أين زمارتك وأفراحك .. أين شلالك وبطك يتمهل الخطى بين بركه.. أين الغويل وفاطمة (وتصاويرك)، وأين الحصادي والعوكلي و محاولاتهما التي تصيب غالبًا في إحياء ذاكرتك الثقافية، أين بلو وأشعاره في طرابلس، أين عمي الثلثي وجهوده في توثيق دورك التعليمي، أين سرقيوه الذي رافقنا ذات يوم في رحلة لرأس الهلال مرشدا سياحيا، أين الطرابلسي والعلواني لطالما نبها إلى الاوضاع البائسة التي تعيشها المدينة والحاجة لعودتها لمحيطها المتوسطي الجامع… أين الشاعران الزني وبطاو، هل مازال بيت الأسطى عمر والمدينة القديمة على حالهما؟
أين صديقاتي.. فردوس التي يصدح صوتها في الاذاعة بالنصائح تبكي فقدها بلا صوت، أين بنات الداخلي.. صديقاتي اللاتي استسلمن للسيل وهن يمسكن بأحفادهن لعل أحدهم ينجو.. ينجو فقط وهم جميعا في طريقهم إلى البحر..البحر الذي زينها وجملها وجعلها عروس حتى حينما شاخت باهمالهم لها لعقود.. اليوم لم يعد بحرها، خر صريعا بين يدي ماء فرات هاجمها…
يا نا عليّ يادرنة
حتى محبوبة خليفة توقف لسانها عن الإنشاد .. تفوق عليها الحزن.
الكوارث تكشف الحقيقة المرّة.. هذه درنة، وهذه ليبيا.. (واللي جت فيه، ربي يصبره).
ستبكي الزمارة لزمن كل من جرفهم السيل وهم نيام، وستلهج درنة بقولها الحزين
(يا نا عليّ يادرنة.. يا نويرتك يا درنة)