نجاح مصدق تكتب.. من مشروع ثقافي مغيب لحضور متفرد عالمي
كلـمات ..
في احدى الندوات التي نظمها قسم اللغة العربية بالجامعة طرابلس دار بيني وبين شاعرة فلسطينية مقيمة قي ليبيا حديث شيق وطويل وصل الى مناطق موجعة فيما يعانيه المشهد الثقافي الليبي قالت لي عبارة لازالت اصدؤها في اذني الى الان الانتاج الليبي الثقافي راقي جدا ومتفرد في طرحه شكلا ومضمونا لكنه كالمنجم المهمل لا احد يعمل على اخراج مافيه وترويجه وضخه لسوق العالم الادبي والابداعي بالشكل الصحيح
اليوم ومع كل ماتشهده الحركةالثقافية والمنتج الادبي من انفتاح على العالم لازال المنتج الابداعي الليبي متعثرا لا في قيمته وغزارة وتعدد اجناسه ومصادره وثراء موروثه بل في انتشاره وحضوره لازالت المساهمات بالاعمال والمنتج الادبي على الساحة الثقافية ضعيفة مرتبكة في تسويقها وانتشارها مساهمات تختصر كم الجهد لكاتبها والعناء للوصول بها الى مرفأ امن يظهرها على حقيقتها وينفض الغبار عن ارث وصناعة اهملت وغيبت ولا زالت تعاني التغييب حتى تاخر انتشارها
تلك الاجتهادات الشخصية والفردية للعمل على المنتوج الادبي شعرا وقصة ورواية موسيقا ورسما ونحثا ومحاولةالوصول به خارج الاطار المحلي لفضاء عربي ودولي اعم واوسع يصل به للعالمية لا يكفي لتحريك البركة الراكدة في غياب مؤسساتي واضح وتهميش حقيقي لدور المشروع الثقافي يصل حد الاهمال المتعمد لوضعه في عزلة تنأى به بعيدا عن الانتشار الذي ينصفه ويمنحه حقه في المشاركة والمنافسةالجريئة دون خجل
اهمال المشروع الثقافي وغياب المعارض الدولية بشكل دوري كباقي دول الجوار مع حضور اعلامي باهت لمتابعة المشهد الثقافي وتقعس مؤسسي عن منح فرص للكتاب الليبيين للتواصل مع دور نشر معروفه عربيا مع تجاهل البنية والقاعدة الثقافية والمراكز الحاضنة والمنشآت كل هذا سوف يجعل الوصل بزخم والحضور على الساحة الدولية بكثافة مستحقة ضعيفا رغم وجود المنصات الالكترونية وغنى المنتج وتفرده فهل سنكتفي بفوز الابادة الجماعية لدكتور علي عبد اللطيف حميده بجائزة ال كارل براون ونيل جائزة البوكر عن خبز على طاولة الخال ميلاد لمحمد النعاس وجائزة البوليتزر لهشام مطر عن العودة والتبر والمجاسوس ونزيف الحجر لابراهيم الكوني المرشح لنوبل وجوائز دولية وعالمية وترشح زاريب العبيد وكونشير قورينا ادواردو لنجوى شتوان للبوكر عن القائمة القصيرة والطويلة ولنفس الجائزة ترشح حرب الغزال وصندوق الرمل لعائشة ابراهيم ونيل عايدون لكوثر الجهمي جائزة مي غصوب واحمد النويري جائزة فؤاد حداد العربية للشعر العامي وغيرهم من الاسماء والجوائز والاعمال هل سنكتفي بلفت الانتباه لقيمة هذا الابداع في كل اوجهه ونحفل بالحجرة الملقى في تلك البركة؟ ام سنحفر في الصخر لنصنع وعي جمعي مؤسساتي ونخرج نورا لا شبيه له سيهتدي به الكثر ويشدون الرحال لنقده وقراءته واثراء الساحة الثقافيه عالميا به ذات ..فهل سيأتي وان تأخر ؟