فنون

الفراغ / شعر: كارل آدمشيك

ترجمة‭ : ‬ليلى‭ ‬النيهوم

لم‭ ‬ارغب‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬جسدي‭ ‬للحرب‭.‬

شاهدت‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬إخبارية‭ ‬ذبابة‭ ‬في‭ ‬فم‭ ‬رجل‭ ‬ميت‭.‬

رأيت‭ ‬رجل‭ ‬يُجبر‭ ‬على‭ ‬الركوع‭ ‬

يؤمر‭ ‬بلغة‭ ‬لا‭ ‬يفهمها‭ ‬

ان‭ ‬ينبطح‭.‬

الكاميرا‭ ‬إلتقطتْ‭ ‬الرصاصات‭ ‬وهي‭ ‬تدخل‭ ‬عموده‭ ‬الفقري

وقاعدة‭ ‬جمجمته

ثم‭ ‬الرجال‭ ‬يولون‭ ‬الأدبار‭ ‬بعيدًا‭ ‬في‭ ‬العدم‭.‬

الكاميرا‭ ‬بدورها‭ ‬استدارت‭ ‬

وركضت‭ ‬عبر‭ ‬سياط‭ ‬اوراق‭ ‬الدغل‭ ‬الخضراء‭.‬

لو‭ ‬ظلت‭ ‬لكنا‭ ‬رأينا‭ ‬المطر

يجلد‭ ‬ظهر‭ ‬الجندي‭ ‬غاسلا‭ ‬بزته‭.‬

لكنا‭ ‬رأينا‭ ‬جثته‭ ‬فيما

يقتات‭ ‬الدود‭ ‬من‭ ‬قارة‭ ‬لحمه،

لحتى‭ ‬يصبح‭ ‬عظاما،

لحتى‭ ‬يصبح‭ ‬ترابا،

لحتى‭ ‬غنى‭ ‬فراغه‭.‬

كنتُ‭ ‬خائفًا‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يمشون،

من‭ ‬رؤية‭ ‬السماء،‭ ‬خفيفة‭ ‬السحب،‭ ‬

فيما‭ ‬الدم‭ ‬ينفر‭ ‬من‭ ‬جسدي‭. ‬

حلمت‭ ‬بخوذة‭ ‬إلى‭ ‬جوارها‭ ‬قدم‭ ‬مبتورة

وعرفتُ‭ ‬انها‭ ‬لأخي

عجزت‭ ‬عن‭ ‬تذكر‭ ‬اسمه‭.‬

تركت‭ ‬فناء‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية‭ ‬اليانع‭ ‬التعشيب

ماضيا‭ ‬تحت‭ ‬السنديان‭ ‬الباسق

الى‭ ‬مكتب‭ ‬البريد‭.‬

عبئت‭ ‬الخانات‭ ‬بحروف‭ ‬اسمي

تطلعت‭ ‬من‭ ‬النافذة‭ ‬رائقة‭ ‬الزجاج

إلى‭ ‬مفترق‭ ‬الطريق،‭ ‬

راية‭ ‬متدلية‭ ‬في‭ ‬الحر،

في‭ ‬الجو‭ ‬الصحو‭.‬

تنهدتُ،

اخبرتهم‭ ‬اين‭ ‬اقطن،

انني‭ ‬راغبٌ،

انهم‭ ‬حالما‭ ‬يبعثون‭ ‬البطاقة‭ ‬سأرتدي‭ ‬الحلة‭ ‬العسكرية‭.‬

وكنت‭ ‬اكذب‭. ‬

ما‭ ‬كنت‭ ‬لأنفع‭ ‬في‭ ‬زي‭ ‬المشاة‭.‬

ولا‭ ‬رتبة‭ ‬الدموي‭.‬

في‭ ‬الاسابيع‭ ‬التي‭ ‬تلت

شعرتني‭ ‬محتلاً،‭ ‬

محكوماً‭ ‬بالصمت‭ ‬مثل‭ ‬قوقعة‭ ‬ملساء‭ ‬

تردد‭ ‬صدى‭ ‬البحر،

كجرة‭ ‬مفتوحة‭.‬

ابتدأ‭ ‬فراغ‭ ‬فمي‭.‬

اردت‭ ‬القول‮ ‬‭ ‬انني‭ ‬رأيت‭ ‬شجرة‭ ‬الليل،‭ ‬

هامتها‭ ‬تحضن‭ ‬النجوم‭ ‬المهيبة،

بدايتها‭ ‬مؤرخة‭ ‬في‭ ‬الحلقة‭ ‬الداخلية

و‭ ‬ما‭ ‬قلت‭ ‬شيئا‭.‬

رأيت‭ ‬اننا‭ ‬كنا‭ ‬النص‭ ‬الغابر‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى