدأ وزني في الزيادة وأمي ماعادش تقدر اتقيمني وظهرها يوجع فيها عند النَّوم أو الدخول الحمام وتغيير ملابسي دائمًا من أحد ليساعدني، وأنا نحتاج لستاند للوقوف والدراجة لحركة اليدين .. وأنا عندي ضربة قوية في النخاع الشوكي لكنه ولله الحمد لم ينقطع .
وعن سؤالي هل هناك إحساس في أطرافه إذا ما لمسه أحد أو أنصدم في شيء ؟
قال نعم هناك إحساس في اليدين والرجلين والمدة اللي فاتت درت كشف عند طبيب مختص أخبرني بأني أحتاج إلى زرع نخاع .
حاليا أصابعي وقاعد منحركش فيهم ولا نقدر نمسك حتى طاسة المية، أو كاشيك الأكل ضروري من شخص ايوكلني ويشربني .
هل الدورة الدموية تسير بشكل جيد ؟
نعم ماشية لكن مازال مع العلاج والاستمرار ستكون طبيعية أكثر ، وطبيب العلاج الطبيعي قال بأني احتاج لجلستين في اليوم، وعلاج مكثف وهذا مكلف فأقوم بجلسة واحدة حتى لا يحدث تيبس في المفاصل ولكي لا أدخل في مشكلات أخرى مثل تسريح المفاصل وعلاج التيبس بعدها سنرجع مرة أخرى للعلاج الطبيعي، وأنا متعب من قلة الحركة وبدت عندي مشاكل في المسالك لهذا درت طوبو قسطرة .
ما الذي يريده سالم بعد هذه الرحلة الطويلة ؟
أتمنى أن يصل صوتي ليس لوزير الصحة فقط بل إلى رئيس الوزراء بنفسه أنا ذهبت وقدمت ملفات لوزارة الصحة ونشبح في الشباب يسافروا ويعالج على أمور ابسط مني يعني ناس اتعاين بحسب الواسطة والنفوذ حالتي فأنا لا أطلب شيئا إلا إني استكمل علاجي حتى في تونس كشاب ليبي استحق الاهتمام وأطلب العلاج رأفة بأمي التي تعدت الستين عاما فقد تعبت معي وكذلك أبي والأصدقاء ماقصروش معاي، فأنا من عمر 17 سنة وأنا مقعد ليس لدى دخل لاني وقتها كنت طالب ورياضي بأحد نوادي الزاوية والعمر يمشي ولا اريد أن أكمل مرحلة الشباب وأنا جالس على الكرسي لا أقدم شيئاً؛ فمرحلة الشباب لن تعود مرة أخرى، أنا لو أنحصل علاج حتى للنصف العلوي نقدر انقعمز على الكرسي وناكل ونشرب بروحي وانقعمز على الكرسي، وأنت شفت بروحك العرض أمامك كيف نزلت من السيارة وكيف ركبت ويصاحب هذا وجع شديد في الظهر ولا أنام إلا بالمسكنات .
ماذا تقول في الختام ؟
أنا مستعد للعرض على أي لجنة وهما يقرَّروا إن كنت استحق العلاج وإلا لا وأنا مستعد للذهاب لأي مكان يطلبوه مني المهم أكمل علاج وأقف وأمشي من جديد وتقريبًا هذا مطلب ليس بمستحيل .
